أبدا فقلبي لا يعيش بلاها
بل لا يريد على الزمان سواها
فورود بستاني عبير غصونها
وتجف أزهار الربا لولاها
من ذا يمل على الغرام حديثها
أو من يعيب على الزهور شذاها
شفتاك تقطر سكرا وحروفها
متنسكا تغويه في طغواها
إن هامستك سكرت من لا خمرة
وبلا كؤوس لو رشفتُ شفاها
وعلمتُ أن نبيذها لا أرتوي
منه هياما إذ أقبّل فاها
من ذا يعين المبتلى في حبها
لو هام في خصر الجمال وتاها
وعلى الخدود قد ابتنى محرابه
متعبدا في حسنها الله
وبخالها المزروع في واد اللظى
يقضي شهيد الحب في دنياها
الورد من وجناتها قد أخجلت
فغدا أسيرا إن بدا خداها
منها استعار فلونه من خدها
واحمر زهر الحقل من أشياها
جلت عظائم من تبدى سره
لما بسر جماله سواها
لا تسألوني إن مكثت بصدرها
عمري ، لبثت عشية وضحاها ؟
فأنا بسفحك أرزة مجنونة
تأبى الرحيل لظبية إلاها
لما تبدى عاج باسمها غدا
قلبي المعنى في نخيل رباها
فجمعت من درر البحار أعزها
لتكون في جيد الجمال تناهى
وهززت جذعا مرمرا وهصرته
رطبا تساقط تمرها وجناها
فعرفت أنْ ليس النساء جميعها
شبها لعزك رائعا يتباهى
فيك الجمال مع البهاء تفردا
قد بات يرفض للحلا أشباها
فيك البيان يلذ لي تسطيره
شعرا وينسج من بحور ذراها
شفتاك إن همست أذوب بلثغة
مترنحا أرنو لضم صباها
ويطير قلبي من ضلوعي عندما
يبدو حرير قميصها وبهاها
لو غبت عني لحظة قلبي اكتوى
وأراه يأخذني لنور فضاها
يا ويح صب فيك جن جنونه
إن غبت جن ، وجن حين يراها
في خصرك الرائي يسبّح ربه
ويقول جل الرب حين براها
يا من غرست بذور وردي حسنها
فغدت جميعا أنت من حلاها
فجمال عينيك الذي يجتاحني
ويثير فيّ كوامني لسناها
أهدى غصوني للحياة جداولا
فاضت جنونا لوعة ومياها
فغدت ربيعا باهرا متوسلا
أن ترتوى من جدولي عيناها
يا كل عمري أنت لو ضيعته
في دفء همسك قلت راح فداها
لما بدت كالفجر غادر ليله
ما عدت أملك خافقي بهواها
فالشعر شلال على أكتافها
وأنا الغريق بموجها وضياها
يا ويح قلبي إن تلفت لحظها
نحوي وأغمض لحظة جفناها
فأرى براكين الهوى قد أمطرت
جمرا يحطمني جحيم لظاها
في عصف حبك هل أظل مسافرا
ليضيع موجي في جميل سماها
كوني كما عودتني يا لوزتي
فل الورود مسافرا أرجاها
فأنا بعشقك لوعة لا تنتهي
وبشهد عينك نحلة ترعاها
كل الحروف إليك يا عصفورتي
وبيان حرفي من عبير شفاها !
وسعادتي أني مزجت بنبضتي
زهر البنفسج هب من دنياها