من خربشاتي(18،19،20،21)
**************************




يملكُ مُنتدى
***********
وهو المهاب المقتدى=من بات يملك منتدى

وهو القدير مفاخرٌ=وبحكمهِ وصل المدى

فانصت إليهِ يا فتى=يضحي المعارض جاحدا

فهو العليم بنثرها=ولشعرها فهو الصدى

وإلى السياسة نابغٌ=من مثلهُ قد أُعددا

وهو العلوم جميعها=فإليه يُقتطر الندى

باللين خاطبهُ إذا=غضب الأمير تعربدا

إن لم تكنْ متأنقاً=صرتَ البغيضَ الأبعدا

حامي وجودك إنهُ=يضفي عليك السؤددا

فاكسرْ بأنفك بصْلةً=واذهب إليه موحّدا

فبدونه لا تعتلي=يضحي فصيحك أَربدا

ويضيع نثرك في الفضا=والشعر يتبعه سُدى


************************************************** ************

إداري ينصب مجروراً
*********************

يا أخضرُ إني مستاءٌ=أشكوك لذي اللون القاني

فالقاني يربحُ أخضرهُ=ولدٌ قشَّاشُ الألوانِ

والمُشرف لوناً يحميهِ=من غضبةِ باقي الفتيانِ

فإداري ينصبُ مجروراً=يضحي بالنصبِ كفنّانِ

فيقيسُ الشعرَ بأمتارٍ=ويكيلُ النثرَ بميزانِ

ويحيط المدَّاحون بهِ=يُكنَى ببديعِ الأزمانِ

إن علَّق يوماً في نصٍّ=يمسي للنصِّ كعنوانِ

بركيك كلامٍ إنْ أملى=يغدو كنبوغِ الذبياني

والويلُ لمنْ ينسى أمراً=للباب العالي العثماني

إن قاطع شخصاً في أمرٍ=نصرتهُ شلة أقنانِ

لا لوماً عمَّن يتبعهُ=قرَّاضُ الشعر كجرذانِ

اللوم على من كان لهم=حرفاً محبوكَ الأردانِ




************************************************** ****************

يرجمنا
**************

وأعجبُ منهُ كاتبنا=يقومُ بذمِّ حاكمنا

على قمعٍ لآراءٍ=ليُخرسنا يُكممنا

وهذا حاكمٌ بلداً=له عهدٌ يُذَمّمنا

وكاتبنا مُجافينا=إذا قلنا تَراجمنا

فإن بُحنا مخالفةً=لرأيٍ منه خاصمنا

فكيف إذا غدا يوماً=له السلطان مُلهمنا

سيقطع ألْسُناً منّا=سيَخْصينا ويُلجمنا

وإنْ تشتدُّ غضبتهُ=يُقيم الحدَّ يرجمنا

يُبرمجنا كما يحلو=لمسمعهِ ويُعْلمنا

بأنَّ الله خالقهُ=كليماً كي يُعَلِّمنا

لتعلمَ يا مُعاندنا=بأنَّ العندَ يُغْشِمنا

فلا منْ خاتمٍ عِلماً=وخيرُ الناسِ أَحلمُنا

وأن النقدَ مدرسةٌ=تداوينا تبلسمنا

تصحّحُ أعوجاً فينا=تُعدّلنا تُرمّمنا

ونرقي في مفاهيمٍ=توضّحُ قولَ أعجمنا

ألا إنّ الذي يرضى=لنقدٍ كان أكرمنا


************************************************** ********

سليط اللسان
***************

سليط اللسان غدا باتراً=لساناً طويلاً بحق الرئيسْ

وأضحى لجوماً تجاه الذي=لهُ منتدىً قد يكون أنيسْ

وخاف على صفحةٍ في الفضا=تجوبُ وقد لا يراها تعيسْ

وكان كنقدٍ بعيد المدى=وليس رداءً (لأدمنْ) يقيسْ

فأيٍ يكون قياساً لهُ=عليه التراجع لا من محيصْ

فيا وكستي بانتمائي إلى=فلولٍ كما الحنطةِ الخندريسْ

يآكلها السوس في بهجةٍ=وتجفو إذا ما صنعت هريسْ

أقول وقولي بلا ساترٍ=بأني أحب الجموع خميسْ

كسيفٍ بقولٍ لحقٍ بدا=لطافٌ كسفرٍ وخير جليسْ

وليس كورقاء في صافرٍ=يفروا إذا ما تعالى الوطيسْ

لنبدوا كما المتنبي غدا=قتيلاً لبيتٍ وصار الحميسْ

ونسموا بقولٍ وفعلٍ كما= أحال الجدودُ المليكَ أريسْ