الحب والحريق:اقتباس بتصرف:سارة رحمة
كان ياماكان , كان هناك ثلاث أرانب, ظل الأرانب الثلاثة بعد موت أبيهم وأمهم ساكنين في حجرهم القديم المحفور في جوف الأرض .
وفي احد الأيام , دار بينهم هذا الحوار :
-مللنا من العيش في هذا البيت المظلم.
-صدقت ياأمي , فالشمس لاتدخله أبدا.
-والوحوش تدوسه بأرجلها.
-لم لانبني بيتا على ظهر الأرض؟.
-نعم اتقاء للموت الخطير غدا...
-سنموت في بطن الأرض, إذا قضينا عمرنا هنا.
-وكيف سنعيش إذن؟
-يجب ان نترك الخوف في الحجر ونخرج إلى النور.
-هيا لنخرج من الآن..
-هيا نخرج.
-غادر الإخوة حجرهم , وساروا وهم يتحارون..
-قال أحدهم :
-هيا بنبني بيتا جديدا..
-قال آخر:
-خرجنا من ضيق الحجر , لننعم بالراحة!.
-وماذا ترى ؟
-يبني كل منا بيتا ونجعل البيوت متجاورة..
-هذا رأي صائب.
-إذن هيا للعمل..
انتشر الإخوة مسرعين ونشطين يجمعون الأخشاب والأغصان , ويعملون بدأب وهمة, حتى بنوا بيوتا ثلاثة..
دخل كل أرنب بيته الجديد وارتمى نائما من التعب .
في الصباح الباكر خرج الإخوة الثلاثة يضربون الأرض بحثا عن الرزق ويوما بعد يوم ازداد الإخوة فرقة في السعي وأصبحوا لايلتقون إلا قليلا ولايهتم أحدهم بالآخر , بل بنفسه وبيته.
وذات مساءقارس البرد , عاد الأرنب الصغير يحمل علبة الكبريت وقد كات يرتجف من البرد , لكنه كان يقفز فرحا!!ويصيح:
-سأطبخ الطعام وأدفئ عظامي.
وحينما دخل بيته أخذيشعل عيدان الثقاب ويلوح بالشعلة الراقصة فرحا , ويضحك مسرورا , حتى استلقى على قفاه من الصحك.
وبدون ان ينتبه أشتعل البيت نارا!
نهض مذعورا يحاول إطفاء الحريق , فلم يقدر وحده ..
استنجد بأخيه الأوسط فرده قائلا:
-الحريق في بيتك فأطفئه وحدك!
واستعان بأخيه الكبير فقال له:
-بيتي سليم ولايهمني بيتك!
التهمت النار بيت الأرنب الصغير وامتدت النار إلى بيت الأرنب الأوسط , استنجد بأخيه الكبير فلم ينجده.
أكلت النار البيت الثاني وطار شررها إلى البيت الثالث فاستغاث الأرنب الكبير باخويه فلم يستجب له أحد وبعد زمن قصير صارت البيوت الثلاثة أكواما من الرماد قعد الإخوة محزونين
ينظرون إلى بيوتهم المحروقة :
قال الأرنب الصغير:
-اولالعبي بالكبريت لما احترق بيتي.
قال الأوسط :
-لوساعدناك في غطفاء بيتك لما احترقت بيوتنا..
قال الكبير:
-الندم والحزن لايفيد شيءا.
-وماالعمل الآن؟
قال الأوسط:
-لن أبني سوى بيت واحد.
-لماذا؟
-إذا كنا إخوة حقا , افترقت القلوب ببناء عدة بيوت,وافترقت معها قلوبنا وتفرقنا فيها, انهضوا لنجمع الأخشاب من جديد.
قال الصغير:
-لن أطلب عودا واحدا.
-سنبني بيتا بالأحجار
-ولم ذلك؟
-حتى لايأكله الحريق.
قال الاوسط:
-لاتخف ياأخي فالبيت الذي يسكنه الحب لايدخله الحريق
-هيا إلى الأحجار
-هيا إلى الأحجار
أسرع الإخوة الثلاثة يجمعون الحجارة ويجلبون الطين ويعملون متعاونين , حتى بنوا بيتا من الحجر كبيرا يروق للناظرين , غمر الفرح قلب الإخوة , فانطلقوا يقفزون حوله ويرقصون ويغنون:
"بيت بالحب نبنيك=وبضوء الشمس ملأناه
يسا بيتا يرعى وحدتنا=دوما في القلب سنرعاه
انتهت القصة.
سارة رحمة

26-2-2012