لقاء، مع الأديبة والاعلامية الفلسطينية، نجوى شمعون
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

نجوى شمعون، أَديبة، وكاتبة، واعلامية فلسطينية، وهي نجمة فلسطينية متألقة، في سماء قطاع غزة، حاصلةٌ على شهادة بكالوريوس في علم الاجتماع، تكتب نثراً وشعراً وادباً، حتى كل ما تنطقُ به، يكادُ ان يكون في باب الأدب، تكتبُ بمداد ذهبي، وقلمٌ ماسي، وتتألقُ اعلاميا، وتخرجُ افلاما وثائقية، تتصف بالروعة والابداع، تتمتعُ بشخصية جذابة، وذوقٍٍ رفيع، واحساسٌ رقيق، مرهف وأخّاذ، لديها قدراتٌ ابداعية وخلاقة، وصادقة، يأسركُ حديثها الممتعْ والشيق، كما تأسركَ عواطفها الجياشة، كلماتها وكتاباتها تتجمعْ كنسيج من الدرر، المرصع بالألماس والذهب، في خاطرةٍ ادبية، قصةٍ قصيرة او قصيدةٍ شعرية، غزيرة الانتاج، يعلو وجهها دائما ابتسامةٌ حالمة، ككلماتها التي تكتبها، يشوبها مسحةٌ من الحزن غالبا، تُخفي وراءها اسراراّ عميقة، لا يظهر منها الى السطح الا قليلا، تحتاج خبيراّ في لغة الجسد، كي يفهمها ويحللها، تشعر وتحس بها، كأنها انسانةٌ عاشقةٌ وحالمة، عاشقةٌ للورد، وللحب، عواطفها جياشة، لا تنقطعْ أو تتوقفْ، كلماتها معبرةٌ كثيرا، لها بداية، وليس لها نهاية، اذا قرأتها بتمعنٍ واحساس، أثارتْ بك عصفا ذهنيا عاطفيا، تُشعلُ كل جوانحك وجوارحك، بنارٍ لا تنطفيء، تلسعكَ بحرارتها، ولكنها في نفس الوقت، تُمتعكَ بشكل كبير جدا، تشعرُك وكأنكَ تسبح في بحر من النشوة والسعادة الغامرة والسرور.
يمكن القول، في وصف السيدة نجوى نفسيا وادبيا بانها محصلة لانسانة، تشكلت نفسيتها وشخصيتها وصقلت، عبر الحرب الصهيونية النازية على قطاع غزة، ثم الحصار القاسي والظالم، الذي يعاني منه المواطن الفلسطيني هناك، حتى يومنا هذا، وكونها امرأة حساسة، وشاعرة واديبة وباحثة اجتماعية، فغالبا تعاملها مع سيدات غزة، ونساؤها عن قرب، يجعلها تتلمس احزانهم ومعاناتهم، من القتل والتجريح والحصار، فتعاني لمعانتهم، كما تعاني هي ايضا مثلهم، فتحمل همهم وانينهم، في قلبها ووجدانها، ومشاعرها واحساسها، مما ينعكس كثيرا على كتاباتها واشعارها وحزنها. لا تظهر كتبها وقصصها واشعارها كثيرا في الصحافة الورقية، ولكن في الأغلب، ان معرفة ألأشخاص المحررين، هو الأهم وليس النص "، لذا فضلت الصحافة الالكترونية، حيث النشر اسهل وأسرع، ولا يحتاج لوسيط او معرفة.
لذا تظهر في الصفحات الألكترونية، على الشبكة العنكبوتية، وما فهمته منها ومن بعض ما قرأته لها، ان كل هذا يعود الى ان الكتابة الورقية، تحتاج الى الواسطة، وحتى في نشر وطباعة كتبها من الأشعار والقصص، وهي تتساءل؟؟؟؟ كيف يطبع البعض اكثر من اربعة وخمسة كتب في العام!!!! وهي تكاد لا يطبع لها كتابا واحدا!!!!!!. وهذا برأيي يظلمها كثيرا، ولا يجعلها، ان تتبوأ المركز المرموق الذي تستحقه، ومن هنا، كان اهتمامي لتسليط الضوء عليها، كفلسطينية مبدعة وخلاقة، تستحق التقدير والاحترام والتكريم، الذي يغيب عن المسؤولين كثيرا، في المؤسسات، ودور النشر، والمراكز العلمية المتخصصة، ولدى صانعي القرار الفلسطيني.
تعمل السيدة نجوى، محررة في عدة مجلات، وفي وكالة اخبار المرأة العربية، وما زالت في ريعان شبابها، تفيض لبنا وعسلا، تتمتع بالحيوية والنشاط، تلقتْ الكثير من الدورات التدريبية، في عدة مجالات، خاصة، في مجال التصوير، والكتابة الابداعية، والقصة الصحفية المصورة، شاركتْ في اخراج ومونتاج افلام وثائقية عديدة، مثل:"أنا القمر مونتاج فيلم انا القمر "2008م، و" ورد السياج "2009م، وغزة "بعيون النساء"(اسم المهرجان الذي شاركت به بفيلمي ).
2009م و" بتظلها غربة" 2010م.وهو فيلم جماعي مشترك
عضوة عاملة، في الكثير من المراكز والمؤسسات، مثل اتحاد كتاب الانترنت العرب، وحركة شعراء العالم، ومُلتقى إعلاميات الجنوب، ومركز الإعلاميات العربيات، وجمعية آسيف المغربية، لحماية التراث، وفي منتدى الإعلاميين والإعلاميات في غزة. لديها ديوان شعري بعنوان " كما ينبغي لي " 2005م، ولها دواوين عدة، لم تطبع بعد، تكتب في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، والدولية، ولديها مشاريع عدة، قيد التنفيذ.
تنشط السيدة نجوى كثيرا في كتاباتها، على الشبكة العنكبوتية، لديها العشرات من المقالات، يكادُ لا يمر شخص على صفحاتها، الا ويعجبْ بها، اشدَ الاعجاب، فهي علمٌ من اعلام الشبكة العنكبوتية، واحدى كاتباتها المبدعات، والمبهرات، تؤَثرُ كتاباتها في قارئها، فتثيرُ به الاحساسْ والعواطفْ من الأعماق، التقيتها عبر الماسنجر، في حديث مطول، عن كتاباتها الأدبية والشعرية، وعن احلامها وطموحاتها في الحياة.
عندما سألتها عن الكتابة قالت:أنا لا أكتبْ، أنا أزرعُ الغيمات. ولكنني سأكتب، حتى يملُ الصبرُ مني، وتهربُ المدن.
سألتها عن الكلام، ولماذا هي مُقلة منه؟؟؟؟ فأجابتني برد من خلال نصوصها وقالت لي: الكلامُ هو العبثُ الوحيد، لا بُدَ من حركة، ايقاعْ، طَيران للأجنحة، لا بُد من طلقة في الجوار، ليطيرَ الغبارُ ويحتبسُ الكلام، هو صرخةٌ مكبوتة، قد تصلْ، وقد تضلُ طريقها، لابد من قُبلة مميتة، لتستفيقَ من غرور الأمكنة.
في سؤال لي لها عن طموحاتها واحلامها؟؟؟

قالت:طموحي هو المشاركة بأمسيات ومهرجانات عالميّة للشعر والأدب والمرأة، وكتاباتي كثيرة، خاصة عن المرأة الفلسطينية والعربية، ممزوجة، بتراب الوطن، وبالمنفى وبالغياب، وبالشرف والحصار، والحرب والحبّ، وانت تعرف، بأننا عانينا ونعاني من الحواجز والحصار، والذي يحول بيني وبين السفر الى الخارج، لحضور المؤتمرات، واللقاءات الأدبية وخلافها، وللتواصل مع الآخرين، واثبات وجودنا، رغم الاحتلال المجرم، والمستبد، حتى ان التنقل داخليا، كان صعب جدا في وقت من الأوقات، وتحت القصف الصهيوني المتواصل علينا. أمّا الصّحافة، فكانت أغلب مقابلاتي فيها عن النساء والإبداع، وقضايا تمرّ بالمرأة العربيّة، ولا تتركها غير مقتولة أو مسلوبة التفكير.
في سؤالي لها عن الحبْ، ورأيها فيه، ولماذا لمْ ينجحا بهِ، كلٍ من قيس وليلى وروميو وجولييت؟؟؟؟
قالت:آهٍ ثمِِ آهْ، لكمْ انتظرتْ، وانتظرتُ هذا الحب، ريحٌ تتهاوى على صخرة الوقتْ، كيف أبدأْ، وأنت تُنهي، اِنكفاءْ روحي على نفسها، تماماً، مثل انكفاءُ الجسدِ على الخواءًِ منك، في غيابكَ عني، وفي انتظاري، سأحولكَ لتمثال وأعبدُه، إن لمسْتََ فيََّ وتراً، شهقََ المكانُ، عن بكرةِ أبيه، وإن غنيتْ، صَفعني الحنين، الحنينُ الخائن، إن لمستني يا حبُ ثانيةً من الوريد، نزفتْ، وأشعلتََ بجسدي النار، وكنتُ "نسياً منسياً"، مرآة الحب، عمياءٌ ووقحة، تكسّرتْ المرآة في قلبي، اقتحمتْ كلُ قطعةِ زجاجٍ، نبضةٌ في القلب، هلْ ماتَ الغبارُ النائمُ على سطح المرآة؟؟؟ ..فقطْ أسأل..! سأضربها بحجر، لأكسِّرها تلك المرآة .. مرآةٌ عمياء، تتحسسُ الوجعُ فينا. أحبَبتُ أن أقول شيئاً لك، قبل الرحيل، قبل السفرْ، قبل الخلودْ، كم شقينا بكَ يا حُب، هلْ مِن ناجين من الحب؟؟؟ تصرخُ عاشقةٌ في قتلاها؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أمشي تحتَ المطر، المطرُ ينْحَتني، يُحولني لآلهةٍ قديمة، أعبرُ جَسدكْ بِسحري، لا تملكُ شيئاً، أمام هذا الغزوِ المفاجيءْ، هذا ما تقولهُ العاشقة، كلما ألقتْ بتعويذةَ سِحرْ .
سألتها الى متى الانتظار، الا تَمّلي منه؟؟؟
قالت: يصيرُ قلبي حَجراً، حَجَلاً، يتمّشى على الرمل، في انتظارِكْ، يَصمتُ قلبي عن الكلام، فَينامْ، في انتظارِكْ، تسقطُ كل الازمنة، رماحاً رماحاً، ويبقى قلبي واقفاّ، في انتظارَِكْ. في انتظاركْ، جموعُ الطيورْ، كل الطيورْ، هاجرتْ، مُدُنها واشجارُها، في انتظاركْ. سقطَ الجِدارُ، وعادتْ برلينُ لوْقْفتها، ولم يسقطْ جدارنا في غزة. في انتظاركْ. اقفلتْ الموانيءْ، وتوقفتْ السفنُ عن الابحار، في انتظاركْ.
قلت لها وهل لديك من اسرار تخفينها؟؟؟؟
قالت: اسمح لي ان اقرأ لك هذا المقطع، من مقالة كتبتها بعنواننقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كرزة، تمشي في جنازة): وهو نص شعرينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي------هذي المناديل عاشقة كالأنوثة، تسفح دم الليل، وتمشي في جنازته مكابرة، ليس من سر يذاع، سوى ضجري، هذا المكان المعبأ بالوجع، ينفضُ الرملَ، وينامُ على الرملِ ..هو مرة اخرى، يتأقلمُ مع الندمْ، ويبتعدُ ويقتربُ، ويحنُ ويغتربُ، يضحكْ ويبكي، وسرعانَ ما يمسحُ دمعتهُ بطرف كمِ القميص الممزق،ْ ويذهبُ للعبْ، وينحفُ فجأةً، ويكتنزُ بالشهواتْ، ويطيلُ الوقوفَ تحت الشرفات، ليسرقََ نظرةً واحدةً، على حبل غسيل، يحملُ شالها، ويبتعدُ ويقتربْ، وينامُ في شارع ضيق، ويصحو على تعبْ، يصرخُ في نفسه، يمسكها من طرف الروحِ، صارخاً، أَما قَتلتكَِ في ذلك الحلم الشبق ؟؟؟..أما نهرتكَِ عنها، لتعيدِ النزول، في شارع العشاق، ولا تحترفْ شيئاً، يمنع جوعكَ ليحترقْ.
تدفق، تدفق، أيها الحبُ في دمي الأرجواني البكرْ، في غَفوَته، يستقبل النوارسُ في وداعها، غموض" في زردِ الوردِْ، يكحلُ عينينِ، من شلالٍ يحيط بهما، صفُ نخيلٍ وزهرة، تُعدُ لي، ليلةٍ بكامل أنوثتها هناك، كي أغني فيكَ أغنيةً عن الحب. تدفق، ولا تعكر صفوي، بصوت الخيبة، خيبةُ ماريا في العشق، لترسمَ جسدها في ظل وردة، وتنامُ، كما حمامات الدار، أعطها سبباً، لزهوِ الوردْ----------).


انتهى موضوع لقاء


مع الأديبة والاعلامية الفلسطينية، نجوى شمعون