الصدقة وأخواتها...
ملف مرفق 1527
لقد عاد سليم لمنزله كاسف البال ممزق الفؤاد..مكفهر الملامح أصفر الوجه...
نظرت إليه والدته خفية وهو يدخل إلى غرفته متعجبة من شفته المقلوبة , وعبوسه الغريب...
رمى محفظته على سريره بحركة عفوية عصبية واضحة...
وقد خرجت منه جملة نزقة رغما عنه أفصحت عن بعض مايعاني:
-لم يعودوا أصدقائي...انتهت المحبة..
لم تشأ أم سليم أن تسأله فهي على يقين أنه ومن أول لقمة من وجبة والدته اللذيذة سوف تنفرج أساريره ويبوح بكل شيئ...
كان الوقت مناسبا جدا قبل رجوع إخوته من مدراسهم...
-هل أعجبك الطعام يا سليم؟
-كل شيئ يعجبني في منزلنا الرائع فنحن متكاملون بكل شيئ...أنا وإخوتي انت ووالدي...
-فلم إذن هناك دمعا خفيا في عينيك؟
صمت سليم برهة لكن لسانه كالعاكة أفصح قبل عقله وقلبه لكون والدته بيت سره الكبير...
فخرجت الجمل متلاحقة نزقه متألمة:
كل مرة يذكر أصدقائي أن هناك عائلة جريحة تعاني الفقر والعوز أسارع فأدفع مصروفي ونجمع مانملك جميعنا ونرسلهم لها لكن هذه المرة فكرت بأن أبارد فصمت الجميع ولم يدفعوا ولاقرشا واحدا...
-كل هذا سبب حزنك؟يا سليم أنت ربما لاتحسن عرض الفكرة بقوة وتحفيز لكن أصدقائك قادرون,
وأنت تستطيع أن تدرس أولاد تلك العائلات وتعلمهم مثلا..فمساهمتك معنوية فلتكن وهم لايستطيعون ذلك فأنت من المتفوقين..اليس كذلك؟
وبكل الأحوال تبقون ممكن عمل بقوله تعالى:وتعاونوا على البر والتقوى...فأنتم رائعين بحق..ومتكاملين بحق.
ليست الصدقة بالمال وحده...فقد تقدم علاجا , وقد تقدم مواساة..الصدقة أكبر من هذا بكثير...أليس كذلك يا سليم؟
المهم أن يتقبلها الله من قلب مخلص...
نظر سليم لوالدته عانقها مسحت دمعته التي هطلت بعد ذلك..ابتسم بفرح..ودخل غرفته مرتاحا....
ريمه الخاني 28-1-2012