أبو بصير
نسبه
هو أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة .
موقف أبي بصير مع الرسول : لما قدم رسول الله المدينة واطمأن بها أقبل إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة , فكتب إلى رسول الله الأخنس بن شريق الثقفي ولأزهر بن عبد عوف وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عامر بن لؤي استأجره ليرد عليهم صاحبهم أبا بصير , فقدما على رسول الله ودفعا إليه كتابهما فدعا رسول الله أبا بصير فقال له : " يا أبا بصير إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد عملت وإنا لا نغدر فالحق بقومك " . فقال : يا رسول الله تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني !فقال رسول الله : " اصبر يا أبا بصير واحتسب فإن الله جاعلاً لك و لمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجًا ومخرجًا " . قال : فخرج أبو بصير وخرجا حتى إذا كانوا بذي الحليفة جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري : أصارم سيفك قال : نعم . قال : أنظر إليه , قال : إن شئت , فاستله فضرب به عنقه وخرج المولى يشتد, وطلع على رسول الله وهو جالس في المسجد , فلما رآه قال : " هذا رجل قد رأى فزعًا " . فلما انتهى إليه قال : قتل صاحبكم صاحبي . فما برح حتى طلع أبو بصير متوشحًا السيف , فوقف على رسول الله فقال : يا رسول الله , وفت ذمتك وقد امتنعت بنفسي , فقال رسول الله : " ويل أمه ! محش حرب لو كان معه رجال " .فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص وكان طريق أهل مكة إلى الشام فسمع به من كان بمكة من المسلمين فلحقوا به , حتى كان في عصبة من المسلمين قريبًا من ستين أو سبعين , وكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه ولم يمر بهم عير إلا اقتطعوها , حتى كتبت فيهم قريش إلى رسول الله يسألونه بأرحامهم لما آواهم فلا حاجة لنا بهم , ففعل رسول الله فقدموا عليه المدينة , وقيل : إن أبا جندل بن سهيل بن عمرو كان ممن لحق بأبي بصير وكان عنده .
وفاة أبي بصير : قدم كتاب رسول الله على أبي جندل وأبو بصير يموت , فمات وكتاب رسول الله بيده يقرؤه , فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه و بنى على قبره مسجدًا ، وذكر ابن إسحاق هذا الخبر بهذا المعنى وبعضهم يزيد فيه على بعض والمعنى متقارب إن شاء الله تعالى .
المراجع : - سنن البيهقي الكبرى .- أسد الغابة .- الاستيعاب .