عَذُبَتْ رُؤايَ وَ فُسِّرَتْ بِالصَّابِ


باتَ الْمُقيمُ عَلى الْأذى يُغْرَى بِي
يَلْهُو بِقافِيَتِي وَ لَحْنِ عَذابي

يَرْقَى لِحُزْنِي يَسْتـَجِيرُ بِلَوْعَتِي
كَالرِّيحِ سُرَّ بِها الضِّرامُ الْخابي

أُشْجِيهِ بِالَّلحْنِ الشَّجِيِّ فَيَحْتَفِي
وَ يُحِلُّ أَوْدِيَةَ الْعَذابِ عِذابِي

وَ إِذا أُعلِّقُ لُؤْلُؤاً فِي جِيدِهِ
كانَتْ قَلائِدُهُ لِمَحْوِ شَبَابِي

وَ إِذا اللُجَيْنُ سَكَبْتُهُ فِي مائِهِ
أُهْدِيتُ عاصِفَةً وَ هُوْجَ عُبابِ

فَلَوَاْنَّهُ جَهْلٌ لَقُلْتُ مُعَذِّراً
عَذُبَتْ رُؤايَ وَ فُسِّرَتْ بِالصَّابِ

وَ لَوَاْنَّهُ حِقْدٌ لَأَعْرَضَ جانِبِي
حَتَّى يُوارَىْ الصَّفْوُ خَلْفَ حِجَابِ

وَ لَوَاْنَّهُ ظُلْمٌ لَسُدِّدَ رَأْيُهُ
وَ أعادَهُ لِلْعَدْلِ فَصْلُ خِطابِي

يَا لَيْتَهُ ألَقٌ لَطَالَ سِجَالُنا
فَسَما الْبَيانُ بِحِكْمَةٍ وَ صَوَابِ

بَلْ لَيْتَهُ رَجُلٌ لَتَمَّ حِوَارُنا
بَلْ لَيْتَهُ أُنْثَى لَرَقَّ عِتَابِي

لَأقَمْتُ مَيْلَتَها فَلَيْسَ كَمِثْلِنا
لِلظَّبْيِ أَوْ لِلْأرْقَمِ الْمُنْسابِ

إِنْ تُحْسِنِي فَلَدَيَّ ما تَرْضَيْنَهُ
وَ إِذا نَشَزْتِ كَفَاكِ سَوْطُ عِقابِ

يَا لَيْتَهُ طِفْلٌ لَهُدْهِدَ آمِناً
وَ غَفا بِقِصَّةِ صادِحٍ وَ غُرابِ

أَوْ قِصَّةٍ عَنْ ظَبْيَةٍ وَجْرِيَّةٍ
أَوْدَتْ مَحَاجِرُها بِأُسْدِ الْغابِ

لكِنَّهُ اللَيْلُ الْبَهِيمُ قَدِ اصْطَفَى
أَلَمِي بِلا سَبَبٍ مِنَ الْأسْبابِ

شعر
زياد بنجر