إيتزار...أو قرية الصبا



سأحمل القمر في
يدي اليمنى
و خبزا محروقا
في راحة اليسرى
هدية إليك
يا قريتي

سأقف هناك
في ذلك الركن
من ربعك القديم
كواحد من حيطان
بيوتك العتيقة
أو كصومعة بالية
تحكي أسطورة اسمك
الغريب
سأظل أبحث في وحل دروبك
الضيقة
عن جريدة
أقرأ فيها وصفا
لوجهك المتغضن
و عن صدر أتخذه نعشا
أخبئ فيه صدأة قلبي
كما يصدأ الحديد
يا قريتي
تصدأ القلوب إن كنت تعقلين
سأفتش جيوبي كاملة
علني أجد منديلا
أخنق به أنفاس الهوان
سأنبش قبر المتنبي
لعلي بفأسي في جثته أحدث
بعض الآلام
"...ما لجرح بميت إيـــلام."
من علمك العوم يا قريتي؟
تسبحين بتوان
بين مــد غمـامـة الجمود
وجـــزر رسـل الإشعاع

وإن استفلك ثديك
فما يمتصه الأبنـاء
ليس سوى تفـاشيل ضرع
نعجـــة عــجـفاء
من يا قريتي في سوق بائرة
حــاول بالمزاد بيعك؟
أتذكرين ياقريتي
فدفدتي و صراخي؟
كنت أحاول فقأ عيون الجمام التي
صارت لعنكبوت الجهل
أنسب مسكــن
كنت أحاول ياقريتي
كسر أجنحة الخمول العريضة
الذي ما زال صقرا
يحلق في سمـائك
وغيما ثقيلا يحجب عنك
نجم الرقي
لا أجنحة كسرت
ولا عيون فقأت
"ما كل ما يتمناه المرء يدركه..."
كم بين مريد....و....مراد
أتشوق يا قريتي
إلى زمن أرى فيه
لبد البؤس و سنقر الجهل
يرقصان مذبوحان
فوق جفون أحلامي

هرقي يا قريتي
على جمري كأسا
من ماء نهرك العذب
أنت يد و أنا أنف
اليد مني و إن كانت شلاء
و الأنف منك وإن كان أجدع
سأقطف وردة
من حقل أشواك الحنان
أضعها بين نهديك
رمزا لحبنا القديم
هي...أنا...وأنت
سأشكو للوادي
ما للبحر شكاه مطران
وأبحث بين أشجار الصفصاف
لك عن وجه جديد
فلا تبقي يا قريتي أنت، أنت.




المصطفى العمري