"نساء"الثورات العربية ..المرأة العربية الجديدة (2)
يبدو أنني لم أشر في الحلقة السابقة إلى أن (بواعث) تجديد الكتابة أننا حين نقول (ثورة) فذلك يعني أن تغييرا (جذريا) سوف يحصل في المجتمع أو المجتمعات،التي تحصل فيها (ثورة) .. قبل أن أنسى – أو تنتهي المساحة المخصص للكتابة – جل هذا الخطاب موجه إلى المرأة المصرية،فمصر هي رأس حربة الأمة .. وما يحدث فيها ينعكس على الأمة،رغم ما اعترى الدور المصري من (تهميش) مما جناه عليها عهد (مجوع غزة).
نعود للحديث عن ذلك الكائن اللطيف .. القوي .. الضعيف!!!! بهذه العبارات تحديدا ختمت الحلقة الماضية .. في تصوري الشخصي أن المرأة كانت قادرة على القيام بكل تلك الأدوار بسبب شعورها بأنها صاحبة(رسالة) .. وأنها تقوم بكل ذلك (دون) أجر .. فهي ليست موظفة عند زوجها أو أسرتها .. وهنا نستحضر ما نقله لنا (بيجوفيتش) عن الروائي الشهير جابرييل غارسيا ماركيز : ( الحضارة الحديثة تجعل النساء بائسات. وعندما كن مثقلات بحمل إدارة البيت وجدت النساء في بطولتهن سببا وتفسيرا لحياتهن الخاصة. ولكنهن عندما تحررن من هذا الثقل،فقد تجردن – بشكل مفارق – من الدوافع للحياة القادمة. النساء كن سعيدات فقط،عندما كان في الواقع دوافع قليلة،لكي يصبح ذلك واقعيا.) "في صحيفة يونيتا آب 1988م"){ "الهروب إلى الحرية" ص 223 رقم "3653"}.أعتقد أنه من الأفضل تجاوز قضية (السعادة)،لا لكونها (نسبية) فقط،بل لأننا قد نجد من يقول أن المرأة (تظن) أنها سعيدة وهي ليست كذلك! إضافة إلى أن الأمر يتعلق بآلاف السنين،ومختلف الثقافات .. لذلك نضع مؤشر التأريخ على سنة 1923م،لنستمع إلى صوت السيدة هدى محمد سلطان - (1296هـ / 1367هـ - 1879م / 1947م) والشهيرة بهدى شعراوي، نسبة إلى زوجها علي باشا شعراوي - وهي تخاطب النساء الغربيات المجتمعات في روما في السنة المذكورة،وتحديدا في (مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي بروما) ..
( وإنه يسرني حقيقة أن أرى نفسي بينكن في هذه الجمعية المحترمة التي أمكن للمرأة المصرية أن تجيء لتناقش في حقوقها لأول مرة في التاريخ، وإنه لمما يدعوني إلى الاغتباط والفخر لاختياري لإظهار تلك الرابطة بين بنات النيل وأخواتهن في أوربا. ولنا عظيم الرجاء في أن نصل بفضل نصائحكنّ الغالية التي نعتبرها السبيل الهادي، والنسج على منوالكنّ الذي نجد فيه خير كفيل إلى تحقيق آمالنا ورغائبنا،ونضع تحت تصرفكنّ أنفسنا في خدمة مبادئكنّ ونشر آرائكنّ){ص 65 ( المرأة المسلمة)/ نذير حمدان / د. ن / 1410هـ / 1990م.}
إن أول ما يلفت النظر،ويفترض أن يثير (الريبة)،هو انتساب المرأة لأسرة زوجها !! نعرف أن الإنسان عندما يشتري (سيارة) أو - (بيتا) - فإنها تنتقل إليه،لأنها (أشياء / جمادات) .. ولكن عند معاملة الإنسان معاملة (الجمادات) فإن الأمر يدعو للتعجب! على كل حال هذه مجرد ملاحظة في الهامش .. وما يهمنا في الحقيقة أن تلك الصرخة أو الأمنية مر عليها ما يدنو من القرن – 89 سنة – وأعتقد جازما أن من (العقل) إعادة النظر في نتائج ذلك (النسج) على منوال المرأة الغربية .. سواء في واقع المرأة الغربية نفسها .. أو انعكاس ذلك على المرأة العربية .. أليس ذلك من بديهيات العقل؟
لعل الإشارة إلى المرأة الغربية تستدعي أن نلقي نظرة على تأريخها .. لعلي لست في حاجة لكثير كلام .. فسبق لي أن كتبت كُليمة تحت عنوان (المرأة الغربية بين المطرقة والسندان){وهذا رابطها مع ما يلزم من الاعتذار عن بعض ما ورد فيها،منقولا عن مصادره،مثل رأي "فرويد"وحديث "ديبوفوار" :
http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=5173} وبناء على ذلك فإنني أكتفي بالإشارة إلى بدايات مطالبة المرأة الغربية بحقوقها .. وقد كانت فرنسا سباقة فقد نشرت أوليمب دو غانج سنة 1791 إعلان حقوق المرأة والمواطنة ،ثم صدر كتاب ( أحقية حقوق المرأة) لماري ولستنكرافت عام 1792 . من هذا الكتاب تفرعت سلسلة من الكتب والرسائل والكراريس في الدعوة لتحرير المرأة،وتبنى الموضوع كثير من رجال الفكر وعلى رأسهم جون ستيوارت ميل.
كانت المطالب تتركز على حصول المرأة على حقها في أن تحتفظ بمالها أي أن تكون لها (ذمة مالية) مستقلة .. وهو الأمر الذي حصلت عليه المرأة المسلمة عند بزوغ فجر الإسلام .. بطبيعة الحال بدأ بعد ذلك صراع أو الشد والجذب .. ولعله لا يزال قائما!!! ففي سنة 2008م – تقريبا – قرأت تصريحا للمسؤولة عن المرأة أو ملفها في الاتحاد الأوربي،وقد ذكرت أن المرأة لا زالت في حاجة إلى دعم الرجل!!!
ثم قامت الحرب – الأولى والثانية - .. وأعتقد أنها لعبت دورا مهما في حصول المرأة الغربية على بعض حقوقها .. فقد أصبحت الحاجة ماسة إلى (يد عاملة) .. خصوصا في عصر الصناعة .. ومن هنا يقول لنا (ديورانت) ( فالانقلاب الصناعي يعمل على تأجيل سن الزواج، ويتطلب ( حرية) المرأة، وأعني بذلك أن المرأة لا يمكن إغراؤها بالعمل في المصنع إلا إذا اقتنعت بأن الدار سجن، وأجاز لها القانون أن تدخر كسبها لنفسها) {(قصة الحضارة ) / ص 421 جـ3 مجلد 1}.
أعتقد أن القارئ سوف يلاحظ ذلك (اللغم) الذي زُرع في (طريق) المرأة .. ولكن قبل الوصول إلى ذلك .. لاشك أن احتفاظ المرأة بكسبها أو أن تكون لها (ذمة مالية) هو من أبسط حقوقها .. ومع ذلك لا ينتهي عجبي من (زرق العيون)،فمع أنهم كانوا في أمس الحاجة إلى المرأة كـ(يد عاملة) .. واضطروا إلى سن قوانين تكفل لها أن تدخل كسبها لنفسها – حسب تعبير ديورانت – إلا أنهم مع ذلك منحوها (راتبا) أقل من ذلك الذي يتقاضاه الرجل!! بطبيعة الأمور ظل ذلك الفارق يتقلص إلى أن أصبح فارقا بسيطا ... ولكنه يدل على أصل ذلك التمييز غير المبرر .. أتعجب من ذلك الفعل لأنه جزء من الفعل (الصحيح) .. فبما أن المرأة مكلفة بمهام أخرى،فكان ينبغي أن تكلف بعمل أقل .. وتنال أجرا أقل .. ولكنه الاستغلال.
هنا أستطيع أن أطرح سؤالين صغيرين .. سؤال عام : هل يصح أن يتم تكليف إنسان ما بعمل (شاق) أو فيه بعض المشقة .. ثم يتم تكليفه بعمل آخر؟!! وفي الهاش قد يُقال لذلك الإنسان أحضر (بديلا) يقوم عنك بعملك الأصلي .. وتفرغ أنت للعمل الإضافي!!!!!!!
أما السؤال الثاني فهو (خاص) ... بالمرأة المسلمة : هل توجد دلالة ما لقول الحق سبحانه وتعالى :
( ... فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى){طه 117}. فالخطاب بالإخراج بالمثنى .. والخطاب في (الشقاء) للمفرد؟!
ليس هذا فقط .. بل هناك (النفقة) التي أوجبها الإسلام على الرجل .. والتي تصل إلى حد كونها (دينا) في ذمة "الزوج" يُخرج من تركته قبل توزعها .. أليس لهذا أية دلالة؟ مجرد دعوة للتفكير .. ثم التفكر.
فك القيد ... والهروب من السجن!!!
حين تعتبر المرأة (أساس الأسرة) أن البيت (سجن) فسوف تعتبر الرجل (سجانا) و الأطفال (قيد) !!!
هل قلت (قيد)؟!! هذا قريب من وصف إحدى الأمريكيات للطفل في حياة المرأة .. كتبت الأستاذة نفسية عابد تقول (ظاهرة نسائية خطيرة بدأت تقلق خبراء علم النفس وعلماء الوراثة والمهتمين بشؤون البيئة وهي ظهور جيل عجيب من النساء الرافضات لإنجاب الأطفال وتروج لهذه الأفكار مجموعة من متزعمات الحركة النسوية الأمريكية ولم تلبث الأفكار أن رحلت عبر محيط في سرعة البرق إلى أوربا كلها وتتبنى هذا الاتجاه مجموعة من الأديبات والكاتبات من أمثال سوزان سونتاج الأمريكية وغيرها وصدرت بالفعل مجموعة كبيرة من الروايات تزكي عدم إنجاب الأطفال بحجة الرغبة في مزيد من الحرية الشخصية وعدم الالتزام بمسؤولية تجاه أحد غر أنفسهن حتى يمكنهن مواصلة النجاح في حياتهن العملية (..) ويقول علماء النفس والوراثة أن ما يحدث الآن يناقض تماما الساعة البيولوجية في أجسام النساء والتي تبحث دائما عن الخصوبة والإنجاب،وهم يتساءلون هل لظهور هذا الجيل الرافض للإنجاب علاقة باستمرار استخدام النساء لحبوب منع الحمل منذ حوالي ثلاثين عاما واستطاعت النساء العاملات تحسين أوضاعهن الوظيفية والمعيشية وبالتالي أصبح إنجاب الأطفال بالنسبة لهن مسألة ثانوية أو ترفيهية وفقدت أهميتها الأولى كرسالة أساسية في وجود المرأة وكيانها!! (..) في الولايات المتحدة الأمريكية تشير أول الدراسات التي بدأت ترصد هذه الظاهرة أن 30% من الشابات الأمريكيات الصغيرات قررن عدم الإنجاب بعد الزواج والأسباب كثيرة .. والمشكلة أن أغلب المتزعمات لهذه الحركة يشغلن مناصب يمكنهن من خلالها التأثير على الأخريات فمثلا د. هيلين تيلور كبيرة المحاضرين في الأدب الأمريكي بجامعة رادوبك وهي كاتبة مؤلفة مشهورة (..) وتبلغ من العمر 46 عاما وهي تعلن دائما أن عدم وجود الأولاد قد أعطاها مزيدا من الوقت لإجادة عملها الجامعي والأدبي وأن وجود الطفل يعني وجود كرة ضخمة وسلسلة حديدية في قديمها تعرقل حركتها وتشلها. أما ليندا جراند فهي كاتبة وصحفية وعمرها 42 عاما،تقول أنها تفضل الحصول على جائزة أفضل كتاب عن الحصول على طفل (..) والمتزعمات لهذه الحركة المضادة لطبيعة المرأة يحتمين خلف ستار الحركة النسوية وحجج الانشغال بتكوين المستقبل السياسي أو العلمي أو الفني ..){مقالة : "الملاك يغادر البيت" / مجلة أكتوبر العدد 914 في 1/5/1994}.
وفي إيطاليا (عام 1993هبط معدل المواليد في إيطاليا إلى أقل مستوى منذ الحرب العالمية الأولى وفاقت الوفيات المواليد لأول مرة (..) مولودات هذه الفترة لم يكن ولودات بعد زواجهن. في إيطاليا ما زالت العناية بالأطفال مسؤولية الأم. (..) ويعيد الإيطاليون أسباب توقف نسائهم عن الإنجاب من قلة النقود إلى ارتفاع معدل العمالة النسائية إلى الخوف من فقدان العمل بسبب الحمل(..) يقول مسؤلون باتحاد العمل أن الخوف من الفصل من العمل يشكل سببا مهما في إعراض النساء عن الحمل. وتقول فرانكا دوناجيور رئيسة نقابة العاملات بالاتحاد العام للعمال بإيطاليا أن عددا كبيرا من النساء وخاصة اللاتي يشتغلن بأعمال صغيرة يطلب منهن التوقيع على استقالة بدون التاريخ تحسبا للحمل.
وينص قانون الأمومة الإيطالي الصادر في 1971 وهو الأفضل من نوعه في دول الاتحاد الأوربي على منح المرأة إجازة ولادة لا تقل عن خمسة أشهر،ويمكنها الحصول على 80 في المائة من مرتبها إذا قررت البقاء فترة أطول لرعاية وليدها.){جريدة الشرق الأوسط العدد 5764 في 9/9/1994م}.
أما في بريطانيا .. ( يذكر التقرير أن الأمومة أصبحت في نظر البريطانيات"موضة قديمة". كما أن نسبة كبيرة من النساء يرغبن في البقاء بدون أطفال.(..) "إن عدد النساء اللواتي يرغبن في أن يبقين بدون أطفال حتى نهاية أعمارهن يزداد يوما بعد يوم"..){ جريدة الشرق الأوسط العدد 5978 في 11/11/1415هـ = 11/4/1995م}.
قريبا تجربة المرأة الإيطالية .. نجد هذه التجربة(النسوية) الإفريقية .. (إحدى الصحفيات الأفريقيات لخصت في دراسة تقدمت بها إلى الندوة مشكلات الصحفيات في القارة السوداء (..) حيث قالت إن امرأة من بلدها استطاعت أن تصل إلى منصب"رئيس تحرير"لكنها كانت مضطرة إلى التخلي عن وظيفتها بين فينة وأخرى،لضرورات الحمل والإنجاب.
في آخر الأمر قيل لتلك الزميلة : "اجلسي في بيتك وانجبي أطفالك .. وعودي إلينا بعد أن يكبروا"){ عن ندوة "50 صحفية ناقشن في تونس هموم المهنة" / مجلة كل الأسرة العدد 57 في 14/6/1415هـ = 16/11/1994م}.
وقد اختصرت الروائية الاسترالية كاثي الأمر فقالت نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالأمومة كهدف أعلى للحياة هي آخر ما عندنا من خرافات،وقد آن الأوان لضرب هذه الخرافة على رأسها وتبديدها){ نقلا عن "من أقوال الأسبوع" / بقلم : خالد القشطيني / جريدة الشرق الأوسط العدد 6793 في 29/2/1418هـ = 4/7/1997م}.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تُهاجم فيها الأمومة من حيث المبدأ .. سبق أن تم نفي وجود شيء اسمه (غريزة الأمومة) .. ( جاء في صحيفة أخبار اليوم المصرية (16/8/1980م) خبر في القسم الخاص بالمرأة مؤداه أن " الأمومة ليست غريزة، وإنما هي مكتسبة ... هذا الشعور أو غريزة الأم إن صح هذا التعبير سوف ينتقل إلى الرجل خلال عام 2000 " وتقول المحررة أن هذا ما جاء في كتاب للمؤلفة الفرنسية ( إليزابث بانثر) صدر أخيرا في فرنسا تحت عنوان ( تاريخ الأمومة)، مما أثار ضجة كبيرة هناك. وتأكد المؤلفة أن الأمومة ما هي إلا أسطورة اخترعها الرجل لعرقلة تقدم المرأة وأن هذه الأسطورة انتهت مع بداية هذا القرن (..) جاء بقسم المرأة في صحيفة الأهرام القاهرية ( 31/8/1979) تحت عنوان " هل يستطيع الرجل أن يحمل ويلد بعد أن أنجبت أم بلا رحم" .. ثم نشرت نفس المقال مجلة النهضة الكويتية ( بتاريخ 1/12/1979) تحت عنوان مثير آخر يقول " قنبلة يفجرها علماء الطب : الرجل يستطيع أن يحمل ويلد .. هل تصبح الولادة مناوبة بين الرجل والمرأة " ..){ ص 117 ( المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟) د. صلا ح الدين جوهر/ القاهرة / دار أفاق الغد/ 1402هـ.}.هذا على مستوى(الغرائب) – حمل الرجل – أما على المستوى (الفردي) فإننا نجد الكاتبة الكويتية،الأستاذة ليلى العثمان تقول .. (الأمومة هي الاستعمار الحقيقي للكاتبة .. ولو عدت إلى الوراء لرفضت مؤسسة الزواج) {عن مقالة "الركض إلى الخلف"/ الأستاذة فاطمة العتيبي / جريدة الجزيرة العدد 7940 في 25/6/1994م}. ولعل الأمانة تقتضي أن نذكر أن للأستاذة (ليلى) رأى آخر حيث تقول .. (لا يمكن للمرأة أن تنسى فرحتها بالطفل الأول الذي أعلن دخولها بجدارة عالم الأمومة المقدسة،قد تنجب بعد ذلك عشرات المرات لكن"البكر"يظل الأغلى،الذي يذكرها باحتفال الصرخة الأولى){مقالة "الحب الأول،الحب الأخير"/ ليلى العثمان / مجلة"الشروق"الإماراتية، العدد 53 في 8/4/1993م}.
أما الكاتبة السعودية نادين البدير فإنها تقول عن الفتاة : ( يختار عقلها الباطن لا إراديا طريق الزواج المبكر غير الناضج، لعدة أسباب منها تشبعها منذ الطفولة بأحلام الوظائف التقليدية، التي كتبت على جبين النساء دون أن يحق لهن الحياد عنها، كإنجاب الأطفال والتمركز داخل جدران المطبخ){ جريدة الندوة العدد 14099 في 6 / 2 / 1426هـ.}
عجيب هذا الخلط بين (المطبخ) وبين (الإنجاب)!!! قد تكون وجهة نظر(نادين) مختلطة .. ولكن الكاتبة السعودية الأخرى،الأستاذة سلوى خميس تطرح وجهة نظر في غاية الوضوح .. (ولا أريد مقابل تقدم الرجل أن أنسب للمرأة هذا المجد المؤثل في أنها رحم وحاضنة للرجل، فهذه مقولة رغم أنها صحيحة حتى النخاع إلا أنها صحيحة بطبيعة الأشياء، فقد كان من الحتمي أن يكون أحد الجنسين أما والآخر أبا، فما الذي تنسبه المرأة لنفسها إذا كانت أما){ جريدة عكاظ العدد 10291 في 6/5/1415هـ.}.
من السعودية إلى أبو ظبي وهذا الحل المبتكر،لهذه المصيبة التي اسمها(الأطفال) .. (.. وحل آخر جاء في مجلة زهرة الخليج الظبيانية "19/1/1980 - ص 25 " مؤداه أنه ما دام أخطر ما في اشتغال المرأة تأثيره على نفسية الطفل الرضيع وما يتبعه من ضرورة إرسال الصغار لرياض الأطفال،فإن معالجة غياب الأم يمكن أن يكون بتدريب الصغار على أساليب ذكية واجتماعية أفضل تجعل منهم جيلا أقل حاجة إلى الحنان!! ... هكذا) {ص 88 (المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟}.
صدق الأستاذ أنيس منصور حين قال .. (فالمشكلة تبدأ من البيت وتعود إلى البيت .. وهذا يجعل المسؤلية الثقيلة فوق دماغ كل من قرر أن يكون له طفل ثم يترك البيت هو وزوجته لكي يعملا .. أما الطفل فهو كلب ضال تعلمه الخادمات ويصيبه التلفزيون في جسمه وعقله .. وما دامت المرأة قررت أن تعمل وأن يكون لها دور قيادي،فالمصيبة تقع فوق دماغ طفلها .. فإما أن تكون أما لطفل سليم ومواطن كريم،وإما أن تكون سيدة عاملة،مهما كان الثمن .. ){مقالة "أطفالنا مجرمون تحت التمرين" مجلة كاريكاتير العدد 122 في 15/10/1993م}.
لم يتبق من مساحة هذه الحلقة إلا ما يكفي للقول بأنه طالما أن الطفل أصبح (قيدا) فإن (الرجل) .. لا داعي له أصلا !! ففي فرنسا .. (تبين من تحقيق أجري مؤخرا أن المجتمع الفرنسي يشهد قيما جديدة وشكلا جديدا للعلاقة بين الرجل والمرأة. إذ تعتبر 82% من النساء أن الرجل ليس ضروريا في الحياة اليومية.){ جريدة الرياض العدد 9067 في 29/10/1413هـ = 21/4/1993م}.
وباختصار تقول عالمة البيولوجيا أورسولا غودينوف :
(مع الـ"كلونينغ" لن تكون هناك حاجة للرجال){ نقلا عن "أصداف ولآلئ" بقلم : غسان الإمام / جريدة الشرق الأوسط العدد 6675 في 29/10/1417هـ = 8/3/1997م}.
إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 27/2/1433هـ
Mahmood-1380@hotmail.com--