سعيد جدا بحضورك مستشارنا الغالي بوركت وحفظك الله لنا
نكمل:
****************


الفضل بن العباس

النسب و القبيلة


الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، يكنى أبا عبد الله ، وقيل : بل يكنى أبا محمد . أمه أم الفضل لبابة الصغرى بنت الحارث ، أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي . وهو ابن عم رسول الله ، وهو أكبر ولد العباس بن عبد المطلب ، وبه كان العباس يكنى [1].


بعض المواقف من حياته مع الرسول قيل: إن الفضل بن العباس غسل إبراهيم - يعني ابن النبي - ونزل في قبره مع أسامة ابن زيد [2] . وكان ممن ثبت مع رسول الله في غزوة حنين ؛ إذ أقبل رسول الله وأصحابه وانحط بهم الوادي في عماية الصبح ، فلما انحط الناس ثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم ، فانكفأ الناس منهزمين ، وركبت الإبل بعضها بعضًا ، فلما رأى رسول الله أمر الناس ومعه رهط من أهل بيته ورهط من المهاجرين والعباس آخذ بحكمة البغلة البيضاء وقد شجرها . وثبت معه من أهل بيته : علي بن أبي طالب ، وأبو سفيان بن الحارث ، والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وغيرهم . وثبت معه من المهاجرين : أبو بكر وعمر . فثبتوا حتى عاد الناس [3] . وفي سنن الدارمي "... وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَكَانَ رَجُلاً حَسَنَ الشَّعْرِ أَبْيَضَ وَسِيمًا، فَلَمَّا دَفَعَ النَّبِيُّ مَرَّ بِالظُّعُنِ يَجْرِينَ ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَدَهُ فَوَضَعَهَا عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ ، فَحَوَّلَ الْفَضْلُ رَأْسَهُ مِنْ الشِّقِّ الآخَرِ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ يَدَهُ مِنْ الشِّقِّ الآخَر ِ" [4].وروى الإمام أحمد بسنده عن علي بن أبي طالب ، أن النبي وقف بعرفة وهو مردف أسامة بن زيد فقال : "هذا الموقف وكل عرفة موقف..." . وفي آخر الحديث "... ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ ، وَقَدْ أَفْنَدَ ، وَأَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ ، وَلا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا ، فَيُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَهَا عَنْهُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ: "نَعَمْ". وَجَعَلَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْهَا ". قال العباس : يا رسول الله ، إني رأيتك تصرف وجه ابن أخيك . قال: " إني رأيت غلامًا شابًّا وجارية شابة ، فخشيت عليهما الشيطان " [5] .وقد غزا مع رسول الله حنينًا ، وشهد معه حجة الوداع ، وشهد غسله ، وهو الذي كان يصب الماء على عليٍّ يومئذ [6] . وكان فيمن غسّل رسول الله ، وولي دفنه [7] .



أثره في الآخرين من تلاميذه والذين رووا عنه أحاديث النبي :1- ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب . 2- رفيع بن مهران .3- سليمان بن يسار. 4- عامر بن واثلة . 5- عباس بن عبيد الله بن عباس القرشي الهاشمي . 6- أبو هريرة (عبد الرحمن بن صخر).7- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي .8- عكرمة مولى ابن عباس .9- كريب بن أبي مسلم مولى ابن عباس .




بعض الأحاديث التي نقلها عن رسول الله روى البخاري بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي أردف الفضل ، فأخبر الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة [8] .وروى مسلم بسنده عن ابن عباس ، عن الفضل بن عباس وكان رديف رسول الله أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا "عليكم بالسكينة " وهو كافٌّ ناقته حتى دخل محسرًا وهو من منى ، قال: "عليكم بحصى الخذف الذي يُرمى به الجمرة ". وقال: لم يزل رسول الله يلبي حتى رمى الجمرة .و حدثنيه زهير بن حرب ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير بهذا الإسناد غير أنه لم يذكر في الحديث " ولم يزل رسول الله يلبي حتى رمى الجمرة " ، وزاد في حديثه : والنبي يشير بيده كما يخذف الإنسان [9] .وفي سنن النسائي عن الفضل بن العباس أنه كان رديف النبي فجاءه رجل فقال : يا رسول الله ، إن أمي عجوز كبيرة إن حملتها لم تستمسك ، وإن ربطتها خشيت أن أقتلها . فقال رسول الله : " أرأيت لو كان على أمك دين ، أكنت قاضيه ؟" قال : نعم . قال : " فحج عن أمك" [10] .


وفاته خرج مجاهدًا إلى الشام، فمات بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة 18هـ في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب[11] . لم يترك ولدًا إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي - رضي الله عنهما - ثم فارقها ، فتزوجها أبو موسى الأشعري [12] .

المصادر : [1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 5/375، ابن الأثير: أسد الغابة 4/388 ، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1269.[2] ابن الأثير: أسد الغابة 1/64، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/59 .[3] ابن الأثير: أسد الغابة 6/155.[4] سنن الدارمي: حديث رقم (1850)، 2/67.[5] مسند أحمد: حديث رقم (564)، 2/8، 9.[6] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1269.[7] ابن سعد: الطبقات الكبرى 7/399.[8] رواه البخاري: باب التلبية والتكبير غداة النحر حين يرمي الجمرة و الارتداف في السير رقم (1601) ، 2/605.[9] رواه مسلم: باب استحباب إدامة الحاج التلبية حتى يشرع في رمي جمرة العقبة يوم النحر رقم (3149، 3150) ، 4/71.[10] رواه النسائي في سننه، باب حج الرجل عن المرأة رقم (2643، 5394)، 5/119، 8/229، وقال الألباني: شاذ .[11] ابن سعد: الطبقات الكبرى 4/54 .[12] ابن الأثير: أسد الغابة 4/388، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1270.