الثائر الحق
***
شعر
صبري الصبري
***


الثائر الحق الأمين هو الذي
يسمو بثورته إلى الإحسانِ


ويصول صولته الجريئة صادقا
مستمسكا بشريعة القرآنِ


يحمي الحقوق يصونها بتكاتف
وتآلف بالعزم والإتقانِ


بالخير والإقدام يمضي واثقا
في همة وسكينة اطمئنانِ


بثوابت الإيمان يشخص للورى
في حكمة وكياسة وحنانِ


لا يزعج الوطن العزيز بلغوه
وجداله بوسائل الإعلانِ


لا يضجر الإنسان باللهو الذي
يطغى على الأفكار والأذهانِ


لا يصحب القوم اللئام مدمرا
أرضا تروم وسائلا لأمانِ


ليقيم في درب العباد حواجزا
صماء فيها مهلك الإنسانِ


فهو الصدوق بقوله وبفعله
وهو الأنيس لعاجز حيرانِ


كالبلسم الموصوف للجرح الذي
عانى الفساد بسالف الأزمانِ


وهو الشفيق بقلب عبد خاشع
لله رب العرش والأكوانِ


وهو الرفيق لكل فكر ثاقب
بحوار لب باهر البرهانِ


لا يتلف الغرس النضير بساحة
خضراء كانت بالقطيف الداني


أو يهدم الركن الحصين بقلعة
كانت لنا بحصانة الأركانِ


أو يشعل النيران فينا سارحا
بلهيب سعر حارق النيرانِ


أو يغرق الشطآن بالماء الذي
يجري بنهر هائج الطوفانِ


هو نسمة الأفراح في وجه بدا
بمسرة وسعادة وتهاني


هو روضة الآمال فينا أينعت
ببشائر مبرورة الأفنانِ


هو قمة الإنبات في غرس نما
في أيكة مخضرة الأغصانِ


مرغوبة للناس تنبت طلعها
لمن اشتهى طلعا بديعا هاني


في شرع ربي نهجه ومساره
بعقيدة التوحيد والإيمانِ


وبوحدة الوطن الحبيب مناره
يدعو إلى الإصلاح باستيقانِ


وينير درب السائرين بوجهة
فيها فلاح الناس بالبلدانِ


يعفو يسامح فالسماحة طبعه
بسجية لأكارم الشجعانِ


شهمٌ أصيلٌ طيبٌ متفائلٌ
فذٌ حكيمٌ واثقٌ متفاني


هذا قليل من صفات أشرقت
فينا بنور ساطع الرضوانِ


بجمال ثائرنا الهمام تدفقت
أوصافه كالوابل الهتانِ


كالنحل يسرح بالمروج بموطن
حيَّا الشجاع تحية الفرسانِ


كالشمس تشرق بالضياء سخية
بعطائها لسلامة الأوطانِ


كالبدر في كبد الليالي نورنا
بدروبنا في بهجة وأماني


هو رمز عزتنا مناط فخارنا
بعدالة الأحكام والميزانِ


أنعم به من ثائر متقدم
ركبا لنا برعاية الرحمنِ


وبغير ذلك لا نريد فوارسا
حتى وإن كانت من الميدانِ !!