خذ نصف زجاجة عرَق وقل: - هء هء هء،،تف.

أدخلْ من هذا الباب أوذاك لا فرق،،، كل الأبواب مثقوبة ولا حرج عليك إن دخلتَ من الثقب فانت السكران.

قل بصحة كل الأبواب شرط الآّ تدخل روضة أطفال.

في الكرسي الحادي عشر للصف(أ) في روضة عبَّاد الشمس،،زهرة رأت بعينها طريقة خَبز الأطفال في التلفاز..
------
( سَمَر )


ارفضيهم سمر،، سمر أدينيهم يا سمر،،قتلوا أزهاركِ البيضاء،، سمّر الحلوة،،ارفضيهم وتهجّي ذراعين مقطوعتين في حصص الدرس.


أخاف من كل الأشياء..
أخاف من لعب أختى سلوى، أراها أشباحاً تتعلق بسقف غرفة نومي .
اعتدتُ ألنوم معها في الغرفة ذاتها.. .سلوى تكبرني بثلاثة أعوام...بعد كل شتائين تبادلني ثوبها فأفرح به وأدور في كل أرجاء البيت .. مهما كبرت هي سنة أنا أكبر سنة ،، يعني كل سنة أفرح بثوب جديد به رائحة أختي .

سلوى بجديلتين طويلتين ناعمتين.. جسد ممشوق ووجه ناعس العينين أبيض البشرة،، لذا تشتري لها أمّي ثياباً زاهية تليق بلونها، أنا أيضا أحب الألوان زاهية كسلوى.
مرتبتها الأولى في الصف ..
كل شي بمكانه تماماً... دولاب ملابسها،، دفتر الرسم الذي رسمت به شجرة وتركته لي أرسلم مثل شجرتها، الوسادة ،، لحافها الزهري، حذاء الرياضةَ وسريرها فارغ منها..
رقـَّتها عمَّتي قبل خروجها إلى المدرسة بالمعوِّذات فهي متعلقة جداً بعمّتي زهرة،،ابتسمت سلوى ملوِّحة لعمَّتي بيدها الجميلة وغادرت مع أمّي، بينما صوتها بقي في الدار مثل ضمّة ضوء تحتضن المكان.

تُغويني لعناقها كلما رجعتْ من المدرسة.
انتظرتها اليوم ،، انتظرت صدرها الصغير بدفئه ....
دخلتُ ألعب في غرفتنا كأنها قبالتي أهديها لعبة وتهديني أخرى قاصدة تعليمي عدّ الأرقام مثل طريقة معلمِّتها في الصف..
صرخة عمَّتي هزّت لعَبي، ،هزَّتني، هزت جدران سابع جار ..
لم ترجع سلوى مضاءة بالعناق..
رجعت أمي خائبة من بحثها في سطح جار لمدرسة سلوى رأته في التلفاز يقول :
- عثرتُ على رأس طفلة في سطح الدار.. كانت ترجو أن ترى ضفيرة أو شريطاً يعرِّفها بهوية هذا الرأس .. ركضت لجار آخر قال :
- رأيت بحديقة مزلنا ذراعاً مقطوعة لا أعرف إن كانت لطفل أو طفلة.

بعضهم كان يستنكر وبعضهم يصف صاحب السيارة الملغومة حين ترجَّل عنها وركنها قرب المدرسة،، ربما هو بينهم يستنكر ضمير من دفع له لينفـّذ فعلته
ويستنكر ضميراً صحراوياً يصدّر وجوه الشرّ...لا أظن لهم ضمير كي يستنكر.

كان الصباح جائعاً لجثث أطفال في الإبتدائية وهم يحاولون في خطواتهم
أن يضعوا نقطتهم الأولى صوب الخط المستقيم في الحياة.

الأبواب مخلوعة ،،التلاميذ خلعهم الذعر من أرواحهم وانفصلوا عنها...
حتى نظـَّارة أبي انخلعت عن عينيه ولم يعد لهما النعاس.