عندما نتناقش في الغرف الصوتية ، يصنفك بعضهم بصورة متسرعة أنك مع النظام هنا وهناك ، وعندما أتخوف من القادم وأتساءل عمن يقف وراءه ، ومن يغذيه ، ومن يحركه ، ومن يموله ، ومن يزوده بالسلاح يقولون لك بتسرع بغيض أنت مع النظام ضد الشعب والثورة !!
العقل هذه الأيام غائب وكأن الدنيا أمطرت مطر الجنون وشرب منه الناس إلا أنت ، والحقيقة أن ما أسمعه وما أراه وما يتبلور على الأرض من تغييرات في الشخوص والسياسات والبرامج لا يطمئن ، ولا يبشر بخير ، فهل قلب من يحرق التراث والعلم في مصر مع الثورة ومصر أم مع أعدائها ؟
ومن جلب رئيس وزراء موال للناتو في ليبيا مع الثورة والشعب أم مع تحقيق أهداف الناتو ودوله أم مع ليبا ، مع إعلاني بوضوح أنني معاد لسياسة القذافي التي انتهجها عبر سنوات حكمه العجاف .
وهل ما يحدث وحدث في العراق هو بناء للدولة الحديثة التي تعتمد على اللاكهرباء واللامياه شرب نظيفة ، ولا تصريف صحيح للمياه العادمة ، وعلى قتل العلماء ، والحرب الطائفية وتمزيق الشعب والبلد هو ، مع الثورة وضد صدام فقط أم أن الهدف تخريب العراق لا فقط القضاء على حكم صدام !!
وهل ما يحدث في سوريا من حمام دموي ، وتشجيع القتل والحرق والدمار وتهريب المال والسلاح هو فقط لإسقاط نظام الأسد أم هو في نهاية المطاف تدمير سوريا ؟؟؟
سقط صدام وشنق يوم عيد الأضحى ، فهل تقدمت العراق أم تقهقرت ؟؟؟
هل توقف النهب والسلب وهتك العرض وهل ارتقت البلد اقتصاديا ، أم هل قل عدد الفاسدين وأثرياء القتل والدم أم تضاعفوا ؟؟
ومثل هذا السؤال يسأل عن حال تونس ، ومصر ، وليبيا ، وسوريا !!!
لست مع الأنظمة ولكني لا أرى في البدائل ما يبشر بانقشاع غيوم الخراب والشر ، والقول الشرعي يقول : الضرر الأكبر يدرأ بالضرر الأصغر فأي الضررين هو الكبر وايهما هو الأصغر ، ليت العقلاء يجيبون !!!