السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ماذا نعني بالترميم العاطفي؟
نعني به اولا ان البيئة المنزلية مهما حاولت المغالاة في تدليل الطفل أو إعطائه أكبر جرعات يحتاجها لملئ فراغ نفسه العاطفي لن تستطيع بحال مهما اجتهدوا فلكل طاقة وإمكانيات لذا تقوية شخصية الطفل أهم كي يستطيع ترميمها بنفسه من مصادر اخرى, إما الأصدقاء او الأقرباء او من خلال محاولاته الشخصية الاجتماعة.
إذا الترميم العاطفي مرحلة متأخرة تربويا يعني بها الطفل بنفسه وربما المراهق حسب احتياجه الشخصي وقد تمتد حتى سني الزواج.ومن المؤسف تراجع بعض الحالات بسبب تواجدهم في بيئات محبطة لذا الاشتغال على تتقوية شخصية الطفل والاعتماد على نفسه اهم من محاولات مستميتة قد يؤدي زيادة جرعاتها لمفعول عكسي( القرب من الله تعالى افضل الطرق للترميم الاهم وملئ الفراغ الظامئ دوما):
نص نقلته يرفد الموضوع(طبعا الحرمان العاطفي حالة أسوأ من الترميم الذي هو ظاهرة طبيعية):
**************
شعور مؤلم عندما يكتشف الآباء تقصيرهم عاطفيا في حياة أولادهم، وأنهم قد حرموا أنفسهم من نعمة كبيرة.. وبنوا سورا قويا بينهم وبين أبنائهم، ينظرون لهم من ورائه ويتحسرون علي ما فات ويذوبون ألماً، وتقفز الأسئلة في أذهانهم: هل يمكن أن نسترد أولادنا الآن؟، هل يمكننا الآن أن نتدارك المشكلة ونعوضهم عما فاتنا وفاتهم؟، هل يمكن أن نفتت هذه الأسوار شيئا فشيئاً؟.. في آخر حلقة من سلسلة "الحرمان العاطفي.. جريمة الآباء في حق الأبناء" سنحاول أن نجيب عن هذه الأسئلة، ونبحث عن حلول تمكن الآباء من تعويض ما فاتهم...

مالا يدرك كله لا يترك كله
يقول د.محمد المهدي الاستشاري النفسي: هناك تأثيرات معينة يحدثها وجود الأب بحياة الطفل وترتبط هذه التأثيرات بمرحلة معينة من العمر، ويسمونها "المراحل الحرجة في عمر الطفل"، وفي حالة نقص الإشباع العاطفي في هذه المراحل تنشأ تأثيرات نفسية معينة، وإذا اكتشف الأب أنه قصر في حق الابن بما أدي إلى وجود تأثير الحرمان العاطفي، فهنا سيحاول أن يعوض ما حدث بأن يكون متواجدا ومؤثرا في حياة ابنه أو ابنته، وهذا بالتأكيد سيقلل من آثار الحرمان العاطفي القديم ولكنه لن ينفه بالكامل، حيث إن التعويض لم يأت في المراحل التي كان يتطلب فيها الإشباع، ولكن مالا يدرك كله لا يترك كله. وفي المقابل يحذر د.المهدي من محاولة بعض الآباء تقديم التعويض المبالغ فيه بأن يحيط الابن أو البنت برعاية زائدة أو حماية زائدة مدفوعا في ذلك بالإحساس بالذنب أو التقصير في حق ابنه.

لابد من وجود أمل
ومن جهتها تقول أميرة بدران الأخصائية النفسية والمستشارة الاجتماعية: إن من تأثروا عاطفيا من الأولاد، يتوقف علاجهم وتعويضهم على المرحلة السنية ونوع التأثر وعمقه الذي تعرضوا له، فأصعب شيء مثلا توصلنا له كأثر سلبي لضحايا الحرمان العاطفي هو الشذوذ، ولكن حتى هذا الأثر يتوقف على أي مرحلة دخل فيها الابن هل هو في البدايات أم أنه غرق فيه، وكل ذلك لابد من معرفته قبل البدء في برنامج العلاج من قبل الأب أو الأم أو الابن نفسه. ولكن بشكل عام لابد من وجود أمل في كل الحالات، فعلى الأبوين أن يعيدوا بناء العلاقة من جديد بينهم وبين الأبناء ممن تم حرمانهم وجدانيا، وهناك نقطة مهمة على الآباء أن يدركوها عندما يعرفوا أن ابنهم وقع في مشكلة ما، وهي ألا يغرقوا في تفاصيل المشكلة بل لابد أن يهتموا بمسببات المشكلة ومعرفة ما ورائها، فعندما نعلم مثلاً أن الابن حدث لديه "اضطراب تعلق" سيقع الآباء في تفاصيل مشكلته المباشرة، ولكن الأهم من ذلك هو محاولة التغيير في شكل العلاقة بين الأب والابن أو الأم والبنت، لتتحول من العلاقة السطحية إلى العميقة، من خلال الاهتمام بتفاصيل حياته وبناء قاعدة لعلاقة جديدة معه يسودها القرب والصداقة الحقيقية. وبالنسبة للشذوذ مثلاً كأحد التأثيرات الناتجة عن الحرمان العاطفي؛ فبجانب محاولة صياغة علاقة جديدة مع الابن لابد من التواصل مع متخصص نفسي يظهر حقيقة المشكلة ويفك العقدة ويضع نظاما للعلاج، وهكذا بالنسبة لباقي المشكلات الأخرى التي قد يقع فيها الأبناء نتيجة تقصير آبائهم معهم وجدانيا.


المصدر: أون اسلام
- لضحايا الحرمان العاطفي .. لإعادة ترميم علاقتك بأولادك.. تعلم فن احتواء طفلك - منتدى دمياط لينكس