الأكراد وإسرائيل والموساد... وفاء الزاغة تستعرض الحقيقة


معذرة ياصلاح الدين انت رمز لفلسطين والأقصى فرضت نفسك على التاريخ معذرة يا صلاح الدين ايها الكردي المسلم وكل كردي مثلك نحن نفخر بكم وبمجد الحرية الذي وهبته لفلسطين و للإقصى يوم أخرجته من يدي سجنه ولكن التاريخ يفرض علينا ان نقرأ عن بعض إخوة يوسف في عصرنا الحالي:

الى من هاموا مع غربان اغتصبوا الأقصى وفلسطين. معذرة يا صلاح الدين فلكي اعرف اللون الابيض لا بد أن اقرا عن اللون الاسود فأنت نور من التاريخ لم يغيب اسمع معي ياصلاح الدين يا من احتضنت الاسلام والتجديد ماذا فعل البعض منهم بعدك.
يا يوسف (اسم صلاح الدين) رغم حزني على ما قرأت اعرف ان في الاكراد اخواننا هم نسل صلاح الدين في فكره وامثاله فلا تحزن حتى يوسف عليه السلام اخواته لم يحافظوا عليه.
ربما شاء الله ان يكون من اسمك نصيبا من الحزن . انما يمحى حزنك بيوم الحرية لفلسطين والأقصى ان شاء الله.


مقال سلط الضوء على الكتاب المهم عن علاقة الأكراد بإسرائيل والموساد وبقلم مؤلف إسرائيلي يهودي هو: شلوم نكديمون نقتبس منه الآتي:
علاقة إسرائيل بالبرزاني. وقول مصطفى البارزاني: هنئوا اسرائيل لاحتلالها بيت المقدس؟؟
الملا مصطفى البارزاني ذبح (كبشا كبيرا) فرحا بإنتصار إسرائيل على العرب في 67؟؟


إسرائيل تمنح البارزاني رتبة (لواء) تقديرا لجهوده في تسفير اليهود العراقيين الى فلسطين المحتلة!! تغطية لحقائق وكتاب يهودي بقلم إسرائيلي يهودي...

والواقع أن علاقة الأكراد بالإسرائيليين بدأت منذ عام 1943 أى قبل قيام الدولة الإسرائيلية، وتعمقت بعد قيام الدولة العبرية، وقامت إسرائيل بمساعدة الأكراد فى معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها، وقد أمدتهم أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية، والأموال، وان ممثلين من الموساد الإسرائيلى زاروا المواقع الكردية فى شمال العراق فى فترة الستينيات، وكانت الاتصالات بينهما تتم عبر طهران فى ظل حكم الشاه وعبر العواصم الأوروبية وخاصة فى باريس ولندن. وأن زعيم الأكراد الراحل مصطفى البرزانى زار اسرائيل مرتين والتقى هناك بالقيادات الاسرائيلية وقيادة الموساد فى فترةالستينيات.

هذه الحقائق وغيرها كشفت عنها الوثائق والصور التى خرجت فى السنوات الأخيرة والتى ظهرت فى كتب وتقارير من بينها كتاب شلومو نكديمون وهو يهودى أمريكى تابع هذا الملف الكردى الاسرائيلى فى كتابه.. الموساد فى العراق ودول الجوار، انهيار الآمال الإسرائيلية الكردية.

البارزاني يذبح كبشا لمناسبة هزيمة العرب أمام إسرائيل:
قامت إسرائيل بإنشاء مستشفى ميداني بمنطقة حاج عمران يضم 40 سريراً ويستقبل المرضى والجرحى، وفي 26/9/1966 بدا عقد دورات للمضمدين وفق نفس سياقات الجيش الإسرائيلي، يقول (اشماريه جوتمان) من الموساد الصهيوني ومسؤول هجرة اليهود العراقيين (لقد جلبت لنا مساعدتنا للأكراد الكثير من الجدوى، فقد كنا نساعدهم في حربهم ضد العراق، كي نمنع العراق من شن حربٍ علينا، أو المشاركة في مثل هذه الحرب).


وفي شباط (فبراير) 1967 عاد جوتمان إلى إسرائيل، وتم إرسال رئيس وفد إسرائيلي جديد إلى كردستان هو (بن تسيون) وحال وصوله كردستان وضع خطة للفرار من كردستان عند الضرورة مثلما نصت أوامر الموساد، ويقول (ميتييف) إنه في كردستان عرف أنه لا جدوى من إدارته، في أي اتجاه لأنه سيعود إلى سيرته الأولى، فقد وجد في الأكراد قدرة خاصة على التفكير بأسلوبهم هم: كما وجد في إدريس ومسعود (إبني مصطفى البارزاني) اهتماماً خاصاً بدراسة تأريخ وأيديولوجية الحركة الصهيونية، ورغبة بمعرفة تطورها كما شعرا إن نفسيهما ممتلئة بالمرارة جراء عدم اهتمام العالم بقضيتيهما واعتبر هذا الإهمال بمثابة خيانة، وكانا يدركان جيداً أن الإيرانيين سوف يخونون القضية الكردية، وإن تأييدهم لها هو تأييد مؤقت.

في 2/6/1967 قدم إلى مقر البارزاني نائب رئيس الأركان العراقي، وعدد من كبار ضباطه، وطلب من البارزاني أن يتعاون مع العراق، ضد إسرائيل التي تخطط لشن عدوان على الدول العربية، وقال البارزاني لمراسل جريدة لوموند الفرنسية إنه قال للعراقيين : أنتم تطلبون مني أن أعلن تضامني مع العرب، ولكن الطريقة الوحيدة للحيلولة دون نشوب الحرب هي مطالبة عبد الناصر بسحب قواته عن الحدود وأن يفتح خليج العقبة من جديد في وجه الملاحة الإسرائيلية، وإلا فإن الهزيمة سوف تلحق جميع الجيوش العربية وقلت لهم : أنتم ومنذ 6 سنوات تشنون حرباً ضدنا، وتسعون لتدميرنا، فكيف تطلبون منا أن نعاونكم ؟. ورفض البارزاني حتى مجرد فكرة إرسال قوة رمزية كردية إلى بغداد للمشاركة مع الجيش العراقي في الحرب ضد إسرائيل.

ويقول المؤلف: إن البارزاني كان يرى في الحرب بشرى وأيضاً انتقام، وكان يحث المندوب الإسرائيلي على تدمير أسلحة العراق.

وفي 5 حزيران (يونيو) 1967 قال لبكوب للبارزاني (إن أكبر سلاح جو عربي باق هو سلاح الجو اللبناني!!، وإن إسرائيل دمرت جميع أسلحة الجو العربية، وقام لبكوب برسم خارطة لتوضيح سير المعارك، وقد احتفل البارزاني بهذا الانتصار على طريقته الخاصة إذ أحضر أحد خدمه كبشاً ضخماً علق عليه في رقبته شريطاً أزرق وأبيض– دلالة على العلم الإسرائيلي– وكتب عليها (هنئوا إسرائيل لاحتلالها جبل البيت)، الليلة سنذبح خروفاً قرباناً لاحتلالكم القدس، وقد عمت الفرحة جميع أنحاء كردستان لتدمير إسرائيل لسلاح الجو العراقي الذي كان يقصف القرى الكردية بصورة متواصلة. وأستمر البارزاني في مساعيه وطموحاته في أن يقوم الأسرائيليون بإقناع الولايات المتحدة الأميركية في مساعدة الأكراد لنيل أستقلالهم.

في نيسان (أبريل) 1968 قام الملا مصطفى البارزاني بزيارة إلى إسرائيل حيث هبطت طائرة أقلته من إيران، في مطار اللد وكان بصحبته الدكتور احمد والمفتي وخمسة حراس شخصيين مسلحين، واجتمع مع رئيس الدولة، زيلمان شوفال وحضرهذا الاجتماع ولبكوب، وقد رفض البارزاني كل التوسلات بأن يتخلى عن مسدسه الشخصي المحشو بالعتاد، وقال لبكوب لتبرير الموقف : هل شاهدتم كلباً يتخلى عن ذنبه؟ وقد نصح الرئيس الإسرائيلي، مصطفى البارزاني أن يتخلى عن فكرة الحكم الذاتي، وأن يعمل من أجل إقامة دولة كردية مستقلة وقد قابل أيضاً وزير الدفاع موشيه دايان، كان من المفروض أن تبقى الزيارة سراً لكن أمر الزيارة تسرب وانتشر خاصة بعد مقابلة جرت بين البارزاني ومحرري الصحف الإسرائيلية.

إنقاذ آخر اليهود العراقيين وتسفيرهم الى إسرائيل:
في أعقاب حرب حزيران (يونيو) 1967 كان عدد اليهود في العراق حوالي ثلاثة آلاف نسمة، وكان وضعهم بائساً، والمصارف أمرت بعدم دفع أكثر من مائة دينار لكل يهودي، وعدم جواز ملكية أي يهودي، وقد أدى بيان السلام مع الأكراد في 11 آذار (مارس) 1970 إلى تخفيف القيود في الوصول إلى المناطق الكردية، ووضعت خطة لتهريب اليهود عن طريق المنطقة الكردية. وفي 27/3/1970 بدأت عمليات تهريب اليهود عن طريق شمال العراق باتجاه إيران، واستمرت ووصلت ذروتها في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين أول (أكتوبر) 1970 إلى أن انكشفت محاولة فرار 250 يهودي وقبضت الشرطة العراقية السرية عليهم وأعيدوا إلى بغداد وتم اعتقالهم في محراب البهائيين الذي كان يستخدم مقر للمخابرات العراقية في حينها، وقد نجحت عمليات الفرار في إخلاء العراق تقريباً من اليهود ولم يبقى منهم سوى 500 – 1500 يهودي ثم انخفض عددهم بحيث لم يبقى منهم سوى أقل من (خمسين) يهوديا. وفي 3/1/1973 كتبت جريدة الثورة الناطقة باسم الحكومة العراقية قائلة أنه مقابل المساعدات التي تقدمها إسرائيل للأكراد، فإن الأكراد يساعدون اليهود العراقيين على الفرار إلى إسرائيل.


الاتصال المباشر بين الأكراد واسرائيل
يقول نكديمون فى كتابه أن البرزانى رأى ضرورة الاتصال بإسرائيل بشكل مباشر منذ عام 1963 لتساعده فى تحقيق حلم الأكراد فى بناء حكم ذاتى بعد أن فشل مع الحكومات العراقية، ولتحقيق ذلك استعان بالاسرائيلين الذين تربطهم علاقات جيدة مع اسرائيل فى ذلك الوقت. وكانت ايران قد أعترفت بإسرائيل عام 1950، فاستعان بشخص يدعى بدير خان من المخابرات الايرلندية الذى أجتمع مع بن جوريون وجولدا مائير ورئيس الاركان تسفى زماير ومائير عميت رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. وقتها كان عدد الأكراد فى العراق 2 مليون نسمة وفى سوريا 600 ألف كردى وفى إيران 4 مليون و6 مليون فى تركيا و60 ألف فى روسيا، وفى بريطانيا 800 طالب كردى.


وفى إحدى زيارات بدير خان الى اسرائيل طلب تقديم مساعدات للأكراد لتمكينهم من مواجهة هجمات الجيش العراقى على مواقعهم فى الشمال وذلك بإرسال 12 راجمة بازوكا ومدافع ضد الطائرات وجهاز إرسال ومساعدات مالية. واقترح خان اجراء اتصالات مباشرة مع البرزانى.

وقد حددت اسرائيل حجم دعمها للأكراد استجابة لإيران التى أبلغت اسرائيل.. إننا نتعامل مع التمرد الكردى فى العراق كفرصة لا تعوض، ورغم ذلك وبسبب الأقلية الكردية فى ايران وعلاقتنا مع تركيا لا نستطيع تأييدهم علنا فنحن لا نرغب فى أن يتطور التمرد كى يصبح دولة كردية كبرى.

وقال شاه ايران لجريدة لوموند.. نحن لا نؤيد استقلال الأكراد فى العراق بيد أننا معنيون بحصول الأكراد على كامل حقوقهم هناك.. الأكراد غير العرب.

بعد ذلك بدأت المخابرات الاسرائيلية ترتب لاتصالات مع الأكراد عن طريق أثنين من العملاء قدم الى كردستان تحت غطاء انهما صحفيان ألمانيان وجاء ذلك فى كتاب سعيد جواد العراق وكردستان.

ان المخابرات العراقية علمت بهذه الاتصالات عندما أذاعت السلطات العراقية عبر نشراتها الأخبارية المعلنة أن هناك علاقة بين الملا مصطفى البرزانى واسرائيل مما أصاب رجال الموساد بالذهول.. فى هذا الوقت راحت ايران تحث الأكراد على مجابهة الجيش العراقى مع حرصها على ألا تحقق النصر الكامل، فقد كانت علاقة ايران بالأكراد ليست خالصة فهى تريد استقلال الأكراد لإضعاف العراق وفى نفس الوقت لا تريد للأكراد أن يكونوا أقوياء حتى لا تشجع الأكراد فى ايران على ذلك وهو ما تريده اسرائيل التى تسعى فقط الى اضعاف العراق حتى لا تساعد سوريا أو الأردن ضدها.

لقاءات متكررة بين الأكراد والاسرائيليين
يذكر الكاتب اليهودي :أصبح ملف الأكراد فى اسرائيل له أهمية خاصة وفى 15 ابرايل 1965 عقد رئيس الحكومة الاسرائيلية ليفى اشكول اجتماعا حضرته وزيرة الخارجية جولدا مائير ورئيس الاركان اسحق رابين ومائير عميت رئيس الموساد الذى طرح قضية الأكراد والأعمال الخاصة التى تقوم بها اسرائيل وخلص الاجتماع الى قرار نص على ضرورة منح الأولية للقضية الكردية.


وبعد خمسة أيام من هذا الاجتماع أبلغ مصطفى البرزانى اسرائيل عن طريق ايران أنه معنى بالاجتماع مع مبعوث اسرائيلى رفيع فى كردستان وايضا على استعداد لإرسال مبعوث رفيع من قبله للاجتماع بممثل اسرائيل خارج كردستان، وبعد عدة أشهر وبالتحديد فى أوائل عام 1966 التقى البرزانى بالمستشار الاسرائيلى ليشع رونى، وبعد هذا الاجتماع تواجد الاسرائيليون فى محور رواندوز الحاج عمران شمال العراق بقيادة تسورى ساجى.. وتوالى ضباط اسرائيليون المجيئ الى المنطقة وأقامت اسرائيل للأكراد مستشفى ميدانيا تحت ادارة الدكتور برلسنر، وأصبح الطريق مفتوحا الى اسرائيل أمام القادة الأكراد عبر ايران، وذكر شلومو نكديمون فى كتابه انهيار الآمال الاسرائيلية الكردية أن البرزانى احتفل مع الاسرائيليين فوق جبل كردستان بدخولهم القدس عام 1967 بذبح كبش علق فى رقبته شريطا من لونين الازرق والأبيض رمزا للعلم الاسرائيلى وكتب عليه: هنئوا اسرائيل لاحتلالها بيت المقدس.

وفى هذه الاثناء اعتقل العراقيون اثنين من الطيارين الاسرائيليين هما اسحق حلنس وجدعون دور واللذين هبطا بالمظلة بعد أن أصيبت الطائرتان فى 7 يونيو 1967 ابان الهجوم الذى شناه على المطار العسكرى بالقرب من الحدود العراقية الاردنية تم تسليم الطيارين الى الاردنيين الذين سلموهما الى اسرائيل.

زيارة البرزانى الأولى إلى إسرائيل:
إعداد زيارة البرزانى لاسرائيل فى عيد الفصح العبرى المسمى بيسح وكانت الجهات الاسرائيلية فى الشمال تسمى البرزانى بيسح فى منتصف ابريل 1968.


يصف شلومو نكديمون فى كتابه زيارة البرزانى لإسرائيل ويقول: هبطت الطائرة التى أقلت البرزانى على مدرج جانبى فى مطار اللد، وكان بصحبته الدكتور أحمد ابراهيم وخمسة حراس شخصيين مسلحين ببنادق كلاشينكوف وقد استقبله لبكوب وعميت وعدد من معارفه الاسرائيليين مثل ديفيد جابانى صديقه اليهودى فى كردستان الذى كان يتخذ له اسما آخر وهو داود الحاج حانو سأل عنه أول ما وصل فى البداية اجتمع مع رئيس الدولة زلمان شوفال وحضر الاجتماع من الموساد عميت وليكوب وكردن ورغم جميع المحاولات رفض البرزانى التخلى عن مسدسه. وقد حاول ليكوب تبرير ذلك قائلا: هل شاهدت كلبا يتخلى عن ذيله. فى هذا اللقاء قال له الرئيس الاسرائيلى شوفال: تخلى عن فكرة الحكم الذاتى وأعمل من أجل إقامة دولة كردية. وكان كرودن يصغى باهتمام كبير لذلك ابتسم باستخفاف كأنه يقول لنفسه: إن رئيس الدولة غير مطلع على الأوضاع السياسية وإلا عرف ما يدور فى كردستان، لذا يطرح ما يشاء فهو لم يعرف أن التعاون مع الأكراد يقوم على التنسيق مع الايرانيين وأن الايرانيين لن يسمحوا بأى حال من الأحوال بإقامة دولة كردية مستقلة.

تم اجتماع برزانى مع جميع الاشخاص الاسرائيليين الذين زاروا كردستان ورافقوه فى لقائه مع آبا إيبان وبحضور مدير مكتبه إيتان بن تثور ومع ليفى اشكول بحضور مدير مكتبه د. يعقوب هرسوج ورئيس الموساد عميت وحاييم نيكوب ووعد اشكول بزيادة المساعدات للأكراد وتقديم يد العون لهم فى الأمم المتحدة وقد استقبله ايضا موشى ديان وأقام لهم الموساد حفلا كبيرا حضره مناحم بيجين الوزير بلا وزارة وزعيم حزب الليكود وغنت له شوشنه دامارى المطربة الاسرائيلية الشهيرة فى ذلك الوقت لإحياء الحفل.

وفى طريق العودة شاهد كما هائلا كما قال نكديمون من السيارات العسكرية والدبابات التى غنمها الجيش الاسرائيلى فى أعقاب حرب 1967 ومع مرور الوقت ومع الزيارة الثانية التى قام بها مصطفى البرزانى لإسرائيل بدأت اسرائيل تدرك وخاصة جهاز الموساد أن مساعدتها للأكراد لا تسير الى أى اتجاه ولا أحد يتوقع أن تسفر عن فائدة ما.

وقد اعترف مناحم بيجين وهو رئيس لحكومة اسرائيل عام 1981 فى 29 سبتمبر من نفس العام أن اسرائيل ساعدت الأكراد بالأسلحة والمال وأن الخلافات التى كانت تقع بين الفصائل الكردية تسبب لها الازعاج.

ركز المؤلف فصلا للحديث عن تاريخ الكرد، ثم انتقل للحديث في عدة مواضع من الكتاب عن دور المدعو (الأمير بدير خان) في عملية التنسيق الكردي الصهيوني، ويتحدث عن لقائه بالمقدم يهودا بن ديفيد– نائب الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في باريس ومسؤول الاتصالات مع الجهات الاستخبارية المحلية والأجنبية، وكان الأساس والمنطلق في التنسيق هو التماثل بين التأريخين اليهودي والكردي وتعرض الشعبين للاضطهاد.

وكان بدير خان يتنبأ بشرق أوسط ممزق ومفتت إلى كيانات صغيرة، تحظى فيه كل مجموعة أو طائفة عرقية بحق تقرير المصير في إطار حدود معقولة، تمكنها من تجذير استقلالها الحضاري.

يذكر المؤلف إن (بدير خان) وعائلته توثقت علاقتهم باليهود الذين استوطنوا كردستان منذ قرون كثيرة، فقد تحدث النبي (يوشع) عن اليهود المفقودين في أرض آشور، كما إن اليهود الأكراد هم من بقايا الأسباط اليهودية العشرة الذين نقلهم إلى هناك ملوك آشور أسرى خلال القرن 8 ق.م، وقد برز من بينهم حاخامات ويقال إن عدد الطوائف اليهودية الكردية وصل إلى (146) طائفة، وإن هجرة اليهود الأكراد إلى فلسطين بدأت في القرن (16) وسكنوا منطقة (صفد) ومن بينهم (يهود البارزاني) الذي هاجر إلى إسرائيل سيراً على الأقدام. وإن وزير الدفاع الإسرائيلي (إسحاق مردخاي) سنة 1996 هو من أحفاد العراقيين المهاجرين، وقد هاجر إلى إسرائيل وعمره (6) سنوات بعد أن اكتشف العراقيون هوية والده واحداً نشطاء الحركة الصهيونية.

ويتحدث المؤلف عن التقرير الذي قدمته الوكالة اليهودية مطلع 1946 عن الطائفة الآشورية (الكشدية) وهم بقايا شعوب قديمة، وكيف أنهم طالبوا بنظام آمن لنصف مليون آشوري في ظل حكومة كردية مستقلة على أرض كردستان . وإنهم يكنون الكراهية للعرب ويتعاطفون مع الأكراد.

ويصف المؤلف، الأمير بدير خان، بأنه عميل إسرائيلي ليس بالمفهوم الكلاسيكي للعملاء، وإنما كان يقوم بتكليف من إسرائيل بأعمال سياسية حساسة على افتراض أنه سينال مقابلها مساعدات إسرائيلية للنضال الكردي، وقد قام بدير خان بعدد من المهمات السياسية في عدد من العواصم العربية مثل دمشق والقاهرة وبيروت بتكليف من إسرائيل، وإن هذه المهام لا زالت طي الكتمان لسبب ما.

وينتقل الكاتب للحديث عن مصطفى البارزاني واتصالاته بإسرائيل حيث أن البارزاني زارها سرا في نيسان (أبريل) 1968 بترتيب من بدير خان، وتم استقباله هناك استقبالاً رسمياً فخماً وأنزل في بيت الضيافة الحكومي، وقام رئيس الموساد اللواء مائير عميت بتعريف البارزاني على يوفال نثمان رئيس شعبة الاستخبارات الأسرائيلية.

وقال البارزاني: أنا معني بالتحالف مع إسرائيل، لقد يئست من العرب ولست مهتماً فيما إذا تم إعلان علاقتي معكم، ووعد البارزاني برد الجميل إلى إسرائيل حال نيله استقلاله، وكتب رسالة بنفسه إلى ليفي اشكول رئيس حكومة إسرائيل يهنئه بذكرى إنشاء إسرائيل وبقي قمحي فترة من الزمن في شمال العراق وارتدى الملابس الكردية، وخالط (البيش مركة) وحين عودته إلى إسرائيل كان تقرير قمحي مشجعاً وزاد الرغبة لدى إسرائيل بدعم الأكراد، وتم اختيار الضابط (ب) – لازال أسمه غير مصرح بنشره على راس وفد للتنسيق بين الموساد والأكراد، ووصل شمال العراق عن طريق السافاك الإيراني، وقد حرص الإسرائيليون على الظهور مظهر الأكراد، ولبسوا أزياءهم..

وكانت طواقم المستشارين العسكريين الإسرائيليين تستبدل بصورة دورية، كل ثلاثة أشهر، ويترأسها بصورة دائمة أحد عناصر الموساد، وإلى جانبه ضابط في الجيش الإسرائيلي، ومستشار فني. وكان الموساد والمستشارون الإسرائيليون يقدمون المساعدة للبارزاني لتعلم أساليب الحرب الحديثة، وغالباً ما كان الإسرائيليون يصطحبون وفداً طبياً للإسهام في معالجتهم..

الكتاب يتطرق بأسهاب إلى المساعدات الإسرائيلية للتمرد البارزاني في العراق:
حمل بدير خان إلى إسرائيل معلومات حول النقص الخطير الذي يعانيه المقاتلون الأكراد، طالباً مساعدة جدية في إنشاء محطة بث جديدة، وخصصت إسرائيل لنشاطات بدير خان مبلغ 20 ألف دينار وقام بشراء أجهزة راديو للاتصال بين قيادة تمرد كردستان العراق مع مركز النشاطات الكردية في أوربا الغربية...


ويذكر بدير خان إنه مخول من البارزاني بطلب المساعدات من إسرائيل . . وطلب تدريب 6 من قادة الأكراد في إسرائيل وبدأت محاولات كردية لكسب دعم الولايات المتحدة، عارضاً لهم إن الأكراد قادرون على تطويق أي تقدم سوفياتي في الشرق الأوسط، خاصة وأنهم قادمون عبر جبال القوقاز.

حمل بدير خان مبادرة من البارزاني في 1 نيسان 1963 إلى إسرائيل، واجتمع مع بن غوريون، ومع غولدا مائير، ورئيس الأركان تسفي زامير، ورئيس الاستخبارات ويذكر الكاتب ان الانجازات الكردية اثارت اهتمام المسؤولين الإسرائيليين الثلاثة الذين يشرفون على عمليات المساعدات المقدمة للأكراد، كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع ليفي اشكول ورئيس الأركان عزرا وايزمان ورئيس الموساد عميت، وبدا أن هناك سبباً رئيسياً يدعوهم لزيادة حجم المساعدات إلى الأكراد لمواجهة العرب في العراق.

في 24/5/1966 طار وايزمان إلى طهران للاجتماع بالشاه في طائرة نقل عسكرية كانت تحمل على متنها 5 أطنان من التجهيزات العسكرية للأكراد، ثم ايصالها يوم 10/6/1966 من قبل السافاك الإيراني . يقول زئيفي إنه عند اجتياز الحدود من إيران إلى العراق وصل ليلاً بسيارة جيب كانت هدية من إسرائيل إلى الملا مصطفى، تفاجأ بمشاهدة الملا مصطفى متواجدا في نقطة الحدود تبين أنه قطع مسافة 3 ساعات مشياً هو وأبناؤه وكبار حاشيته من أجل استقبال المبعوث الصهيوني. وقد أثنى مصطفى البارزاني على إسرائيل ودورها في استمرارية التمرد الكردي والمساعدات المتواصلة التي تقدمها من تسليح وتدريب ودعم مادي ومعنوي واستشاري، لأن عدونا مشترك وكوننا شعباً مضطهداً ، وقد قام زئيفي الموفد الإسرائيلي بخلع رتبته وإهدائها إلى البارزاني وقد تقبلها الأخير بسرور وتأثر. يقول زئيفي (لقد بدأت أشعر بالضيق الشديد من الإيمان الشديد الذي يكنه البارزاني لنا ومن اعتقاده أننا قادرون على فعل كل شيء دون أن يعرف طبيعة الصعوبات التي تواجهها (إسرائيل)).

وقع اختيار إسرائيل على ديفيد قمحي لإجراء أول اتصال مباشر مع البارزاني، وقمحي هو من كبار رجال الموساد في بريطانيا ودخل قمحي من إيران إلى شمال العراق والتقى بالبارزاني، وأوضح له إن إسرائيل شديدة التعاطف مع القضية الكردية، وإن إسرائيل تدرك إن النضال سيكون طويلاً، وإن إسرائيل مستعدة لتدريب المقاتلين الأكراد على حرب العصابات وأعمال التخريب، وأكد له ان مجموعة قليلة من الأكراد يمكن أن تنفذ عمليات مؤثرة وفعالة داخل العراق..

وشجع الإسرائيليون البارزاني على فكرة تدمير آبار النفط العراقية في الشمال، وتم إلحاق ثلاثة من الأكراد بدورة فنية في إسرائيل للتدريب على عمليات تفكيك حقول الألغام، وحصل الأكراد من إسرائيل على راجمات ذات قطر 120 ملم يصل مداها ستة كليو مترات . وقد اكتشف الجيش العراقي خلال عمليات التطهير نهاية 1965 عن الأكراد استلموا راجمات من إسرائيل.

كما إن عدداً من الأكراد البارزانيين المختلفين مع مصطفى البارزاني فضحوا وجود الإسرائيليين في كردستان حيث صرح كل من عقراوي وعبيد الله البارزاني إلى محمد حسنين هيكل إن الإسرائيليين يرافقون الملا مصطفى باستمرار ويتصلون مباشرة باللاسلكي مع إسرائيل ويقومون بأعمال تجسس في العراق.


في 1965 تم تنظيم دورة قوات خاصة لمقاتلين من الأكراد العراقيين، بينهم 3 ضباط برتبة نقيب، وكان يشرف على التدريب ضابط صهيوني أسمه (تسوري) والذي لم يبخل بإعطاء إرشاداته ونصائحه للجيش الإيراني في كيفية مواجهة القطعات الحربية البحرية العراقية في شط العرب. وفي آذار 1966 عاد المتدربون الأكراد من إسرائيل إلى بلدهم وتوجهوا إلى ساحات القتال لمقاتلة الاخرين.

في عام 1968 زار شمال العراق (أهارون ديفيدي) قائد إسرائيلي ستراتيجي، وزار راوندوز وراقب خلالها اللواء العراقي المتمركز هناك، وكان الإسرائيليون يخططون لعملية ضخمة تدعى (. وكان موشيه دايان وزير الدفاع الصهيوني هو الذي اتخذ القرار في 10/5/1968 على أن تكون القوة المهاجمة المنفذة من الأكراد، لعملية أناناس) ترمي لتوجيه ضربة قاصمة للجيش العراقي في كردستان غير أن دراسة الموضوع معمقاً من قبل خبراء عسكريين صهاينة أظهرت استحالة تنفيذه لأنه يحتاج إلى أساليب قتال وتدريبات وهجوم وأسلحة وذخائر لا يتمكن منها الأكراد. وكان من المؤمل أن يشرف على العملية رئيس الموساد.

وواصلت غودا مائير جهود من سبقوها في تقديم المساعدات للأكراد.

في أعقاب حرب حزيران (يونيو) 1967 كان عدد اليهود في العراق حوالي ثلاثة آلاف نسمة، وكان وضعهم بائساً، والمصارف أمرت بعدم دفع أكثر من مائة دينار لكل يهودي، وعدم جواز ملكية أي يهودي، وقد أدى بيان السلام مع الأكراد في 11 آذار (مارس) 1970 إلى تخفيف القيود في الوصول إلى المناطق الكردية، ووضعت خطة لتهريب اليهود عن طريق المنطقة الكردية. وفي 27/3/1970 بدأت عمليات تهريب اليهود عن طريق شمال العراق واستمرت ووصلت ذروتها في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين أول (أكتوبر).

مقتبس عن:
مقال سلط الضوء على الكتاب المهم عن علاقة الأكراد بإسرائيل والموساد وبقلم مؤلف إسرائيلي يهودي هو : شلوم نكديمون في كتابة القصة الكاملة لعلاقة اسرائيل بالبرازني . وشلوم نكديمون هو؛ صحفي صهيوني متخصص في مجال مسارات القرار الصهيوني خاصة السياسي، سبق أن أصدر كتاب– تموز في اللهب– المترجم: بدر عقيلي عرض: د. صلاح عبد اللطيف د. أيمن الهاشمي.
بقلم: وفاء عبد الكريم الزاغة


لقد تناسى البارزاني أن الأميركان واليهود هم أيضا لايحبون الأكراد وإنما يريدون إستخدامهم جسرا لتحقيق المصالح الصهيونية والأميركية في المنطقة..!!