سياسة الاختيار بين الحزبية والوطنية= 1
للدكتور محمد جمال صقرأريد بالحزبية الانتماء إلى حزب سياسي معين يسعى إلى العُمْران (إصلاح كل فساد وحماية كل صلاح، من خلال التمكن من مواقع المسؤولية عن ذلك). وأريد بالوطنية الانتماء إلى مشترك عُمْراني تتوزع ملامحه على الأحزاب السياسية كلها.ولا يخفى انطباع العمل السياسي الحزبي بطبيعتي التعصب والإقصاء: تعصب أهل كل حزب لأنفسهم على غيرهم؛ فليس كمثلهم عند أنفسهم أحد من سائر الأحزاب، لا يقينا ولا إخلاصا ولا إتقانا ولا ثباتا ولا رضا- وإقصاء أهل كل حزب لغيرهم عن أنفسهم؛ فلا سبيل عند أنفسهم لأحد من سائر الأحزاب إلى مشاركتهم، لا في التفكير ولا في التعبير ولا في الهدم ولا في البناء!وكذلك لا يخفى خلو العمل السياسي الوطني من طبيعتي التعصب والإقصاء المتأصلتين في العمل السياسي الحزبي، ولكن ينبغي ألا يخفى انطباعه بطبيعتي التهاون والتجاهل: تهاون الواحد من الوطنيين بحقيقة مقدار الحدث الداهم؛ فليس أهنأ للبال ولا أروح للقلب من بقاء الحال على ما هي عليه- وتجاهل الواحد من الوطنيين لما يخص غيره؛ فليس أقوى من دواعي الأثرة (الأنانية)، ولا أضعف من دواعي الإيثار.