طوبى لَهُ

(من مجموعتي "الأقلام لا تصدأ")
1

طوبى لَهُ
سِرّاً توضَّأَ بِالدّموعِ
بِلَحْظَةٍ خَرْساءَ
بَيْنَ سُباتِ عالَمِهِ
وَوَحْيِ الْماوَراءْ
فَأَعارَهُ الْمَلَكوتُ حَرْفاً
يَحْتَذي الدُّنْيا بِنورِهِ
حينَ يَنْتَحِرُ الضِّياءْ
فَمَضى سَويّاً
خارِجَ الْــجَسَدِ الْمُسَّجّى
لا يَضيقُ بِهِ الْمَكانُ
وَلَيْسَ تمْنَعَهُ السَّماءْ

2

طوبى لَهُ
صَلّى عَلى رَأْسِ الْـغَريبِ بِقُبْلَةٍ
مَسَحَتْ غُبارَ الذّلِّ عَنْ خَدٍّ
تَوَطَّنَهُ الْـبَلاءْ
واسْتَسْهَلَ الْـوَجَعَ الطَّويلَ
لِأَجْلِ مَنْ مَرّوا ،
وَمَنْ فَرّوا ،
ومَنْ ألِفوا الْـخَفاءْ
طوبى لِمَنْ
أَعْطى ، وَأَعْطى ، ثُمَّ أَعْطى،
كَيْ يَفوزَ بِما يَشاءْ
****************
البصرة في 25 / 7 / 2009