غِيَابُ الأَسْمَاء / شعر عبدالكريم رجب الياسري
منشور في مجموعتي"ماردَّدتهُ الأَزقَّة"


غِيَابُ الأَسْمَاء

قَصُرَ الزَّمَانُ،
وَغَابَتِ الْأَسْمَاءُ،
وَتَعَثَّرَتْ بِزُحَامِهَا حَوَّاءُ
..........
هِيَ قَرْيَةٌ سَـمْرَاءُ، قَبَّلَ ثَغْرَهَا
أَلِفي وَبَائي،
وَاسْتَجَابَ الْيَاءُ
..........
لِنِدَاءِ غَيْمَتِهَا
الَّتي لَوْ قَهْقَهَتْ
لَتَرَنـَّمَتْ بِغِنَائهَا الْأَشْيَاءُ
..........
هِيَ غَادَةٌ نَضَحَ النَّدَى
مِنْ ضِفَّتَيْهَا،
فَاسْتَجَارَ بِـأُنْسِهَا مَنْ جَاؤوا
..........
لِيُغَازِلوا قَصَباَ، بِوَحْيِ هَديلِهِ
ابْتَهَلَ الرِّضَابُ،
وَصَلَّتِ الْأَصْدَاءُ
..........
حُلُمٌ بِـحَجْمِ الْكَوْنِ
مَرَّ مُكَبِّـراً
فَتَنَهَّدَتْ يَاقوتَةٌ زَرْقَاءُ
..........
رَقَصَ النَّخيلُ
عَلى انْشِطَارِ خُيوطِهَا
فَتَسَمَّرَتْ بِظِلَالِـهَا الأَرْزَاءُ
..........
دَعْهَا وَمَا تَرْمي إلَيْهِ،
فَظَنُّهَا
عَبَثٌ يُكَفِّرُ عَيْبَهُ الْإيمَاءُ
..........
بِأَصَابِعِ الْآيَاتِ
أَرْسُمُ مَرْقَداً
يَأْوي إِلى تَطْوافِهِ الْمينَاءُ
..........
بِرَصيفِهِ سُفُنٌ، إَذَا مَا أمَّهَا
حُلْوٌ
تَدَبَّرَ مُرَّهُ الشُّفَعَاءُ
..........
إِسْمي عَلَى رَايَاتِ صِدْقٍ
يَسَّرَتْ طُرُقَ الْـكَوَاكِبِ
فَاهْتَدَى الْغُرَبَاءُ
..........
يَا أَنْتِ
يَا قَمَراً يَسيلُ جَدَائِلاً،
بِنُضَارِهَا يَتَخَضَّبُ الْـحِنَّاءُ
..........
يَا أَنْتِ
يَا شَجَراً يُهَدْهِدُ طِفْلَةً
بِدُعَائهَا تَـتَـبَرَّكُ الْأَفْيَاءُ
..........
أُنْثَى بِشَرْقِ الشَّوْقِ
يَعْزِفُ خِصْرُهَا
عُمُري، فَهَلْ يَـتَـنَكَّرُ الْإِصْغَاءُ؟
..........
فَكَأنَّ عَيْنَ غَزالِــهَا قَارورَةٌ
وَكَأنَّ
مِلْحَ دَلَالِــهَا صَهْبَاءُ
..........
هِيَ في بَسَاتينِ اللِّسَانِ فَسَائِلُ
وَعَلى انْــتِظَارِ شَواطِئي
لَأْلَاءُ
..........
حَدَّثْتُ عَنْهَا الْبرْقَ
ذاتَ صَبَابَةٍ
فَتَخَلَّلَتْ أَنْفاسَهَا الْأَضْوَاءُ
..........
خُذْني
إِلى ذاتِ التَّضَاريسِ الَّتي
بِعِنَادِهَا يَتَقَهْقَرُ الْــخُيَلَاءُ
..........
خُذْني إلى عُشْبِ تَنَصَّتَ خَاشِعَا
لِحَيَائهَا،
فَاجْـتَرَّهَا الْإِطْرَاءُ
..........
أَسْعى إلَيْهَا،
وَهْيَ تَسْعى مِثْلَمَا أَسْعَى
وَلكِنَّ الْمَدى ضَوْضَاءُ
..........
أَنَا عَاشِقٌ،
وَلَسَوْفَ أُنْجِبُ قِصَّةً
بِعَفَافِهَا يَتَنَفَّسُ الْأَحْيَاءُ
..........
أَنَا شَاعِرٌ،
وَالْحُبُّ خَمْرُ قَصيدَةٍ
"وَيْلاهُ" !!
حينَ يَعبُّهُ الشُّعَرَاءُ...
****************
البصرة في تشرين الثاني‏، 2010