حلم الحب يراودني منذ زمن ٍ...
ولكنني أدركتُ اليوم إنه بعيد المنال عن فؤادي ...
فليس من حقي البحث عنه في ثنايا الزمن ِ ...
طويت صفحاته في كتاب الحياةِ والذكرياتِ...
فيا حلم الحب ...
أي حلم أنتَ كي تكون بعيد المنالِ ...
غرقتُ في دواماتِ الهوى والعشق كي أبحث عنكَ ...
ولكنك أبيت َ السكون في فؤادي وذاتي ...
أدركت السبيل إليك َ فأغرقتني في بحر الشجنِِ ِ والدموع ...
جلست على شاطىء الأحلام وتحدثت مع أمواجهِ المتلاطمةِ
وودعت أسرار الحياة في تيه أمواجِه
كي تسلب أحزاني و آلامي لزمنٍ بعيداً ...
تركتني وحيداً ورحلت بعيداً إلى زمنٍ غير زمني ...
فلم تمنحني رشفةَ من كؤوس ِالحبِ والأمان ...
بل رويت ظمأي من كؤوسِ الألم والأحزان...
فلماذا أخترت فؤادي ليسير في دروبِ الأشواكِ والجراح...
ولم تختاره ليسير في دروبِ العشقِ والافراح ؟!...
فهل من المستحيل أن أحيا لحظةً في زمن الحبِ؟!...


جعلتني أسهُد ليالي طويلةً
تؤرقني فيها ظلالك ونسمات عبيرك وشذىَ أنفاسك...
وتوقظني فجأةً من أحلام يقظتي كي أرقد في قبر وحدتي ِ الذاتيةِ ...
فتملأني وتثمل علي الرهبة والسكون ...
وأرتجف وترتجف ضلوعي من تلك الهدأةِ القاتلة ...
فبدأت أركض و أركض في الدروب خشيةً من دجى الليلِ الحالك...
لا أدرك إلى أين أنا راحلٌ ولكني أركضُ خشية الوحدة المقفرة في بيداءٍ شاسعةٍ ...
فأغمدت فجأة بفؤادي سيوف الخوف والألم ...
وقتلتني غدر العيون الخائنة ...
فترقرق الدمع في عيني وإنهمر على صفحات خدي ...
و سكنت الجراح فؤادي ...
ووارى وجهي ثرى الأحلام و الأوهام ...
و أصبح فؤادي سقيماً عليلاً لا دواء له سواكَ ...
فأنت ياحلمٌ دائي ودوائي ...
علتي وشفائي ...
فأنظر إلى حالي كيف أصبح في وحدتي ...
وإنظر إلى وجهي السقيم في علتي ...
وأصبحت يا حلم في ذاتي مجرد حلم دون أمل.