جميل أن تعيش حياتك حرا ، و تجعل نفسك متخلصة من القيود الكثير ة . انك ان جعلت حياتك متعلقة بما يقول عنك الآخرون و ما يفعلون تفقد كل سيطرة مثل ورقة في مهب الرياح . فان شكروا ارتفعت معنوياتك ، وان ذموا رحت تنهار . رأيتها ورفضتها ، و كان شعاري : قيمتي معروفة فان أعطوني أكثر لا أغتر وان أنقصوا فلا أحس باحباط . حسبي ما أقتنع به ، ولا أبالي بأحد .
في كتاباتي لم يختلف الوضع عما هو عليه في كل حياتي ، فأنا حين ابدع عملا أقتنع بقراءة انسان واحد و بحكم واحد و هي قراءتي أنا و حكمي ، و لا أجعل عملي متعلقا بما يقوله الآخرون مدحا أو ذما ، أو كم قرأ ه من شخص . ان ذلك لا يتماشى وكرهي أن أكون عبدا لأحد ، أو تحت رحمة حكم شخص ما . و من هذ ا كانت كتاباتي و أقوالي صحراوية أي مثل النبات الصحراوي الذي لا يحتاج الى سقي الآخرين ، و لا تتوقف حياته على ما يمنحه الآخرون من ماء ، بل يعتمد على نفسه ، اما مقللا يكفيه ما يكون من المطر أحيانا أو ما يمتصه من الأرض . قلت هي كتاباتي لا تحتاج قراء كي تبقى وكي أحس بقيمتها ، و لا تتأثر سلبا ان امتنعوا عنها أو تناولوها بسوء . و ليس معنى هذا أنني أرفض قراءة أعمالي من الآخرين . بل ابتهج لمن كان صادقا في قراءته ، و مستحسنا العمل ، و مقوما تقويما بنائيا ، و مستفيدا من كل ملاحظة خالصة تقدم بأدب لايماني بأن الأدباء يتكاملون في ما بينهم متى سلمت النيات . و في المقابل أرفض من يقرأني بخلفية نقص ، و نيات لا تخلو من أمراض . مثل هؤلاء لا يمكنهم الوصول الينا لا بمدح ولا بذم . ولا يمكن أن يزحزحو ا من هو يعرف أين يضع قدمه . نوع آخر يحاول العزوف عن قراءتنا ربما يؤثر فينا و لكن هيهات أن ننحط الى مستوى الالتفات الى العاب لم نبال بها في الصغر فكيف و نحن كبار؟.