بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً يليق بالجلال والكمال وبسائر الصفات والأفعال , حمداً طيباً مباركاً فيه مرفوعاً رفعاً مصحوباً برجاء المسألة وبخوف المثال , وصلاةً وسلاماً على من أكمل لبنات البناء وعانى من أجلنا أيمّا عناء صلاةً من ربنا على حضرة نبينا عليه أفضل الصلوات والتسليم وكذا الآل .....
ترتفع المشاعر في هذه الأيام لاسيما أيام الطاعات والقربات والمكرمات أيام ذي الحجة وكيف لا وقد يأخذ القلب حظه في هذه الايام ولازال يستعد ويستمد ليلقى ربه في يوم هو من أفضل الأيام على الإطلاق يومٌ يذيب ذنوب سنةٍ ماضية وسنةٍ مقبلة من حرم أجره فهو المحروم ومن رزقه الله إياه فيا هناه , ومجرد تحصيل الحسنات في هذا اليوم سهل يسير على من يسره الله عليه .. فمن هذا السعيد ؟
رجلٌ خلف الدنيا وراء ظهره وتركها وشمر عن ساعد الجد ومضى بالعزم قدماً نحو هذا اليوم فلازال بالصالحات يتقرب وبالطاعات يطرق باب الرجاء حتى يفتح له هذا الباب ... لازال يستنطق فؤاده حتى نطق بالصدق وكتب بحبر الإخلاص على ورق الإيمان أن يشهد له أنه في طريقه الى ربه .. مستعيناً بربه على تلك القواطع التي تحاول قطع طريقه الى ربه لا يستسلم الى جواذبه الحسية ولا يتهاوى مع الأهواء ولا يتتبع الشهوات التي تريده مائلاً عن الطريق .... هذا هو السعيد وكيف لا يسعد وقد اغتسل من ذنوبه , وبرأ من عيوبه وحط قدمه الطاهرة النظيفه على طريق النور راضياً بربه وبكل ما جاء من عنده سائلاً المولى حسن العون مع قوة العزم على الطريق الصواب , فهو بين الخوف والرجاء موضوع , يقع فيقوم ويهرول الى ربه حتى يتلقاه فإن تلقاه فيا هناه ..... هنيئاً لمن صام وقام وذكر ربه والناس نيام , ويا فرحةَ من طهر وتطهر وتاب واستغفر ..... فالمستحق للعيد حقاً هو هذا السعيد .. حتى نقولها بصدق ( عيدٌ سعيد )