أجنحة الخوف
بقلم عبد القادر كعبان
توقفت السيارة فجأة في نقطة سيطرة.. نظر الجندي الى ملامح وجوهنا الخائفة.. توقف قليلا و هو ينظر إلي تحديدا بنظرات خفية.. ابتسمت.. لم يفتش الأغراض و لم يسأل عن أدنى شيء.. أعطى إشارته للسائق بالتحرك.. تحركت السيارة.. لحظتها أحسست بقشعريرة تباغث أوصالي.. تراجع ضوء نقطة السيطرة من جديد.. غرقنا بعدها في ظلمة الليل الحالكة.. ألصقت وجهي على زجاج النافذة أتطلع.. لا شيء يلفت الإنتباه.. القمر غائب وسط نجوم متلألئة.. الليل مطبق و السماء بعيدة.. تخيلت نفسي أسير وسط نفق العتمة الذي لا نهاية له.. تركض روحي.. تسبقني.. تقفز فوق حواجز الحدود فارة بأجنحة الخوف كما لو كانت طريدة تلاحقها رصاصة صياد طائشة فتحاول جاهدة التحليق بأقصى ما يمكنها لعل الرصاصة تخطئ الهدف..