للعلم
***********
الندوة الدولية عن ابن عربي مشاركة عالمية واسعة وابحاث متميزة
الأثنين4/7/2005م
احمد بوبس
الرمزية والتأويل في فكر ابن عربي ..عنوان الندوة الدولية حول التصوف التي اقامها المركز الثقافي الاسباني بالتعاون مع وزارة الثقافة والمعهد الفرنسي للشرق الادنى ندوة مهمة في عدة جوانب ..
اولها اهمية الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي المتصوف والفيلسوف وعلى الرغم من مرور اكثر من سبعمئة وخمسين عاما على وفاته في دمشق لايزال ينال اهتماما عالميا ولا يزال موضوعا للكثير من الدراسات وثاني الجوانب في اهمية الندوة المشاركة العربية والعالمية الواسعة لكبار الباحثين في فكر ابن عربي قد شارك في الندوة باحثون من سورية ومصر والمغرب وتونس وفلسطين ولبنان واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وتركيا وكندا والولايات المتحدة والاردن وثالث الجوانب في اهمية الندوة الجمهور الكبير الذي تابع الندوة والذي كان من شريحة المثقفين والمفكرين والحضور الكبير للجمهور يمثل حالة نادرة في النشاطات الثقافية ويؤكد انه عند اقامة فعاليات ثقافية هامة يحضر الجمهور ..
ولكن ..لماذا اقامة الندوة عن ابن عربي في دمشق بالذات . عن ذلك يجيبنا انتونيو خيل دي كاراسكو مدير المركز الثقافي الفرنسي قائلا: ابن عربي شخصية تمثل الوحدة بين الاندلس بين اسبانيا المسلمة والوطن العربي وخاصة سورية فابن عربي ولد عام 1165 في مدينة مرسية الاسبانية وتوفي عام 1240 في دمشق وله ثلاثمئة وخمسون كتابا وعدد كبير من الرسائل اذن من المستحيل ان يقام مشروع كهذا ولا نشارك فيه لأن هدفنا ترويج الثقافة الاسبانية وكل شيء مشترك بين اسبانيا والعرب تاريخيا وهناك روابط كثيرة مشتركة بين اسبانيا وسورية فالجامع الاموي له علاقة كبيرة مع مسجد قرطبة وعبد الرحمن الداخل او لخليفة في الاندلس اتى من دمشق).
في افتتاح الندوة تحدث الدكتور محمود السيد وزير الثقافة عن ابن عربي واهمية مؤلفاته التي منها ( الفتوحات الملكية) , ( ترجمان الاشواق) , ( نصوص الحكم). وتحدث عن مفهوم التأويل لدى ابن عربي ومفهوم الاعتبار واهميته في نظرية الاسماء الالهية وعلى السلوك الصوفي .
واشار ان تأثير ابن عربي لم يقتصر على ابناء الثقافة العربية و انما جاوز ذلك الى الثقافة العالمية وكان له مريدون على مر العصور في الهند وآسيا الصغرى وشمال افريقيا اضافة الى بلاد الشلام .
ابحاث هامة
ألقي في الندوة سبعة وعشرون بحثا القاها - كما ذكرت - كبار الباحثين المختصين في الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي . وتناولت الابحاث مختلف الجوانب في فكر ابن عربي وصوفيته وتوزعت في عدة محاور منها التأويل عند ابن عربي سواء تأويل العدد او الحرف ومحور آخر تناول مؤلفات ابن عربي كالفتوحات الملكية والعبادلة وفصوص الحكم وتناول محور ثالث مريدي وأتباع ابن عربي مثل الامير عبد القادر الجزائري و جعفر الكنسوسي في المغرب وغيرهم اضافة الى مواضيع متفرقة اخرى وفيما يلي عرض لبعض هذه الابحاث :
*د. سعاد حكم من لبنان القت بحثا بعنوان (التأويل في كتاب العبادلة لا بن عربي) . وتناولت الكتاب في ثلاثة مستويات .
*قراءة تفسيرية شرحت فيها الكتاب وموضوع العبادلة الذي هو جمع لاسم عبد الله والعبادلة المذكورون في الكتاب عددهم مئة وسبعة عشر يمثلون مراتب معرفية بالله .
*في القراءة الثانية قدمت تأويلا للعبادلة اذ وجدت في كتاب الفتوحات الملكية لابن عربي ان الرقم 117 هو عدد الاخلاق الالهية واقامت ربطا بين العبادلة والاخلاق الالهية وفي قراءة ثالثة قالت ان هؤلاء العبادلة ال¯ 117 ليسوا اشخاصا بل مراتب يمثلون ابن عربي في مراتب معرفته.
*د.سامي مكارم من لبنان القى بحثا بعنوان (الوجود والشهود عند ابن عربي) تناول فيه نظرية التجلي الوجودي والتجلي الشهودي القائم على نظرة ابن عربي في خلق الكون هذا الكون الذي هو انعكاس لله والانسان في هذا الكون هو ارقى درجات هذا الخلق .
*خوان انطونيو باشيكو من اسبانيا كان بحثه بعنوان (العدد والعقل عند ابن عربي ركز فيه على رسالة واحدة هي الالف عندابن عربي ) لأن هذه الرسالة تحتوي على كل مبادئ ونظريات ابن عربي وبين انه عند ابن عربي هناك علاقة بين العدد والعقل .
*جمال العمراني من فرنسا تحدث عن الامير عبد القادر الجزائري كخلف للشيخ الاكبر محي الدين بن عربي وهو الامير عبد القادر محي الدين الادريسي الجزائري ولقب بالجزائري اثناء اقامته في دمشق واهم مؤلفاته الصوفية كتاب (المواقف) وقام عبد القادر الجزائري بنشر كتاب ( الفتوحات الملكية لابن عربي وكان الامير عبد القادر قارئا متعمقا لكتب ا بن عربي .
وتحدث المحاضر عن النعوت والصفات اتي وصف بها الامير الجزائري ابن عربي والتي منها ( الشيخ الاكبر) و( امام العلماء بالله ) و( سيد المحققين ) وخاتم الاولياء). وقال انه بالشيخ الاكبر محي الدين بن عربي ختمت الولاية التي هي الارث المحمدي : فلا يأتي بعده وارث .
ووقف جمال العمراني عند احد النماذج من كتاب ( المواقف) للامير الجزائري وهو الموقف الاربعين وبين كيف تعامل عبد القادر الجزائري مع النص المكتوب لابن عربي .
*بكري علاءالدين من سوريا القى بحثا عن ( دين الحب عند ابن عربي ) ووقف عند تعبير (دين الحب ) الذي يظن البعض ان ابن عربي اول من استخدمه لكن الباحث اكد ان التعبير ورد في قصائد غزلية اقدم من ابن عربي وان قد وردت في عبادات مرادفة مثل ( دين الهوى) ( وفي الصبابة) .ويصف ابن عربي الحب بأنه عبادة او شرع او سنة كما جاء في الشطر الثاني لاحد ابيات ابن عربي .
ويقول هذا الشطر وحبك ديدني وهواك ديني واثناء اقامة ابن عربي الاولى في مكة كتب قصيدة في الحب يقول احد ابياتها :
لقد صار قلبي قابلا كل صورة
ادين بدين الحب اين توجها
وهذه القصيدة من ديوان ( ترجمان الاشواق) لابن عربي . ودعا الى شعار ( الموت حبا ) على طريقة الشعراء العذريين .
*جان جاك تيبون من فرنسا ألقى بحثا بعنوان العلاقة بين التأويل عند السلمي وابن عربي والسلمي كان محدثا ويعتبر الحديث النبوي اساس التعليم الروحي وهو اول من اظهر البعد الروحي للاسلام وتحدث ا لمحاضر عن العقيدة الملاماتية للسلمي الذي يعتبر ابا بكر الصديق اول الملاماتيين لأن ابا بكر نسب الى نفسه اخطاء يظهر للناس انه غير منزه والسلمي سابق لابن عربي لكن هناك قواسم مشتركة بين الاثنين ومن هذا المنطلق اهتم به ابن عربي ودرسه .
* جوزيف سكاتولين من ايطاليا كان بحثه بعنوان ( الفرغاني وتأويله الاكبر لابن الفارض) وقد قام سعيد الدين الفرغاني بشرح التائية الكبرى لابن الفارض الذي يلقب بسلطان العاشقين وهو من المتصوفين وسعد الدين الفرغاني انتمى الى الطريقة الصوفية السهر وردية وتعلم علوم الحقيقة وكتب اول شرح لتائية ابن الفارض بالفارسية كما قام الفرغاني بشرح كتاب التجليات لابن عربي وعقد مقارنة بين ابن الفارض وابن عربي في عدة نقاط واظهر اتفاقهما في وصف الانسان الكامل .
مصطفى طاهرلي من تركيا تحدث عن احمد عوني قونق وتفسيره. لمتنوي اكبريا وعرف أولاً احمد عوني المتصوف الذي عمل في مكتب للبريد ودرس الحقوق سنة 1898 وتعلم الفارسية والعربية وعمل في وظائف متعددة الى ان توفي عام 1938 ودرس المتنوية وحصل على الاجازة فيها , وكان موسيقيا على درجة عالية وضع كتابا وانتمى الى طريقة الدراويش التي اسسها جلال الدين الرومي