المُتََمَرِّدَة

كُنْتُ أدْرِي أنَّهَا مُتَمَرِّدَة
لَمَّا مَدَدْتُ لهَا قلْبِي نَغَمًا
مِنْ أوْتارِ رُوحِي
فمَزَّقتِ الأوْتارَ
وَصَارَ العُودُ مُعَطَّلا
وَمُهْجَتِي فَلاةً بِلا وَاحَة..
وَرَاحَتْ غَضْبَانَة...
*****
كُنْتُ أدْرِي أنَّهَا مُتَمَرِّدَة
لمَّا فَرَشْتُ لَهَا قلْبِي
بُسْتانًا تَجْنِي مِنْهُ كُلَّ الثِّمَار
فأطْلقَتْ مِنْ ثَغْرِهَا إعْصَارًا
فَصَارَتْ عُرُوشُ البُسْانِ خَاوِيَّه..
وَرَاحَتْ شَاكِيَّة...
*****
كُنْتُ أدْرِي أنَّهَا مُتَمَرِّدَة
لمَّا أهْدَيْتُ إليْهَا رُوحِي
مَلْفُوفَةً فِي جَسَدِي
زَهْرَةً فِي مِزْهَرِيَّة
لكِنَّهَا ألْقَتْ بِجَسَدِي
جُثةً هَامِدَة...
وَرَاحَتْ مُتَعَسِّفَة...
*****
كُنْتُ أدْرِي أنَّهَا مُتَمَرِّدَة
عِنْدَمَا نَزَلَ الغَيْثُ
وَأحْيَا أرْضِي المَيٍِّتَة
مَدَدْتُ نَحْوَهَا يَدِي عَفوًا
مِنْ رَوْضِ فُؤَادِي
صَبِيًّا فِي المَهْدِ
فكَسَّرَتْ ذِرَاعِي
وَرَاحَتْ بَاكِيَّة...
*****
كُنْتُ أدْرِي أنَّهَا مُتَمَرِّدَة
لمَّا غَدَتْ تَحْكِي عَني
ألفَ حِكَايَة وَحِكايَة
وَالكُلُّ أيَّدَهَا...
لأنَّهَا امْرَأة...
وَكَمْ كانَتْ فرِحَة!..
*****
كُنْتُ أدْرِي أنَّهَا مُتَمَرِّدَة
وَرَغْمَ ذلك...
أوْصَدْتُ كُلَّ أبْوَابِ الخِلاف
وَنَادَيْتُ كُلَّ الأحْبَاب
وَبُحْتُ لِلعَالمِينَ
أنِّي أعْشقُ هَذِهِ المُتَمَرِّدَة...
فَرَاحَتْ خَجِلَة..
*****
وَمُنْذ ذلك الحِين..
غَدَوْتُ أْرَِى
أنَّهَا لمْ تَعُدْ مُتمَرِّدَة...
وَلَوْ أنَّهَا مُتمَرِّدَة!

*****************
بقلم: محمد معمري