مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وماذاقو أطيب مافيها‘
قيل : ومأطيب مافيها ؟

قال محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته , والله ماطابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنه إلا برؤيته ومشاهدته
يقول ابن تيمية :

وأخرج من البيوت لعلني *** أحدث عنك القلب بالسر خاليا


فإن المحبة كما قال ابن القيم رحمه الله :
المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عملها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون،
وهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات،والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام،
تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب  
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى !!
قالوا يا رسول الله : ومن يأبى؟
قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى »
وقد ورد أيضا ف صحيح البخاري و صحيح مسلم حديث أبي هريرة أيضا مرفوعا " من أطاعني فقد أطاع الله ".
وأخرج أحمد والحاكم من طريق صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه " لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الله شراد البعير " وسنده على شرط الشيخين , وله شاهد عن أبي أمامة عند الطبراني وسنده جيد , والموصوف بالإباء وهو الامتناع إن كان كافرا فهو لا يدخل الجنة أصلا وإن كان مسلما فالمراد منعه من دخولها مع أول داخل إلا من شاء الله تعالى .