العلم والعمل ؛
أيهما أولى بالاهتمام ؟!!

حوار أطرحه للنقاش ، وأنا متأكدٌ أن غالبية القراء الأفاضل سيقولون : كلاهما معا
ولكن ربما تختلف الآراء
ونحن نرحب بكل وجهات النظر في حوار هاديء ينشد الرأي الأفضل .

كثيرٌ من الناس يقال له متعلم وعالم ومثقف ، بينما هو لا يوظف تلك الصفات الطيبة في خدمة الآخرين بالصورة المنشودة عملا وتطبيقا ؛
وإذا أردنا أن نغير تلك الصورة إلى الأفضل ، فيلزمنا ثورة فكرية نربط فيها بين العلم والعمل فيصبح
على المتعلم أن يسعى باستمرار إلى المزيد من المعرفة والعلم بالدراسة ومجالسة العلماء والقراءة لهم والاطلاع والبحث من المهد إلى اللحد ومن قال إنني علمت فقد جهل ،
و العالم إذا لم يكن قدوة بما تعلمه وأصبح عالما فيه ؛ في أي جانب من العلوم الدينية أو الدنيوية أمام غيره
فسوف ينظر الناس إليه أنه لا يصلح أن يطلق عليه اسم عالم ، لأنه إما كتم علمه عن الآخرين ، وإما لم يكن مطبقا له على نفسه أولا ، فعليه بملاحظة ذلك في نفسه وليغيره ليقال إنه عالم بحق
والمثقف ينبغي أن يكون إلى جانب ثقافته الأدبية أو العلمية أو الدينية .....إلخ عليه أن يعرف أن الثقافة غير العلم التخصصي المدروس والمُتَلَقَّى من العلماء المشهود لهم في مجالهم بأنهم أصحاب رسالة طبقوها على أنفسهم ثم نقلوها إلى الواقع العملي ليأخذ به الناس في حياتهم بالنفع والخير والإصلاح
ولذا فعليه أن يحاول التقرب من العلماء ومناقشتهم بفكره الشامل في الأمور بحوار المتعلم المثقف الراغب
في الاستزادة والتقرب من حقيقة العلم ليعمل به بعد اقتناعه ووصوله إلى درجة تمكنه من الخوض في مجالاته المتعددة مستندا إلى ثقافته الواعية التي تخلط بين العلم والعمل بالتدريب
ولقد قال العقاد المفكر العربي المصري : إن المتخصص نصف إنسان وعليه أن يكون إنسانا بإضافة الثقافة إلى تخصصه ، حتى يخلط العلم بالحياة والواقع ويعايش الأحداث ويحاور الآخرين بتواضع خارجا من برج تخصصه العاجي لأنه إذا أغلقه على نفسه أصبح عاجزا عن مواجهة المثقفين في مجالات عديدة من أمور الحياة حتى وإن لم يصل أي منهم إلى تفاصيل شئونها التخصصية

والعمل يكون من أربعة أشياء ثم يصبح لكل منها عملان :
من القلب واللسان والجوارح والخُلُقِ
يُطلب من القلب ؛ (*) تعظيم أمور الله تعالى (*) والشفقة على خَلْقِه
ومن اللسان ؛(*) ذكر الله تعالى على الدوام (*) ومداراة الخَلق
ومن الجوارح ؛(*) عبادة الله تعالى (*) وعون المسلمين
ومن الخُلق ؛(*) الرضا بقضاء الله تعالى (*) وحسن المعاشرة مع الخَلق
قال الأحنف :
أجهل الناس من باع آخرته بدنياه ؛
فقال عمر بن الخطاب :
أجهل منه من باع آخرته بدنيا غيره