هل الطلاق عقوبة وانتقام ؟؟


--------------------------------------------------------------------------------

هل الطلاق عقوبة أو انتقام؟
هل الطلاق عقوبة أو انتقام؟ أم منفذ شرعي منطقي أوجده الله عز وجل ه ليحمي المجتمعات من ‏انهيارات وتصدعات تهدد أمنه وتزلزل البنى الأساسية لأبنائه ..‏
إلى أي حد نتقبل مايقذفه لنا المجتمع من عادات سقيمة ..وثرثرات قد تدخل نسج تفكيرنا .. فتغير ‏برنامجنا الحياتي كله .‏

فكم من امرأة ارتضت أن تكون لوحة معلقة في بهو فخم تبهر كل من يراها, وتجعل متأملها يقف ‏ساعات طوال يحلل معالم تلك اللوحة .. ويفتش في أدق تفاصيلها .. يسبح في انسجام ظلالها ‏
ورقي ألوانها .. ينطق حزنها .. أو يرسم فرحها .. يتلمس إطارها .. يذوب في سحرها .. ‏
كل يرى فيها ذاته .. حالته النفسية .. مشاعره .. تقلبات مزاجه .. كل يفسر كما يرى .. وكل يعكس ‏رؤياه ونظرته .. أما ذلك الأثر الفني الرائع .. يبقى قابعا فوق الجدار .. سا كنا .. جامدا .. ‏
لا حراك .. فهو لايملك .. الحق أن يتفوه .. بل لايملك تلك الكلمة .. ولا نبض يسمعه .. فكل مافيها ‏ينحصر بإطار فاخر .. وتمازج .. رائع الألوان ساحر .. ‏
وكم من أخرى ارتضت أن تسكن غرفة أولادها .. تفترش حاضرهم .. وجل حلمها مستقبلهم .. تستمدّ ‏بسمتها من بسمتهم .. ترتشف دمعهم .. تتبع مغامراتهم .. ارتضت أن تغفي الأنثى التي في داخلها .. ‏لتكون أما فقط .. وحينما تبدأ أعوام هذه الأمومة تنضب .. تستيقظ من حلمها .. وتستفيق معها أنوثتها ‏‏.. الموؤدة .. فتبحث عن جمال .. فلا ترى إلا خيوط شيب تذكرها بسنوات عمرها .. التي مضت .. ‏وبعض خطوط على وجنتيها .. تحدد انحدارات زمنها .. فتلوذ إلى حسرتها .. وألمها .. تقتنص أخبار ‏من كانوا صغارها مستجدية .. لحظات قليلة للقائهم .. ‏
وأخرى .. ألقت نفسها بين سواحل الكتب وشواطئ العلم لتهرب من صدى جدران لم تستطع قط أن ‏تصغي إليها .. وما استطاب لها نشيدها ونداؤها .. .. وحينما كانت تمرّ على همس جداول أو مناغاة ‏بلابل أو عناق بين زهرات .. كانت تجود ليلها مسامرة نجواها .. ناظمة بوحها .. على أطلال بقاياها ‏‏.. ‏
وكم وكم بيت صار سجنا .. وامرأة ظلا .. ورجلا .. فقد قلبا .. وآخر جف الإحساس فيه عودا .. ‏صحايا تخفيها جدران .. دموع .. موصودة ..خلف البيبان .. سجن وقضبان .. .. خوفا من نظرة ‏شامت .. أوكلمة ثائرة .. تنعتها بعاهر .. ‏
ما أعظمك ياربي .. يقاومون شرعك .. ويتباهون بالتزام أوامرك .. وحينما تمس الشريعة حقوقهم .. ‏يكفّرون ويعيبون .. ظالمة .. ويخففون الوطأة إن قالوا ظالم .. أنانية .. ويتناسون إن كان أنانيا .. ‏
كلمات تخترق شفافية الإنسان .. أعماقه .. فتقتل كل حي فيه .. وتتجاوزه إلى أولاده .. فتكون حريتها ‏حجرات يتعثر بها صغارها .. ويرمى بها شبابها .. ‏
تبحث عن حياة أخرى .. حياة أقسى اجتماعيا .. فلاترى هي الحياة ولاهم يرونها .. ‏
وبعد ذلك .. كم سجينا .. مزقته أصفاد العادات والتقاليد .. وأغرقته سوادات ليل وهم من أقاويل الناس ‏‏.. ‏
فلو نظر هؤلاء فقط إلى النور الذي وهبهم الله لهم في شرائعه .. ونالوا ما منحهم من هبات .. ولو ‏نظروا إلى نوافذ حقوقهم .. لأضاءت الحياة لهم الأنوار .. ولعمّ الصباح إشراقاتهم .. والسؤال الذي ‏يفرض هنا .. ‏
هل مثل هؤلاء إن لجأوا إلى نور الشرع .. يكونون قد جعلوا الطلاق سلاحا .. للانتقام والعبودية ؟؟؟؟


مستوحى من مقالة نشرت في إحدى الصحف العربية كان كاتبها .. يرى من الطلاق رد اعتبار أو عقوبة ..

عن العضو هزاء-مجلس القبائل