صك الغفران
أحمد سامى شتا
أبيع قصائدى وأبيع نفسى
ولا رحمة للمشترين
وقد ولى الصحاب فليس يبقى
سوى بعض الضعاف الجاحدين
أتيتك لا أرى الكلمات تأتى
سوى بالحزن تملؤنى أنينا
(برغم العمر لا تبدين أبدا)
(وراء قصائدى تتبسمين)
أرى عينيك تبتدران دمعا
وألحظ فى المدى حسا حزينا
أبيع قصائدى وأبيع نفسى
لمن بسواك ألقى مشترين
أعيش العمر لا ألقى فؤادا
مثل قلبى
حينما يدمى جنونا
أبيع قصائدى وأبيع نفسى
وكل قصائدى أضحت ظنونا
أبيع قصائدى وأبيع نفسى
ولا أجد الحقيقة مشترينا
برغم قصائدى العصماء
ألقى إذا ألقيت
غمز الهازئين
إذا أمعنت فى شعرى ونثرى
أزف بدعوة للساخرين
إذا ألقيت بيتا شاعريا
أطوف البلدة الحمقاء أمضى
فأبكى مرة وأصيح حينا
وألقى فى بحار الخوف نفسى
ولا ألقى على الشطآن
أية منقذين
مضيت حبيبتى لأبيع نفسى
وجعلوا معاينة البضاعة
بارئين
هنا رجل وسيم غير أنى
حزين القلب أبلتنى الليالى
ورغم الحزن أبليت السنين
ولى صوت رخيم غير أنى
إذا غنيت أيقظت الشجون
إذا أحببت فليس هناك مثلى
بعلم العشق من متعلمين
أبيع قصائدى وأبيع نفسى
كأنى دمية للاعبين
لكم أبحرت فى البلاد
لكم جربت من شفة ونهد
أعود إليك عود التائهين
على كفيك قد سطرت عمرى
وأنت رفيقتى فسقا ودينا
إذا ما شئت أن تلقى كلاما
فلست بسامع كالسامعين
أنا أدرى إذا ما شئت قبلا
بأية شىء قد تتحدثين
كأن هواك قد أضحى جنونا
فكيف أعيش أفتقد الجنون
أبيع قصائدى وأبيع نفسى
فقد يخلو المزاد فمهلينا
عسى شعرى يعود برغم أنفى
ليذكى شوقنا المحفور فينا
لأجلك استبحت الحزن طوعا
لأجلك قد أذقت الشعر طينا
وبعد هواك لا ألقى وربى
فؤادا إليه أهفو...... أستكين
أنا مولاك ليس هناك مثلى
وما زال الهوى قيدا ثمينا
برغم وسامتى وجمال شعرى
أسير حبيبتى والسارحين
على كتف كتاب الشعر يرسو
وكتف يحمل الحزن الدفين
أبيع قصائدى وأبيع نفسى
ألست بصدق كالمتسولين
برغم مكانتى وعظيم قدرى
أسير على الطريق بغير قلب
وبضع أصابع متجمدين
أسير كالرجال لا أشتاق
أبدا سوى شفتيك
حين تقبلين
ألا تقبلى شعرى وحبى
فمالك يا امرأة لا تغفرين
لقد أبعدت عنك شموخ رأسى
وعدت إليك كالمستغفرين
لقد بدأ المزاد حياة قلبى
سأصرف جبهتى للمشترين
أقول ودمعة العينين فرت
وأمر البيع يقتلنى جنونا
أبيع قصائدى وأبيع نفسى
فمن ذا منكمو قد يشترينا
أحمد سامى شتا