خادم الحرمين دفع المرأة في دائرة صنع القرارات ..
ولا تهميش للمرأة مع التحديث المتوازن في الشريعة
نحتاج إلى حزمة من القرارات التكميلية لتفعيل القرار الأهم في تاريخ المرأة السعودية
الرياض – متابعة - أسمهان الغامدي
تتابعت التثمينات والتبريكات من قبل أصحاب السمو الأمراء والوزراء لجميع النساء السعوديات بالقفزة التاريخية التي حظيت بها من خلال إشراكها في أهم دائرتين تشارك فيهما بصنع القرارات والإدلاء بها , وقد تجلت تلك القرارات في إعطاء المرأة حقها حتى أصبحت مؤهلة لمشاركة الرجل للنهوض بالوطن من خلال الدور الشوري والانتخابي , حيث إن دورها المشوري والقيادي كان موجودا وراسخا منذ عهد النبوة ، وهو أسلوب شرعي من لدن الرعيل الأول على امتداد التاريخ
" الرياض " تابعت أصداء تلك القرارات الملكية لدى سيدات المجتمع , الأكاديميات والكاتبات المفكرات في أقوى قرارات صدرت في صالح المرأة السعودية بعد قرار توليها منصب نائب وزير.
بداية هنأت المشرفة العامة على الوحدة النسائية بأمانة منطقة الرياض الدكتورة ليلى الهلالي جميع نساء المملكة على المفاجأة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - والتي تعد عيدا لهن بعد أمره السامي بأن تفتح الأبواب أمامها لتشارك الرجل في صنع القرار على كافة الأصعدة , وتقول : يحق للمرأة السعودية أن تتباهى بالقفزات التاريخية لها والتي جعلتها تتحول من مستشار غير متفرغ في المجلس إلى عضو متفرغ صانع للقرار إضافة إلى أحقيتها في ترشيح نفسها كعضو في مجالس البلدية بعد أن كان تصويتها ممنوعا وغير معترف به وأكدت أن المرأة قادرة على المشاركة في جميع القرارات والادلاء برؤيتها في جميع المجالات دون تخصيص أو تهميش. مطالبة في ذات السياق بحزمة من القرارات الأخرى التي تتبع هذا القرار لتنفيذه ولدعمه على أكمل وجه والتي لا زالت المرأة تطالب به , مشيرة إلى أنه لازال هناك متسع من الوقت حتى الدورة القادمة والتي تستطيع المرأة من خلالها تجهيز نفسها لهذه المناصب , وأيضا حتى تصدر القرارات التكميلية له،مؤكدة أن جميع القرارات سيتقبلها المجتمع وبخاصة الرافضون لوجودها , وأن المجتمع لدينا قادر على التكيف مع جميع المستجدات التي تظهر على الساحة.
من جهتها استبشرت الكاتبة والمفكرة الدكتورة هتون الفاسي بهذا اليوم التاريخي والذي يعد نقطة تحول في مسيرة المرأة السعودية من خلال انتظارها الطويل جدا لصدور مثل هذه القرارات المنصفة والمثلجة للصدور والتي يجب تنفيذها والأخذ بها مثلما صدرت دون تقليل أو تحايل , مشيرة إلى أن المرأة ستتمكن من تحمل المسؤولية كاملة بقدراتها وكفاءتها وستخطو نحو القرار بطموحاتها ورؤيتها العميقة في المشاركة في صنع كافة القرارات السياسية والداخلية المنشودة , متأملة في أن يتبع هذه القرارات عدد من القرارات المكملة لهذا القرار كقيادة المرأة للسيارة
وحول آلية تنفيذ القرار المتوقعة طالبت الفاسي أن تكون محاور وضع الآلية مشتركة بين المرأة والرجل وأن لا تدفع للمرأة القضايا التقليدية المحصورة في المرأة والطفل , بل يجب أن تكون مشاركة سياسية داخلية وخارجية دون خصخصة أو تقليل من عمق رؤيتها.
واتفقت معها الكاتبة والأكاديمية الدكتورة بدرية البشر من حيث القرارات المكملة التي ستمكنها من أن تكون عضوا متفرغا في الشورى ومجالس البلدية كقرار قيادتها للسيارة وعدم ربط وجودها أو سفرها إلا بوجود المحرم مشددة على ضرورة رفع الوصاية عنها
وقالت : عودنا خادم الحرمين الشريفين أن يهدي شعبه في كل مناسبة ومحفل وهاهو اليوم يهدي 8 ملايين امرأة في الذكرى 81 للمملكة حزمة من القرارات التاريخية والقيادية للمرأة والتي تعترف بحقها ومكانتها في المشورة وقد استدل في ذلك لتعميق أبعاد قراره بالصحابية أم سلمة – رضي الله عنها – عندما قدمت المشورة لنبي الأمة المهتدى والذي لم يمنع المرأة من مخالطة الرجل وفق الضوابط الشرعية ولم يهمش رأيها.
وأشارت إلى أن الملك عبدالله عُرف عنه مناصرته للمرأة من أول خطاب له عندما كان ولي عهد ليقينه التام بأن المرأة ليست نصف المجتمع وحسب بل هي أم للنصف الآخر
وأضافت أن المرأة السعودية يحق لها اليوم أن تحتفل بدخولها القوي في عالم المشاركة الفعالة , ويحق لها أيضا أن تقلق في ترجمة تلك القرارات , وكيف ستترجم وهل ستكون آلية تنفيذها كما أرادها الملك أو ستخذلها العوامل البيروقراطية والراضخون لها , مؤكدة أن الشريعة السمحة لها عدة قراءات منها المتشددة وأخرى متنورة لا يفهمها إلا القلة.
وأشارت البشر أن الكرة الآن في مرمى وزارة الشؤون البلدية والقروية ومجلس الشورى.
وكررت تهنئتها مجددا للمرأة السعودية التي يحق لها أن تفخر بما وصلت إليه من مكانة ورفعة في عصر ملك الإنجازات والعطاء.
وأبدت عضو مجلس إدارة حماية المستهلك الأستاذة منال فيصل الشريف سعادتها بقرار الملك بضرورة مشاركة المرأة في أهم المناصب القيادية التي وصل إليها الرجل , وأن تلك القرارات تعد انتصارا كبيرا لجميع النساء المطالبات بإشراك المرأة ضمن دائرة الشورية والنساء اللواتي أغلقت أمامهن الأبواب بقسوة عندما حاولنا وضع أسمائهن ضمن دائرة الانتخابات , فقد حولها من عضو غير متفرغ مهمش إلى عضو متفرغ فعال يشارك في صنع القرارات استجابة لمطالبها المتكررة من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
متمنية أن تكتمل فرحة المرأة السعودية بوضع الآلية التي تتفق مع طموحها وتوجهاتها الفكرية والتي لن يستطيع أي متشدد من منعها في تنفيذها وستسطيع بحجابها والتزامها بتعاليم الدين الإسلامي , وقالت : بهذه القفزة ستستطيع المرأة من أن تطرح مشاكلها وقضاياها بمشاركة الرجل دون خصخصة أو عزلة عن الطرف الآخر.
بينما سعدت محلل ومستشار الاستثمارات المالية السيدة هنادي العلي بتنبيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بعدم تهميش المرأة أو التكابر عليها من شقيقها الرجل الذي تعد هي مكملة له من خلال استحواذها على نسبة 50 % من المجتمع , وقالت : نحن في زمن القفزات التاريخية التي يقفز بها خادم الحرمين نحو الأعلى , والتي أشرك من خلالها المرأة في كافة المحافل المحلية والدولية وعاملها كأي امرأة في العالم يحق لها الإدلاء برأيها والمطالبة بحقوقها من خلال مناصبها القيادية التي تعد نافذة للمجتمع نحو الكمال.
وزادت: إن المملكة تستثمر مليارات الريالات في تعليم المرأة للنهوض بفكرها وصقل رأيها بما يتناسب وتوجهات المملكة , وآن الأوان لأن تتقلد تلك المناصب المهمة بالنسبة لمجهودها المستمر وسعيها نحو التطوير واستثمار حماسها في تنمية البلاد , مؤكدة أنه رغم محاولة العديد من المتشددين في تعتيم دورها وتجاهلها جاء ملك العطاءات وأبرزها وصقلها ووجهها ضمن رؤية الدين الإسلامي مستدلا بالصحابيات في ذلك , مشيرة إلى أن المرأة رغم غياب العديد من حقوقها إلا أنها لا تعيش في حالة من البؤس التام ولكن تحتاج إلى العديد والعديد من التطورات لمواكبة الركب والوصول نحو العالمية .
http://www.alriyadh.com/2011/09/26/article670258.html