تراودني عن نفسي ... تلك الشاشة الغبراء ’ تعطيني منها ما يبحث عنه الجموع , تعرف غرائزي وتأتي ملبية , تعرض أمامي ما لا غطاءَ له ولا أوقية .... هل تراني أقول معاذ الله .. إنه ربي أحسن مثواي ؟ أم ماذا !
نعود بالقصص الأول ...
هي راودته مرة ( وهو كان نبي )
هي كانت جميله ( ونور البرهان كان أجمل )
هي همَّت وهو هم ( لكن همه كان عنها مصروفا )
أما الآن ...
هي تراودني ( وأنا ضعيف )
هن من بني الأصفر وأشباههن كثيراااات ( وفتنة الألوان تسحرني )
تهم بي حتى ولو كنت أقصد غيرها ( فيأخذني الفضول إلى وكرها )
أتراني أبحث عن مبررات تحلل لي ما حرمَّ الله ؟
أوأقارن طاقتي الضعيفة بما لا طاقة لي به ؟
فقط تلك الخلوة وذبذباتها إن غاب الرقيب وقلَّ الناصح , إن زاد الدافع وقلَّ المانع .. إن سمحتُ لتلك الشبكة أن تصطادني سوف لا يكون لي مخرج إلا بثقبٍ أثقبه بمداد قوةٍ لا طاقة لي بها ولكنه ربي المستعان ... فالكريم قال معاذ الله ونجا من قتنتها أما أنا فالله المستعان على ذلك وهو نعم العون ونعم النصير ....
إن مارست عملي وجدتها تطاردني وإن بحثت في ما أعلم أعطتني ما لا أعلم فإن سلكت الطريق لكي اعلم صعُب علي السلوك وعدت وأنا لا أعلم , أحاول مرةً ثانية أن أخوض الطريق وأضع في حسباني تعاريجه وأهدابه وأوديته وشعابه ولكن الطريق أضحى متفرعاً فلقد توفر لي فوق ما أريد وكأنه يعلم ما أريد ويعطيني آلياته ومفاتحه كأني مع البحث صنديد فريد .....
أغراني دون أن أغريه سلب لبي ومالي وأنا رغماً عني عدت ألبيه .... هو او هي لا أعلم ولكني أعلم يقيناً أنني أنا المقصود من تلك التسهيلات التي أعطت الوصاية والولاية وأسرعت في تقديم الغواية ونوعت في حكاياته حكاية تلو الحكاية حتى غدا ذلك همي وهو لي غاية .
لا تأخذك مرةً واحدة ولا تسحبك في مدلهماتها إلا بعد أن تمر على خطواتها وتسير متتبعاً اقتراحاتها , فقط عليك الحرف الأولى وباقي الحروف تكملها من أرادت أن تجذبك , فهي ستعرف يقينا من كثرة ترددك ما يعجبك , وسوف تقدم لك مقترحاتها في المرةِ القادمة , وعليه منها ما يزيد عن معرفتك وما يسحب فضولك رغماً عنك , وحينها ستتلاعب بك الأهواء , وتنتظر أن تنفرد بها صباحَ مساء ...
تظن أن ما تفعل أقل ضرراً مما أفعله ! تأكد أن الذي أخذك هو الذي أخذني وان اختلفت محركات البحث وكلماته فالقاموس الذي نستمد كلماتنا منه واحد .
شيطان الإنترنت ................
ملكتُّهُ قلبي حتى ولغ فيه فنجسَّه واستشرى المرض في ثنايا القلب حتى غطاه , تلاعبت تلك الصور بمخيلتي ومن خلف الزجاج تفانوا في إغرائي , أعلم جيداً أنهم يهتمون بإسقاطي وسيفرحون لهدم مبادئي التي تخليت عنها ولكني لم أنساها فأنا بها ولن أكون إلا بها فهم لا يريدون لي ذلك وعهدهم إطفاء نورها كذلك ... ولكن هيهات ماذا تفعل العرجاء أمام فهد الصحراء !
يعتصر فكري مراتٌ ومرات كيف زرعوا لي تلك الكاميرات , وتتمادى الهلاوس والوساوس ولأنَّ الإطلاع حتماً منه ولابد .... فلقد تركت لها ما يفيد الرد ويلغي الضد , قد قدمت لهم عكس كوني أنيّ وأرغمت نفسي على فعل النكراء كأني أعشق الوعد منها والتمني , فلقد أرغمتهم على أن يتمعنوا في منظومي وخففت شيئاً من داخل كوارثي وهمومي وعزمت عزماً أكيداً على أصلي ومعلومي .
من باب الأماني سطرت حروفي ومن غرور نفسي أذهبت خوفي وكأني على الخيرات عازم وأنا لازلت وكلماتي كالتي رقصت أمام الجميع وما التفت اليها أحد فندمت على ما فعلت وعلى فكرها تحسرت .