ملف مرفق 1238
السلام عليكم وخير السلام على خير الأنام ورحمة الله وبركاته:

ربما مازال لدينا بعض آثار من المناهج المدرسية الأدبية وبعض آثار وتوجيهات , تكاد لا تكفي لصقل المهارات الأدبية بقوة إن وجدت, خاصة أن التطبيق لم يكن حينها بالمستوى المطلوب لضيق المجال المتاح مدرسيا واقتصاره على عنصر التعريف.
لكن ما نعلمه جيدا أن الموهبة لو اكتشفت فهي تحتاج كغراس النبات مراعاة ومتابعة وطموح قوي في عقل ونفس صاحب الموهبة ,تجعله مصرا على المتابعة,فيمنح الموهوب صبرا على تحمل مشقة الطريق.
من هنا يجب أن يبدأ موهوب اليوم من حيث انتهى الآخرون, بمعنى, من غير الطبيعي أن نطلعه على النمط القصصي القديم والذي كان تقليديا بمعنى الكلمة,هذا أولا ,وربما لا ينطبق هذا الأمر إلى حد ما في المجال الشعري لأنه يحمل في طياته مدرسة عربية عريقة من الظلم أن نتجاوزها للنثر بغفلة وتغافل,ربما يكون هذا مقبولا إلى حد ما كنوع من البوح الابتدائي لكنه لا يغني لمن يريد أن يكسب لقب شاعر أن يكون على دراية بالشعر التقليدي العربي الأصيل لذا فالأمر يعد منهجيا بامتياز وبعد:
القصة اليوم تميل للقصر وقد خرج إلينا في زمن التسارع والسرعة نمط الـ ق ق ج وهو القصة الومضة التي قد تكون سطرا أو جملة أو تصويرا للقطة مميزة باختزال ناجح قوي يختصر نصا كبيرا بنص مكثف جدا( يمكن الاطلاع على الدراسة التي اجريتها حول هذا النمط (1)-), والتي لا يمكن بحال أن نصل إليها دون أن يمر الموهوب بأنماط تسبقها بأشواط ,تخوله الوصول إليها .من جهة أخرى:
النمط القصصي اليوم يميل للنهايات المباغتة والمفتوحة , حتى لو تجاوز بحجمة العشرين صفحة مثلا وزمنا محدودا وإبداع إنشائي خاص قد لا يتوافق مع صنعة الرواية الممتدة الزمن والتي تصور بيئة معينة وترسم شخوصها وتفاصيل أحداثها حتى التصاعد الأخير ووضع النهاية المناسبة المدهشة.ولان كم لا بأس به من أدباء النت استطاعوا أن يستفيدوا من الحوارات والنقاشات الدائرة في المنتديات والنقد الدائر حول النصوص المطروحة , للارتقاء بتجربتهم الأدبية دون احتكاك مباشر ميداني يجعلهم أكثر راحة في التخفي وراء الشاشة والنت..إلى أن يجدوا من أنفسهم تطورا ملحوظا يرضيهم وإذن؟.
هنا نلاحظ افتقاد المنهجية في غالب تلك الأجواء والتي تعتمد على الجهد الشخصي والنقد كهواية لا كاحتراف , وربما هناك دكاترة وأساتذة يمرون ويقيمون دون وضع قواعد تفيد من بعدهم إلا ما رحم ربي,..وبكل الأحوال باتت الوسائل الحديثة أسرع وأكثر جاذبية لمتابعة تلك الغراس الرائعة.
وكافتتاح لتلك الفكرة الهامة والتي يجب أن نضع لها الملامح التي ترشدنا لجمع تلك الجهود المتناثرة وضمها في بوتقة شاملة, تضع البوصلة الهامة في طريق كل هاو ..نقول :
يمكننا مبدئيا ,طرح أسئلة على ضوء التجربة الشخصية تساعد الهاوي للتعرف على هويته الأدبية وهوايته بدقة ,أين وصلت وماذا يريد منها, ويبقى الموضوع بحاجة لنقاش ومداولة لإكمال أركانه التي بدأنا بوضعها:
1-لماذا الأدب؟
2- هل تقرا كثيرا وما معدل قراءتك الشهرية وماذا تقرأ؟
3- عندما تلمس في نفسك مشاعر متحفزة وحارة وطازجة ماذا تفعل؟
وما هو الأقرب لروحك ونفسك بشكل عام:
الخاطرة – أم القصة ؟( علما بان الخاطرة يكتبها كثير من الناس حتى لو لم يكن لديهم موهبة حقيقية لكن يمكن للأديب أن يستشف منها برعم وبداية حارقة قوية ومبشرة )
4-هل تدري أن هناك موهبة كاذبة وموهبة حقيقية؟لمعرفة الحقيقة انتقل للسؤال التالي:
5- هل تملك من الصبر ما يجعلك تكمل طريق الإبداع الأدبي حتى لو واجهت نقدا صعبا؟وظروفا معطلة أصعب؟
6-هل تؤمن من أن الأدب رسالة سامية ؟أم هو بوح على بوح؟
7- هل تشعر عندما تمسك القلم بسعادة غامرة لا يدانيها شعور؟
8-هل تحتفظ بأسماء أدباء تفضلهم على غيرهم ولماذا؟
9-هل يحبطك أي ساخر من جهدك وموهبتك؟وكيف تدافع عنها؟
10-ما هي الوسائل والطرق الأقرب إليك لدعم موهبتك ؟وهل تؤمن بالجهد الجماعي أم العصامي ؟ولماذا؟
11-هل جربت أن تلقي ما كتبت أمام أحد ما؟ أو في غرفة مغلقة لتسمع نفسك وتقيم نفسك بنفسك؟(سيساعدك هذا قبل التدريب على فن الإلقاء تصويب النص لأنك ستسمعه بنفسك كيف سيكون).
12-هل تجد أن الإلمام باللغة العربية , ضروري قبل دعم الموهبة الأدبية؟.
********
هذه المجموعة المبدئية من الأسئلة ,تضع الملامح الأساسية لأديب المستقبل , ويمكننا من خلالها معرفة مدى جدية الموهوب في المحافظة على موهبته وتنميتها بالمستوى المطلوب , ويجعل المرشد يشعر بأهمية الموضوع لديه , ويكسبه رغبة حقيقية في تشجيعه و رعايته.
خطوطا أساسية وضعناها نرجو لها أن تمضي للخير والفائدة والرفد والمناقشة الإيجابية( يمكن بتحوير بسيط تغيير منحى الموضوع ليشمل كل ألوان المواهب) .
الخميس 22-9-2011
(1)
http://www.omferas.com/vb/showthread...DD%D1%D3%C7%E4