السلام عليكم
أستاذ أسامه حفظه الله:
مازلنا ندور في رحى البحث فربما وجدنا مخرجا لبعض إشكالات:
رؤية الهلال بين الشرع وعلم الفلك وضرورة وضع حدا للنزاعات حوله:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?33221-رصد-الهلال-بين-علم-الفلك-ورئيته-شرعا&p=138336#post138336
كيف يمكننا هنا وضع الحكم العدل في هذه القضية الهامة؟
1 - صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين .
أبو هريرة المحدث:
البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1909
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
والأحاديث كثيرة في هذا المجال وصحيحة:
http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%84%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%AA%D9%87& xclude=&degree_cat0=1
ولك الشكر.
رغد قصاب

...................................
السلام عليكم ومن جديد:
الصهيونية المسيحية..ومايحدث من حوادث عالمية تؤكد نجاح أسلوبها الماكر..
ومانقرأ من تحذيرات نخشى ان تتجه للاتجاه الأخر...
رابط داعم:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?33158-خطاب-الرئيس-الراحل-الأمريكي-الأخير-قبل-اغتياله
اتمنى ان تكون مطلعا على كتابي الاستاذ محمد السماك/الصهيونية المسيحية
والحرب السابعة /منصور عبد الحكيم

كيف ترى الامور من منظارك الشخصي باختصار؟
*******
وبالنسبة لردك على التقريب إلى الىن هل ترى ان كل الجهود التقريبية نجحت في اجتيازحاجز عدم التفاهم؟ خاصة ان مانرى ونسمع ونقرأ يجعلنا نخشى فعلا ألا يكون لها مسار قد أفلح يوما!
رابط داعم:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?30187-الخطوط-العريضة-محب-الدين-الخطيب
مع التحية

.................................................. ............



سؤال مشرقة القسم الأسري الأستاذة رغد قصاب
مازلنا ندور في رحى البحث، فربما وجدنا مخرجا لبعض إشكالات: رؤية الهلال بين الشرع وعلم الفلك وضرورة وضع حد للنزاعات حوله: كيف يمكننا هنا وضع الحكم العدل في هذه القضية الهامة؟
الإجابة
بداية أعتذر منك كل الاعتذار، فلست أراها قضية هامة كما ترينها يا "رغد". فلم نسمع عبر مئات السنين من تاريخ المسلمين حتى في عصور انحطاطهم - عندما كانوا يتساءلون عن "جواز أو عدم جواز الصلاة على سجادة مصنوعة من جلد البقِّ"، الذي لم تصنع منه سجادة ولن تصنع إلى يوم القيامة - أنها شكلت عقدة ذات أهمية، إلا عندنا نحن في هذا العصر الموبوء بانشغالنا بصغائر الأمور وتركنا لعظائمها.. أما بعد..
هذه مسألة يحسمها الفقهاء وينفذها بعد ذلك السياسيون على ما أتصور. فإن قرروا أن يكون علم الفلك هو مرجعيتنا في رؤية الهلال، فليكن وهو اجتهاد. وإن رأوا أن تبقى الرؤية بالعين المجردة هي المعيار، وأن لكل بلد رؤيته الخاصة به، فليكن، فذاك اجتهاد. وإن اتفقوا على أن تكون الرؤية بالعين المجردة، مع تحديد أن رؤية أي مسلم في العالم تلزم جميع المسلمين، فليكن، وهذا أيضا اجتهاد. وإن رأوا توحيد الرؤية وتكليف جهة إسلامية محددة تتولى الرؤية وإعلام المسلمين بها، فليكن، وربما يكون هذا أنسب الاجتهاد.
لست ممن يعطون الأمور أكبر من حجمها، فالموضوع بسيط وليس بذي أهمية، بالقدر الذي شعرت به في تساؤلك يا "رغد"، فليست هناك لا إشكالات ولا نزاعات. وأظن أن هذه المسألة رافقت المسلمين منذ بدايات الحياة الإسلامية، وما أظنها شغلتهم على هذا النحو. وعلى ما أعلم – والله أعلم – لم يردنا من تراثنا وتاريخنا أي رواية تعرض لنا أن نزاعا أو خلافا نشب في الماضي بين مسلم هنا ومسلم هناك بسبب عدم توحيد رؤية الهلال.
ولك أن تتصوري يا سيدة "رغد"، أن مسلما في أندونيسيا رأى الهلال – والرؤية تكون بعد المغرب بقليل – بينما المسلمون في المغرب وفي أقصى غرب أوربا ما يزالون في وقت الصباح الباكر بعد السحور بقليل. هل معنى هذا – إذا أردنا أن نوحد مبدأ الرؤية – أن يعلم المسلم المغربي أن أول أيام عيد الفطر سيكون في اليوم التالي، وهو ما يزال قد خرج لتوه من سحور اليوم قبل الأخير؟!
أتصور – والله أعلم – أن توحيد الرؤية قد تكون لها قيمة فعلية إذا كانت أماكن إقامة المسلمين متقاربة. ضمن الدولة نفسها مثلا. أما في حال تباعد أماكن السكن والإقامة على النحو الراهن الذي يجعل مسلما يتسحَّر في الوقت الذي يجعل آخر يُفطر في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، فلا قيمة فعلية لفكرة التوحيد!! وأتمنى ألا تنشغلي كثيرا بهذا الأمر.
وإذا شئت أن تسمعي رأيا أكثر تساهلا، ونظرا لأن الحدود بين الدول العربية في الأساس هي حدود مصطنعة ولا أهمية لها، فلست ممن يتمسكون بالرؤية من الدولة التي يقيم فيها نفسها. فهل مثلا لو أن "درعا" السورية كانت جزءا من الأردن – بحسب خريطة سايكس بيكو المشؤومة – وأن الأردنيين رأوا الهلال قبل السوريين بيوم، اختلف الوضع، وأصبح لزاما على أهل درعا أن يفطروا تبعا للأردنيين؟! لو صح هذا لكان له معنى واحد هو أن بريطانيا وفرنسا هما صاحبتا القرار الشرعي في تحديد مواعيد إفطارنا وصيامنا، لأنهما هما من حدد الحدود ورسم الخرائط، وجعل درعا هنا والرمثا هنا.. إلخ. هل تتصورين أن هذه الخلافات المحتملة والتي ليست خلافات في بنية وتركيبة الواقع، لها قيمة عند الله سبحانه وتعالى؟!
من هنا فأنا أظن – والله أعلم – أن لكل مسلم أن يقرر بمفرده اتباع رؤية من يشاء واعتمادها معيارا لإفطاره وصومه إن هو رأى ذلك مناسبا له. فحتى لو شئت أن أفطر وأصوم على رؤية أول مسلم يخبر بالرؤية فلست أدري ما الذي يمنع؟! المسألة في النهاية اتفاقية وتنظيمية ليس أكثر. وقد اتفق أهل كل بلد على أن يكونوا ملزمين برؤية أحدهم، وهذا شأنهم. لن تقوم الدنيا أو تقعد، ولن تنشب الحروب والصراعات لأجل تأخر يوم في الصيام وتقدم آخر في الإطار!!!
أما إذا كانت الوحدة العربية وتحرير الأرض المحتلة ونهضة الأمة مربوطة بتوحيد رؤية هلال الإفطار والصيام فسوف أكون أول من يحارب ويقدم حياته ثمنا لتوحيد الرؤية!! صدقيني سأفعل ذلك، وستفعلين أنت أيضا ذلك، وسيفعل ذلك كل مسلم.
ولك سيدتي بالغ التحية والتكريم والتقدير
أسامة عكنان
.............................
أسئلة الأديبة والشاعرة ريمة الخاني
الصهيونية المسيحية وما يحدث من حوادث عالمية تؤكد نجاح أسلوبها الماكر. وما نقرأ من تحذيرات نخشى أن تتجه للاتجاه الأخر. كيف ترى الأمور من منظارك الشخصي باختصار؟
وبالنسبة لردك على التقريب إلى الىن هل ترى أن كل الجهود التقريبية نجحت في اجتياز حاجز عدم التفاهم؟ خاصة أن ما نرى ونسمع ونقرأ يجعلنا نخشى فعلا ألا يكون لها مسار قد أفلح يوما؟
الإجابة
بالنسبة للسؤال الأول المتعلق بالصهيونية المسيحية، أود بداية أن أسجل اعتذاري بسبب عدم فهمي لـعبارة "الاتجاه الآخر" الذي أشرتِ إليه في عبارتك "وما نقرأ من تحذيرات نخشى أن تتجه للاتجاه الآخر"، راجيا التوضيح إن أمكن!! أما بعد..
فلقد أتيحت لي قراءة عدة كتب تتحدث عن "الصهيونية المسيحية" إما بشكل مباشر، وإما بشكل ضمني. من ذلك، كتاب "الصهيونية غير اليهودية" لريجينا الشريف، وكتاب "يد الله" لغريس هارسل، كاتبة خطابات الرئيس الأميركي السابق "جونسون"، فضلا عن ما تناثر من شذرات هنا وهناك في الموسوعة المميزة التي ألفها الأستاذ الكبير المرحوم "عبد الوهاب المسيري" حول الصهيونية واليهودية. أما الكتاب الذي أشرتِ إليه فلم يتح لي شرف الاطلاع عليه، لكني سأفعل إن كان فيه ما يضيف إلى ما لدي.
والتزاما بالاختصار الذي أشرت إليه سيدتي أقول، إن الصهيونية القائمة من الناحية المعتقدية على التنفيذ البشري لمقولتي "أرض الميعاد، و"العصر الألفي السعيد"، هي فكرة مسيحية في الأساس، نادت بها الحركات الإصلاحية الدينية في أوربا مع نهاية القرون الوسطى، بزعامة كل من "مارت لوثر" و"كالفن" وغيرهما من دعاة الإصلاح والتجديد، وهما ما أصبح لاحقا جزءا لا يتجزأ من معتقدات المذهب "البروتستانتي" ومشتقاته اللاحقة كـ "الإنجيلية" التي ينتشر أتباعها بكثرة في الولايات المتحدة في هذا الزمن، والذين منهم "المحافظون الجدد" في السياسة وفي الدين على حد سواء.
الفكرة الأساس التي حركت اللاوعي المسيحي الأوربي كي يتجه في دعواته الإصلاحية هذه الوجهة ذات الطبيعية السياسية الصرف – التنفيذ البشري بدل انتظار عودة المسيح لينفذها كما ينص على ذلك العهد القديم – هو – في تصوري – فشل الحروب الصليبية في الإبقاء على التواجد الاستعماري الأوربي في قلب المشرق العربي. فكان لابد من البحث عن آلية تُحَوِّل الحالة الاستعمارية الفجة غير المبررة ولا المؤصلة دينيا، وهي الحالة الصليبية، إلى حالة استيطانية دائمة تنشئ دولة وأمة مبررة ومؤصلة دينيا، هي الحالة اليهودية. والتبرير والتأصيل الذي أعنيه هو من وجهة النظر الديانات الأوربية تحديدا.
وللعلم فإن اليهود رفضوا هذه الفكرة، واعتبروها تجديفا في الديانة اليهودية، وتنكرا لتعاليم أنبيائهم، وخروجا عن التوراة، وحاربوها ما استطاعوا. ولقد كان جانبا من جوانب معاناتهم في أوربا على مدى القرون اللاحقة بسبب هذا الرفض، هو بهدف إيصالهم إلى مرحلة الاقتناع بألا مخرج لهم من هذه المعاناة إلا بقبول هذه الفكرة التي واجهوها قرونا ثلاثة، ولم يستجيبوا لها إلا في منتصف القرن التاسع عشر عندما بدأ المفكر اليهودي "أحدهاعام" ينشر مقالاته في الصحافة الأوربية تحت عنوان "الطريق إلى القدس". ليتحول هذا المد الثقافي الخافت، إلى دعوة سياسية واضحة تحالفت مع الاستعمار الأوربي صاحب الفكرة في الأساس، يوم أن قرر "تيودر هيرتزل" تأسيس "الحركة الصهيونية العملية"، لتكون المنظمة التي ستنشئ دولة اليهود تنفيذا لهذه الصهيونية التي بدأت مسيحية لتنتهي يهودية.
التفاصيل في هذا الأمر كثيرة، لكن السياق لا يتيح أكثر من هذا، مع ضرورة التذكير بأن مناجزة الصهيونية ليست مناجزة لليهود، فليس كل اليهود صهاينة، فهناك مثلا حركة يهودية تدعى "ناتولي كارتا" تعتبر دولة إسرائيل بدعة وخروجا عن الدين اليهودي وأنها يجب أن تزول وتتعاطف مع حق الفلسطينيين والعرب في فلسيطين أكثر من بعض العرب. كما أن هناك آلاف وربما عشرات الآلاف من اليهود على الصعيد الفردي يقولون الشيء نفسه، ممن ليسوا في هذه الحركة لأسباب أخلاقية أو أيديولوجية. وفي الوقت ذاته فإن ملايين الرأسماليين والصليبيين من المحافظين والإنجيليين في العالم، هم من دعاة الصهيونية إما اعتقادا دينيا، وإما تزاوجا سياسيا.
وبالتالي فمناجزة الصهيونية يجب أن تنصب باتجاه مناجزة كل من يساند هذا المشروع الاستعماري "إسرائيل" ولا يقاومه ويعمل على حمايته ورعايته، أيا كان دينه وأيا كانت ملته، حتى لو قرأ القرآن وصلى صلاة المسلمين واستقبل قبلتهم. وأنا إذ أقول ذلك، فلأنني موقن كل اليقين بأن الصهيونية إذا كانت قد نشأت في "الكنيسة" برعاية "قس لوثري بروتستانتي"، انضم إليه لاحقا "قس بابوي كاثوليكي"، لتدخل الهيكل "الكنيس اليهودي" بعد ثلاثة قرون برعاية "حاخام"، فإنها – مع الأسف – بدأت تدخل المسجد "بيت عبادة المسلمين" برعاية "مفتي وإمام"!! أرجو أن يكون كلامي واضحا، وإن لم يكن فأخبروني كي أتولى الشرح والتوضيح، فالأمر – فعلا – يستحق!!
مع خالص الشكر والتقدير
أسامة عكنان