في المناهج المدرسية الفرنسيّة




الطبيعة الجنسية

ثمانون نائباً يطلبون إلغاء كتبها المدرسية








تقرير الصحفي: آن كريستين بوجولا
نشر يوم 30 / 8 / 2011م
في الإكسبرس الفرنسية
عرّبه: فيصل الملوحي




ملحوظة للمعرّب: كان الناس في الماضي – المتخلف في رأي أصحاب النظرية الجديدة التي نناقشها اليوم – يتنازعون في السماح بنشر حقائق الجنس في كتب العلوم المدرسية وعرضها شرحاً وتصويراً لأعضائه، أو منعه. كانت هذه الحقائق تُعرض على أن الإنسان زوجان: ذكر وأنثى، سواء أكان الناس مؤمنين بالله خالق الإنسان أومنكرين للخلق مؤمنين أن الإنسان حصيلة تطوّر الطبيعة-.
أما نظرية اليوم فتلغي هذا التقسيم، وتنفي أن الإنسان – بفطرته أو طبيعته – زوجان: ذكر وأنثى ، بل يتشكل بأشكال مختلفة تفرضها ظروف اجتماعية ووقائع عملية.
وقد ترددت في نشر هذه الفكرة الجديدة، ذلك أن مايشيع بين الناس يتداوله العالم وغيرالعالم، والخطر ليس في الضياع الفكريّ الناتج عن هذه النظرية فقط، وإنما مايتبعه من تقليد أعمى!!
ولكني صممت على النشر أخيراً. أنا لا أدعي لنفسي أني أتيت بما لم يأت به أحد، فنحن في عصر وسائل النشر السريعة التي لا تترك أيّ أمر سرّا، ولكني أحاول أن أنقل هذا الأمر على حقيقته دون تشويه قد يكون بغية آخرين، وليس الخطر في العلم نفسه ، وإنما الخطر في نقله مشوّها ، وأن يتداوله غير المختصين.
نعم، فضّلت النقل، رغم أني قد أكون على خطأ !!
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------




تقدم ثمانون نائباً في الجمعية الوطنية الفرنسية إلى وزير التربية الوطنية لوقا شاتل يوم الثلاثاء الماضي بطلب إلغاء كتب مدرسية تنص على نظرية تقول: إن المعلومات الشائعة عن تقسيمات محددة للجنس فرضتها ثقافة اجتماعيّة، وماالجنس إلا طبيعة حيوية قابلة للتغيير.
وكان النواب المذكورون يتقدمهم ريشار مايي نائب محافظة بوش دي رون دوا مع إدارة التعليم الكاثوليكيّ في الربيع الماضي قد انتقدوا هذه النظرية.
و قالوا إن كتاب العلوم والحياة على الأرض للصف الثاني الثانوي يستلهم نظرية الطبيعة الجنسية التي تقول: لا ينقسم البشر في الحقيقة إلى رجال ونساء، بل إلى أشكال جنسية أخرى: متماثلي الجنس، ومختلفي الجنس، وخِِِناث، ومتحولين جنسيا. وهي تنكر " صحة النظرية الفلسفية الاجتماعية القائمة على وجود زوجين هما الذكر والأنثى، فالعلم لايؤيّدها، وما الطبيعة الجنسية إلا حصيلة للثقافة السائدة في المجتمع.
وقد استشهد الموقعون على هذا الطلب بفقرة من كتيب نشرته دار نشر هاشيت تقول :يوصف الجنس البشريّ عادة بأنه ذكر أو أنثى، ولكن هذا الوصف لا تقرّه الحقيقة. لأن هذا الوصف الجنسيّ الذي تقوم عليه حياتنا كلها يتأثر بطرفين: طبيعة الجسم والفكر الاجتماعي، إلا أن العامل الحاسم في تشكيل الجنس هو شكل سلوكنا مع الطرف الآخر! ( وليس ضرورياً أن يكون الطرفان ما يسمى عادة رجلاً وامرأةَ).
وإيمانا بأن واجب الدولة مراقبة محتوى الكتب المدرسية، وأن نظرية النوع الجنسيّ ( كما وردت في برامج تعليم العلوم والحياة على الأرض للصف الثاني الثانوي في فصل : كيف تصبح ذكرا أو أنثى؟! ) أخطأت في تحديد المعنى الدقيق للمصطلح. لقد ذكرت النشرة التربوية أن الطبيعة الجنسية وتصرفاتها تفرضها القوالب التي رسمها لها المجتمع ، فيتشكل الجنس وفقها، ويتحدد سلوك الإنسان على منوالها ".
وقع الرسالة كريستيان فانيست وليوني لوقا وجاك ميار مؤسسو جماعة اليمين الشعبي وبرنار ديبري وايريك راؤول وايرفي ماريتون.