الأعشاب تثبت نجاحها في الحد من أعراض تضخم البروستاتا الحميد وبدون مضاعفات جانبية


البروستات غدّة بشكل الجوزة تقع على أسفل عنق المثانة وظيفتها إفراز قسم منه السائل المنوي. انها تبتدئ بالتضخم في حوالي عمر الثلاثين وتستمر في تضخمها طيلة حياة الرجل بنسبة , 06مييلي ليتر سنوياً. وقل أن يسبب هذا التضخم أعراضاً سريرية عند الشباب أي قبل سن 40سنة، ولكن حوالي 14% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40و 50سنة يشتكون من أعراضها التي تزيد نسبتها إلى حوالي 50% تقريباً عندما يتجاوز الرجل 50سنة من العمر وإلى 90% ما بعد السبعين. وسبب أعراضها انها عندما تتضخم تمنعها غشاوتها الخارجية من التوسع الخارجي فتصدم بها ويضغط تضخمها داخلياً على الاحليل الذي يمر عبرها فتعصره وتمنع تدفق البول بقوة من المثانة فتسبب الأعراض البولية المألوفة والخاصة بها ومنها الحرقان والألم وكثرة التبول نهاراً وليلاً والإلحاح البولي مع السلس في بعض الاحيان وتقطيع البول والجهد في تفريغ المثانة مع ضعف في تدفق البول والانتظار الطويل قبل البدء بعملية التبويل وتقاطر البول عند الانتهاء منها مع بقاء كمية كبيرة منه في المثانة والشعور بعد فترة قصيرة من الزمن إلى الحاجة للتبول مجدداً واحياناً بيلة دموية والتهابات بولية ووجود حصيات في المثانة أ
و نادراً فشل كلوي. وهذه الأعراض قد تصبح مزعجة ومؤلمة للمريض بحيث انها قد تؤثر على نومه وتحد من حركته ونشاطاته الاجتماعية والعائلية والمهنية وتسبب له القلق واحياناً في حال وجود السلس البولي قد ينزلق ويسقط أرضاً ويصاب بالكسور. وقد تظهر أحياناً عند وجود التهاب البروستات المزمن ولكنها تدل عادة عن وجود تضخم حميد في البروستات مع ضغط على الاحليل ولكنه يجب في هذه الحالات التأكد من خلوها من أي سرطان باجراء فحص عبر الشرج عليها وتحليل الدم بمادة "ب اس أي" PSA. ويتم فحص المريض سريراً مع التركيز على الجهاز البولي والتناسلي وإجراء تحاليل مخبرية على البول والدم بالنسبة إلى وظيفة الكلى وتخطيط سرعة تدفق البول واجراء الأشعة الصوتية على الكلى والمثانة مع قياس ثمالي البول في المثانة. وليس هنالك أية حاجة إلى اجراء تنظير للمثانة أو أشعة بالصبغة على الكلى والمجاري البولية إلا في حال وجود بيلة دموية وآفات أخرى في المثانة وبعد تشخيص تضخم البروستات الحميد يجري العلاج حسب شدة الأعراض البولية أو وجود فشل كلوي أو حصر بولي أو نزيف شديد ومتكرر في البول أو حصيات في المثانة.
العلاج
ويتم العلاج حسب شدة الأعراض ومضايقتها للمريض وتأثيرها على جودة حياته وهنائه. فإذا كانت تلك الأعراض خفيفة أو معتدلة ومحمولة بالنسبة إليه مع عدم انزعاجه منها فلا ضرورة في هذه الحالة إلى أية معالجة خصوصاً إذا لم يحدث أي فشل كلوي أو نزيف بولي متكرر أو التهابات بولية شديدة أو حصيات أو آفات في المثانة. وأما إذا ما كانت شديدة الوطأة مع مضاعفات طبية أخرى أو بعد فشل العلاج الطبي الذي سنشرحه لاحقاً ففي هذه الحالات يستحسن اجراء عملية لتذويب البروستات أو كيّها أو تجريفها عبر الأحليل أم في العيادة أو في المستشفى باستعمال المعالجة بالحرارة المويجة أو بالليزر أو بالتردد اللاسلكي أو بالمعالجة بالحرارة المائية أو باستعمال منظار القطع أو نادراً باستئصالها جراحياً بواسطة الشق. وأما إذا ما كانت الأعراض معتدلة فيمكنه معالجتها إما بالأعشاب وإما بالعقاقير التي قد تساعد على تخفيفها وتمنع حدوث احتباس بولي أو استطبابات أخرى طبية تدعي للجراحة.
التعديلات السلوكية
وقبل المباشرة بالمعالجة الطبية، حسب رغبة المريض وموافقة طبيبه، يجب أولاً التركيز على بعض التعديلات السلوكية التي تساعد على نجاح العلاج وأهمها وجوب التبول بطريقة منتظمة أي كل حوالي ساعتين تقريباً، أثناء النهار وقبل الايواء إلى النوم، حتى في غياب أية رغبة في التبويل وليس عند وجود الرغبة فحسب، وتجنب البرد الشديد الذي يقلل من هذه الرغبة، والامتناع عن الثبات أي الركود أو الجلوس لمدة طويلة بدون حركة في العمل أو البيت أو الطائرة أو السيارة أو القطار وضرورة ممارسة الرياضة، والتقليل من شرب السوائل وخصوصاً القهوة والشاي أثناء النهار والامتناع عنها بتاتاً قبل النوم بساعتين أو ثلاث، وهنالك بعض العقاقير التي قد تزيد الأعراض سوءاً وقد تسبب أحياناً الاحتباس البولي ومنها الأدوية ضد الاحتقان الأنفي أو مضاد الهيستامين التي تستعمل في حال الزكام والمضادات الفعل الكوليني ومضادات الاكتئاب والأمراض النفسية والذهانية وبعض العقاقير الأخرى التي تستعمل لمعالجة الأمراض القلبية أو ارتفاع الضغط الدموي ومنها المدرات البولية ومحصر البثا ومحصر قناة الكلسيوم.
أعشاب
ومن أهم الأعشاب المستعملة عالمياً وخصوصاً في بعض الدول الأوروبية مثل ايطاليا والمانيا وفرنسا والتي انتشرت مؤخراً بشكل كثيف في علاج تضخم البروستات الحميد في الولايات المتحدة والشرق الأدنى الSAW PALMETTO "صو بلميثو" المستخلص من النخل الأميركي القزم والذي يباع في مراكز الأعشاب والفيتامينات تحت عدة أسماء أشهرها البرميكسون Permixon. وقد أظهرت حوالي 18دراسة طبية أجريت على 2900مريض يشكون من أعراض تضخم البروستات في أوروبا والولايات المتحدة نجاحاً معتدلاً لهذه الأعشاب مع غياب أية مضاعفات التي قد تحصل مع استعمال العقاقير. واستفاد منها الكثيرون من المرضى وخففت من أعراضهم ومضايقتها لهم واستمروا على استعمالها لمدة طويلة بنتائج مشجعة، خصوصاً أنها لم تؤثر على قدرتهم الجنسية أو التناسلية. ومنه الأعشاب الأخرى المستعملة عالمياً في هذه الحالات "بيجيوم افريقانوم" PYGEUM AFPICANUM المستخلص من الخوخ الافريقي والذي يباع تحت اسم "تندينام" TANDENAM وبذور اللقطين والقرّاص اللاذع والعشب النجمي الافريقي، الشاي الأخضر والصويا الموجودة في عشب الجنسيني ، ومادة الزنك وغيرها ورغم شعبية هذه الأعشاب وغيرها لمعالجة التضخم البروستاتي وغيرها
من الأمراض حيث أظهرت بعض الدراسات في الولايات المتحدة أن حوالي 70% من الناس يستعملونها بكلفة سنوية تصل إلى مليار وخمسمائة مليون دولار سنوياً ولا يوجد هنالك دراسات طبية دقيقة تؤكد فعاليتها وتقارنها مباشرة بالأقراص الكاذبة أو بالعقاقير المتداولة والمقبولة في علاج هذه الحالات. وأما الدراسات التي اجريت حديثاً فمعظمها يفتقر إلى القواعد والأساس الثابتة والضرورية للتأكد من فعاليتها. وبالرغم من ذلك فأكثر من 50% من الرجال في ايطاليا مثلاً والكثيرون منهم في عدة دول اوروبية وفي الولايات المتحدة قد استعملوا ويستعملون هذه الأعشاب بنجاح لمعالجة تضخم البروستات الحميد.
العقاقير
وأما بالنسبة إلى العقاقير المنتشرة عالمياً والتي برهنت فعاليتها بنجاح يفوق 60% من الحالات مع تخفيف شدة الأعراض البولية وزيادة سرعة دفق البول فهي تقسم إلى فئتين الفئة الأولى تخفض تركيز الهرمون الذكري ذو الفعالية المرتفعة ديهيدروتيستوسترون" DIHYDROTESTOSIT RONE داخل البروستات فتسبب ضمور غددها وتنقيص حجمها بنسبة حوالي 25%، وتقليل أعراضها خصوصاً إذا ما كانت البروستات ذوحجم كبير ومنع حصول احتباس بولي أو ضرورة اجراء أية جراحة لها بنسبة حوالي 50% وتساعد أيضاً إلى توقيف النزيف البولي الصادر عن البروستات المتضخمة. وهؤلاء العقاقير فينسترايد FINASTERIDE أو "بروسكار" PROSCAR أو "ديوتسيترايد" DUTASTERIDE أو "أفودرث" AVODART لها مميزاتها الخاصة حيث تحتاج إلى مدة طويلة تتراوح بين 3إلى 12شهراً قبل أن يصبح مفعولها سارياً ونافعاً ومن عوارضها الجانبية قلة الرغبة الجنسية والضعف الجنسي وتخاذل القذف بنسبة تتراوح بين 4إلى 7%. وأما الفئة الثانية من العقاقير فمعدلها يتركز على الإحصار الودي blocker مع ارخاء العضلات الملساء داخل البروستات الذي يؤدي إلى ارتخائها وإزالة ضغطها على الاحليل مع تحسين الأعراض البولية وزيادة سرعة تدفق البو
ل بنسبة 30إلى 40% لدى حوالي 60% من المرضى. يبدأ مفعولها في غضون أيام أو أسابيع مع نتائج جيدة حتى إذا كانت البروستات ذا حجم صغير. ولكن أعراضها الجانبية تفوق الأعراض التي تحدث في الفئة الأولى حسب نوععيتها وجرعتها وحالة المريض الصحية العامة. والسبب الرئيسي لحدوث أغلب هذه الأعراض هو أن بعض هذه العقاقير قد تسبب ارتخاء العضلات الملساء في الشرايين فيؤدي ذلك إلى انخفاض الضغط الدموي لدى بعض المرضى مع الشعور بالدوام والصداع وخفقان القلب والتعب الجسدي ومن أعراضها الجانبية الأخرى احتقان الأنف وتخاذل القذف المنوي بسبب رجوع السائل المنوي إلى المثانة أثناد القذف. ومن أهم انواع هذه العقاقير التي تستعمل أيضاً لمعالجة ارتفاع الضغط الدموي والتي تؤثر على العضلات الملساء في البروستات والشرايين "الدوكسازوسين" DOXAZOCIN أو "كردورا" CARDURA وتيرازوسين" TERAZOCIN أو "أيثيرين" ITRIN أو "برازوسين" PRAZOCIN أو مينيبراس MINIPRESS وهنالك صنف ثانٍ من هذه العقاقير التي هي أكثر انتقائية بالنسبة لعضلات البروستات فحسب وهي تمسيلوسين TAMSULOSIN أو "إومنيك" OMNIC أو الفيزوسين ALFUZOSIN أو كزيترال XATRAL التي تعطي ذات النتائج كالعقاقير التي ذكرن
اها آنفاً ولكن مع أعراض جانبية أخف وأقل منها لأن تأثيرها على عضلات الشرايين الملساء ضئيل جداً. فنجاح كل العقاقير في هذه الفئة متشابه تقريباً واختيار احدها يرتكز عموماً على أعراضه الجانبية خصوصاً عند الرجال المسنين الذين يحتاجون إلى هذه المعالجة وقد يشكون من أمراض الشيخوخة مثل السكري وتصلب الشرايين وأمراض القلب وارتفاع الضغط الدموي. ومن أعراض "الثمولوسين" أو الفيزوسين" التعب الجسدي والدوار والنعاس والصداع وألم الحلق وكثرة الارتشاح والضعف، ولكنها نادراً ما تسبب هبوط الضغط الدموي والدوام خصوصاً دواء التمسيلوسين الذي ينصح الاخصائيون في استعماله لقلة أعراضه الجانبية خصوصاً لدى الرجال المسنين الذين يعالجون بعقاقير أخرى لتخفيض ضغطهم أو الذين يشكون من أمراض قلبية أو وعائية أخرى. وقد أظهرت عدة دراسات حديثة أن استعمال الفئتين من العقاقير سوية أي "البروسكار" ومرضى العضلات الملساء مثل "التمسولوسين" أو "ايثيرين" تعطي نتائج جيدة تفوق نجاح كل منهما انفرادياً وتمنع حصول الاحتباس البولي أو الحاجة إلى الجراحة في حوالي 80% من الحالات.
الخلاصة

تضخم البروستات الحميد مرض شائع عالمياً يصيب الرجال المسنين ويسبب اعراضاً بولية مزعجة ومؤلمة احياناً، التي تزيد حدة مع تقدم السن وزيادة حجم البروستات أسبابه عموماً لا تزال مجهولة ولكنها قد ترتكزعلى التغير الهرموني داخل البروستات مع تأثير عوامل النمو وتخاذل دورة الموت الطبيعي لخلايا البروستات وتنبيه الجهاز الودي مع تفاعلاته داخلها. وعلاجه يتم حسب شدة اعراضه أو وجود مضاعفات طبية ترافقه وخصوصاً حسب رغبة المريض نفسه وتأثير مرضه على جودة حياته وانزعاجه من أعراضه، إما بالمتابعة الطبية المنتظمة تحت إشراف اخصائي في أمراض المسالك البولية والتناسلية بدون أي علاج أو باستعمال الأعشاب أو العقاقير الخاصة بهذا المرض أو استعمال الجراحة البسيطة خارج المستشفى أو الجراحة المتقدمة بمنظار القطع أو بالليزر أو بالتبخير أو نادراً بالجراحة المفتوحة.. لايزال الباحثون يفتشون على دواء ذي انتقائية خاصة وأعراض جانبية خفيفة لعلاج هذا التضخم والشفاء منه بمشيئة الله سبحانه وتعالى، أو الوقاية من تقدمه المستمر مع السن ومنع مضاعفاته الطبية المرتقبة.


اللهم رب العرش العظيم شافي مرضانا و مرضى المسلمين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مقتبس للاهمية