عدو جدك لا يودك
***********


الظاهر أن البعض منا نحن العرب لا يتعلم أو لا يريد أن يتعلم
فعبر تاريخنا الحديث ومنذ مطلع القرن العشرين وضعت بعض
الزعامات العربية أو ما سموا بقادة الثورة العربية الكبرى ثقتهم
ببريطانيا العظمى التي كانت زعيمة الدول الاستعمارية في ذاك
الزمن ويا لها من ثقة لم تكن في محلها ويا لنتائجها المأساوية
على وطننا وشعبنا العربي.
فلقد تآمرت بريطانيا مع فرنسا عبر اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم
الوطن العربي الى دويلات متعددة ولم توفِ بتعهداتها للزعامة العربية
باقامة دولة عربية موحدة في المشرق العربي.
وليس هذا فقط بل أعطت وعداً لليهود بإقامة وطن لهم على الأرض
العربية في فلسطين.
ولتنفذ كامل مؤامرتها وضعت الدويلات الممزقة تحت حكم الإنتداب
حتى نفذوا كامل مخططهم بإقامة الكيان الصهيوني على التراب الفلسطيني
مع ما تبع ذلك من مآسي وفظائع وقعت على العرب الفلسطينيين يندى
لها جبين الإنسانية.
وجاءت المعارضة العراقية لتضع نفسها تحت جناح الولايات المتحدة
الوريثة لبريطانيا في زعامة المعسكر الاستعماري الامبريالي لتجلب
للعراق الويلات من تدمير وقتل واعتقال ونهب للثروات وتمزيق للوطن
وها هم (الثوار الليبيون) يضعون ثقتهم بحلف الناتو وبالولايات المتحدة
فماذا سيحصدون غير التمزيق والنهب والسلب للثروات؟!!!
لماذا لا نأخذ العبر من تاريخنا القريب؟!!
أليس واضحاً أن الغرب الاستعماري هو عدونا وعدو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؟!!!
أما آن لمن لا زال يراهن على الغرب والناتو والأمريكان أن يعي ويفهم
ويتعلم؟!!!!!