لماذا نحبه .. صلى الله عليه وسلم


--------------------------------------------------------------------------------


لماذا نحبه ..؟
صلى الله عليه وسلم
بقلم
خليل حلاوجي

تمهيـــــــــــــــــــــ ــد
قليلون أولئك الذين غيروا مسار التاريخ ، ذلك أن الله تعالى شاء أن يجعل حياتنا في طور تغيير مستمر فهي لا تتوقف عند أحد أياً كان دوره ، فكم من نبي أرسله الله تعالى لهداية قومه ما لبث القوم أن قاموا بتبديل تعاليمه وتشويه منهاجه بعد فترة – قصرت أو طالت – ليكون أتباع ذلك النبي هم من حّرفوا وبّدلوا وأضافوا وحذفوا الكلم عن مواضعه ، فيصبح المتدين فيهم هو من يسيئ لذلك الدين ، والقرآن المجيد وهو بقص علينا أنباء هؤلاء الأقوام يريدنا على الدوام أن نفصل بين ما يريده الله وأنبيائه من جهة وبين ما يريده الأتباع من جهة أخرى .
ولكي نفصل بين إنسان نذر نفسه لخدمة الإنسان وبين من نذر نفسه لخدمة أطماعه وميوله وأهوائه ... لابد وأن نقف عند سيرة الرحمة المهداة محمد المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم كونه الرسول الذي ختمت به السماء ... وهو من علمنا أن نفرق بين رضا النفس عن النفس ورضا الله عن النفس .
ومن أجل تجسير الفجوة بين الإسلام والمسلمين علينا أن ندقق ونحن نفرق بين المسيح عليه السلام – مثلاً- وأتباع المسيح ونفرق بين الرسول موسى عليه السلام وأتباع هذا النبي الكريم.
هذا رسولنا ...
عندما أرسل الله تعالى خاتم الأنبياء الكريم الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام وجعل معجزته تتسم بالخلود فهي المعجزة التي تحدث إنسان الماضي والمستقبل وتكلمنا عن عالم الغيب وعالم الشهود فالرسول كما ذكر المفكر الباكستاني ( محمد إقبال ) هو الجسر الرابط بين الأمس والغد إذ مجئ الإسلام هو الإيذان ببدء ظهور عصر العقل الاستدلالي وتوديعاً لزمن الخوارقية وفضاء الخرافات والأساطير .
فالرسول محمد عليه الصلاة والسلام جاء لرحمة الإنسان أينما كان وحيثما دان حتى يرث الله تعالى الأرض وما عليها ورحمة الإنسان تعني بصريح العبارة أنه جاء للإنقاذ .. إنقاذ الإنسان من طغيان ذاته ، وإنقاذ الإنسان من ظلم الإنسان ، وإنقاذ الكون من تجبر الإنسان فهو رسول البشر والحجر والشجر هو رسول الغزلان في البراري ورسول الحيتان في البحار ورسول الطفل والشيخ والمسكين والأسير عرفه من عرف وجهله من جهل ..
وقد لا يكفي أن نعلن تبعيتنا له صلى الله تعالى عليه وسلم دون أن نتأكد أننا عرفناه حقاً ، فالمسلم فينا ورث حب النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق وحيد هو ( الآباء ) الذين قالوا لنا أنه صاحب الرسالة التي ترسم تفاصيل حياتنا بأدق تفاصيلها ، والآباء هم الذين رسموا لنا صورة الإتباع التي أرادوها منا لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم فصار من يصلي في النجف يسبل يديه عند تأدية فريضة الصلاة ومن يصلي في مكة يضع يده اليمنى فوق اليسرى وهو يؤدي فريضة الصلاة والأول يؤدي زكاته وقدرها 20% والثاني يؤديها 2.5% والأول يتوسل إلى الله بأحد أبناء الصحابة والثاني يتوسل إلى الله بزيارته لقبور بعض الأولياء ، ولم يفكر الجميع أن يعيدا النظر في الطريق المؤدي لرسالة الرسول وتدبر آليات منهاجه المهيمن خصوصا ً وأن القرآن قد أسهب في رواية تأثير الآبائية السلبية والإيجابية على محتوى تدين أحدنا ، لقد لفت القرآن نظرنا إلى الميزان الذي نزن به مطابقة تديننا والتزامنا الدين مع ما أراده الله ورسوله من تديننا نفسه ، فقال جل في علاه عنهم : {نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ }الأحقاف16 ... نتقبل عن آبائنا الفكريين أحسن ما ورد عنهم ونتجاوز عن أوهامهم بل ونصحح المسار ونحتكم في ذلك إلى القرآن ورسول القرآن .
وليس أفضل من طريقة الـتأسي بسيرته صلى الله عليه وسلم لتنقذنا من الحيدة عن الصراط المستقيم ولا أعني بالتأسي أن نكرر أقواله دون هضم مراده من القول وكما قال أحد الأولياء وهو ينصحنا أن نؤدي زكاة الحديث حين قال :[ اعملوا من كل مئتين من الأحاديث بخمسة منها ] .ولا أن نكرر فعل أفعاله دون التنبه إلى روح وغاية الفعل الذي نقوم به فكم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه وكم من مصلي لم يزدد بصلاته إلا بعداً عن الجنة وقرباً من النار.
نحن نحبه ونجتهد في دراستنا للشريعة بغرض الإجابة عن سؤال جوهري : كيف نحبه ؟
وننسى في خضم ذلك أن نسأل أنفسنا السؤال الأكثر أهمية : لماذا نحبه ؟ والفرق بين السؤالين هو ما وضعت هذا الكتاب للإجابة عليه ...أسأل الله تعالى أن يعيننا لنهتدي بهدي رسوله الكريم لنصل حوضه الشريف فيشفع لنا عند ربنا فننال رضاه.
الفهرس
1\ هل عرفناه لنـُــعـــَر ِف الناس به ؟
2\ نحن نصلي لله ونصلي على محمد .
3\ أسرة الرسول السعيدة .
4\صائم في أوربا .
5\ السراج المنير .
6\ وداعاً للخرافة ..ومرحباً بالعقل الإستدلالي .
7\ لا كهنوت ، لا رهبانية ، لا أسرار في الإسلام .
8\ جاع لنشبع .
9\ عالمية الإسلام ستهزم عولمة الظالمين.
10\ البقاء للأصلح .. وليس للأقوى .
11\ هو أشجع الناس وبه رفع الله سنة الثأر ووضع القصاص.
12\ أيها المسلمون : نحن إخوان محمد.
13\ جدد حياتك : همة توازي همومنا .
14\ لكنها ليست مستحيلة .. نهضتنا بمحمد.
15\ استعمار الجماجم .. ما فقدناه سنستعيده .
16\ قال لنا محمد : قاتلوها فإنها مؤذية .. الفردية .
17\ اقتصاد حر بدون تدخل سوى تدخل الله جل في علاه.
18\ نصر بدون حرب .. هي معارك محمد.
19\ إن إبراهيم كان أمة .. وكان محمد هو الأمم.
20\ فضيحة الحلم الغربي وصرخة الإسلام هناك ومحمد هو الملاذ .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++