أغلق أذنيه الآن..فهو متعب جدا من هذه الحياة المنهكة , والتي تفترسنا من الداخل...وتكرس لنا الوحدة واليتم...هرب من واقعية الحياة التي لم تذر لها صحبة صالحة...فالأخ بات يسرق أخوه...والمرأة مستعبدة بكل الأشكال..والرجل بات سلعة رخيصة للنيل من فكره وطاقته وماله...وبات الرجال نساء والنساء رجال...هل باتت الوحدة في عالم الواقع أكثر جدوى في مسيرة الألف ميل؟ أم يجب أن نبتلع ما نجد ونهضمه ليمتزج مع نفوسنا السمحة فيخرج قيئا وسموما؟...فالعلاقات سطحية تكفي كي نضمن سلامة عقولنا الهشة...وسيطرة القوى غير السليمة المعتقد تنهش في العالم تجويعا وقتلا وتدميرا..قد نخرت في العظام والفكر واللقمة...بتواطؤ بعض أهل النخبة...ووجب المحاولة للحفاظ على الهوية الآن!مازال يصرخ بصوته المبحوح تارة في داخله وتارة أخرى في حروفه التي كانت قليلا ما تقرأ...ومازال يرفض العمليات التي تخطره بضرورة استئصال حباله الصوتية..ومازال يجد خيطا مبهما يصله بأبي ذر...من أنت يا أبا ذر حتى سرت عروقك فينا جميعا؟نحن الغرباء الذين مافتئنا نكرر على الأصم الأبكم من نحن..لكننا مساكين..لن يسمع صوتنا من يسعى لمصالحه...ولا من يبحث عن المال والجاه..فهل سيكون العالم الرقمي أفضل حالا؟نحن مساكين في هذه الدنيا الغريبة؟ علنا نصل لبلادنا الأولى ونستأنس بالأخيار في الجنان..( الخاطرة الأولى لزاهر بطل روايتي القادمة)
ريمه الخاني 13-8-2011