· لي طفل لم يتجاوز السادسة من عمره، ويصر على التشبه بي في صيام رمضان ، وأخشى عليه أن تضعف صحته. فهل يجوز إقناعه بالصيام حتى الظهر فقط، وأن هذا ما يقبله الله منه باعتباره صغيرًا؟
**************
يستحب أمر الصبيان بالصوم للتمرين عليه إذا أطاقوه، قال ذلكجماعة من السلف منهم ابن سيرين والزهري والشافعي. وغيرهم ، واختلف أصحاب الإمامالشافعي في تحديد السن التي يؤمر الصبي عندها بالصيام فقيل سبع سنين وقيل عشر سنين .
ودليل من استحب صيام الصبيان إذا أطاقوه، وأمرهم بذلك ماورد عن الربيع بنت معوذ ، قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراءإلى قرى الأنصار التي حول المدينة: "من أصبح صائمًا فليتم صومه، ومن كان قد أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، فكنا بعد ذلك نصومه ونصومه صبياننا الصغار منهم. ونذهب إلىالمسجد فنجعل لهم اللعب من العهن. فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناها إياه حتى يكونعند الإفطار". رواه البخاري ومسلم .

ومعنى الحديث :أن صيام عاشوراء كان فرضًا قبل أن يفرض صيامرمضان ، وقد أمر صلى الله علي وسلم عندما فرض صوم يوم عاشوراء في ضحى يوم عاشوراء من كان صائمًا بأن يتم صومه. ومن كان مفطرًا بأن يمتنع عن الطعام والشراب والشاهدفي هذا الحديث استحباب أمر الصبيان بالصوم إذا أطاقوه لقول الربيع فيه: "فكنا بعدذلك نصومه. ونصومه صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنجعل فهم اللعب من العهن (العبة من الصوف المغزول) فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عندالإفطار ".

وعمل الصحابة يدل على مشروعية استحباب أمر الصبيان بالصوم للتمرين عليه إذا أطاقوه. لأن عمل الصحابة يدلعلى اطلاع الرسول صلى الله عليه وسلم عليه. وإقراره. فيكون ذلك الفعل من سننه صلى الله عليه وسلم .

ومما يشهد لاستحباب أمر الصبيان بالصوم إذا أطاقوه ما رواه البخاري بقوله: "قال عمر لنشوان- أي سكران- في رمضان ويلك وصبياننا صيام وضربه"، أي جلده حد الخمر ،فقول سيدنا عمرهذا يشهد لصيام الصبيان في رمضان قبل البلوغ.

والله أعلم.
اسلام اون لاين