بين شاعرين
وأغمز فيها من قناة الشاعر الديكتاتور , أو الديكتاتور الشاعر
ياسيّدي...
ياشاعـرَالنـّسوان ِ والسّيقان ِ..
والصّدر ِالـرُّخاميِّ الظـَّريفْ !!
لم تأكل ِ(القيلوحَ) جوعًا *
أو سِياط َالشّمس ِفي قـَطفِ الرَّغـيفْ
ولا شربتَ الماءَ سُخـنًا
أو تلحـَّفتَ الغـيومَ...
نائما ًفـوقَ الـرَّصيفْ
***********
ياسيّدي.. ياشاعـرَالنـّسوان ِوالسِّيقان ِ..
والصَّدر ِالرُّخاميّ الأنـيقْ !!
لم تـَسلـُب ِالخـوذاتُ مِـنكَ عـِـزَّة ً
عند الحدود تبتغي تأشيرة ً
كي تـَجـبلَ الأسْمنتَ في قـُطر ٍشقـيقْ
أو ذ ُقـتَ في الطــّـابور ِلوعـاتِ الأسى
مُسترحِمًا
مَـن يـَخـتم ُالأوراقَ أنَّ الأهـلَ في..
نـَطـْع ِالطـَّريقْ
*************
ياسيّدي... ياشاعرَ الكاساتِ والآهاتِ
في دفءِ اللـــقاءْ
لمْ ترتجـفْ بـَردانَ أو خجلانَ من أ ُصَـيبع ٍ
في ثورةٍ.. شـَـقَّ الحـِذاءْ
أولارتـداء ِالصَّيفِ في قـَـرِّ الشـّــتاءْ
ياسـيّدي ...
لم تـَشــْـتـَه ِ(القـَيلوحَ ) شوقًا
للفـُطور ِوالغـَداءِ والعـِشاءْ
فكـيفَ تـَروي قـِصتي ؟
عــن جـَوربي المَثقوبِ والجَّـيبِ الخـَواءْ
والقلبُ فيكَ حائرٌ
مابين أثوابٍ وعـطر ٍ..
واخـتيار ٍ بين ليلاتِ الهـوى
أوبين أصنافِ الإمـاءْ ؟
ياسيّدي :
إنـّي بقايا شاعـر ٍ
هـُويـَّتي رجولتي
بين الذ ّكور ِمُـثقل ٍ بالإنـتـماءْ
مازال يـَنـبـشُ العـَروضَ باحـثـًا
عـن نصفهِ الأنـثى وفي كوم ِالنـِّساءْ
**********
يَهوى التـُّـرابَ والسّماءَ .. يـَكرهُ
السَّحابَ في غـِـنائهِ
لأنــّهُ مُـوسَّط ٌلا يـرتـقي
ويعشقُ اللحنَ المُـنادي
يا بلادي ...
مِلكــُكِ الحَـبلُ الوريدْ
وظلـّـُه مُطابقٌ لروحِهِ
لم تــنشطرْ حُـروفــُه
في زحْـف ِألفاظِ العـبـيدْ
ما انـفـكَّ يَـشدو.... لا
( تـُطيقُ السّادة ُالأحـرارُ أطـواقَ الحـديدْ)
لكـنــّهُ في غـَـفـلةٍ
تـفاجأت أدراجُهُ
بـفأرةٍ من مأرب ٍ
تـناولت أوراقــَهُ وشـعـرَهُ
المُحنـَّط َ المـَكدوسَ من خمسينَ عامًا
أو يـزيـدْ
فـــباع َفي صمت ٍ وقـهـر ٍ
آخـرَ الأقـلام ِوالأوراق ِفي
السُّوق ِالوحـيدْ
ودسَّ للسّمسار ِثــُلـثي نـورهِ
نظـّـارة ً
شاخـت تـُحاكي صهوة َالأنفِ الـّـذي
لم يألفِ التـّدجـينَ...
والسُّجودَ من عهدٍ بعيدْ
كي يشتري لفـافـة ً.. وشمعة ً
ويحتسي زجاجة ً
لعلـَّه قد يـَركبُ الموجَ الأخيرَ ناسيًا
في سكرةٍ أشعارَهُ
ليـُـنهيَ المشوارَ في طـقـس ٍجـديدْ
**********
* القيلوح : نبات شوكي بري يؤكل نيئـًا ومطبوخًا
اسمه العلمي الحرشف أو الخرشوف يأكله الفقراء عادة .
حسن ابراهيم سمعون
سوريا
2007