معانة الطفل الفلسطيني فارس عزام ( 3/8/2011م )
حكاية مؤلمة كأنها خيالية ، لكنها حقيقية بكامل تفاصيلها ، إنها حكاية الطفل الغزاوي فارس عماد فارس عزام ، من بلدة حمامة التي دمرها الاحتلال اليهودي ، يبلغ من العمر ستة عشر عاما ، ووفقا لحكايته المؤلمة التي تابعناها باهتمام كبير في التجمع المدني للحرية والعدالة في غزة ، ووفقا للقنوات الشعبية والرسمية التي اتصلنا بها .
يبلغ الطفل فارس من العمر ستة عشر عاما ، ولكن شكله الخارجي يوحي بأنه ابن الثانية عشر عاما ، كان منذ تسع سنوات وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها ، يفترش الأرض ويلتحف السماء ، إلى أن رحمه البعض وأسكنوه في مسجد في منطقة الزيتون من مدينة غزة ، كانت طفولته تقصد الأسر الغزاوية ؛ تطلب الطعام والمبيت ، فبعض الأسر كانت تشفق عليه بالقليل ، وبعضها كانت تتردد خوفا من أن تكون من ورائه حكاية توقعهم في مساءلات قانونية ، لقد تعرض للخطر الشديد ، فضربته صعقة كهربائية لكن الله لطف به ، وأُصيب بحالات من التشنج ، واضطر إلى العمل هنا وهناك ، تاركا المسجد الذي يؤويه ، باحثا عن مصروفه الشخصي وثمن ملابسه وطعامه ، الطفل فارس لا أب ولا أخ له ، ولا قريب ولا جدة ولا جد ، ولا خال ولا خالة ، ولا عم ولا عمة ، باستثناء عم واحد قعيد ، يدعي فارس أنه كان يعذبه أشد العذاب ؛ لذلك اضطر ليهرب من بيت عمه ، وقال فارس : أنه كان له عمين فقط ، عم مات ، وعم ترك غزة وذهب ليعيش في الأردن .
كان فارس يسكن مع جدته منذ طفولته حتى توفاها الله ، وعاد البيت إلى أصحابه بعد وفاتها ، وبدأت حكاية تشرده ... فلا مأوى له .
مات أبوه وهو في بطن أمه ، وتزوجت أمه من رجل رفض أن يأوي الطفل فارس لديه ، وكان يتردد على أمه بمناسبات الأعياد فقط ، حتى انه لا يعرف الآن أين تسكن ، فقد انتقل زوج أمه إلى مكان آخر .
لا زال التجمع المدني للحرية والعدالة في غزة ، يتعامل مع مثل هذه المشاكل التي فاجأته باهتمام كبير، يتحرى الدقة بأعظم معانيها ، ويقف عند مسئولياته كواجب وطني وإنساني ، من دون أن يدعم هذا التجمع أحد ، ومن دون أن يكون له تبعية لأحد ، يقدم خدماته من أموال مؤسسيه والقائمين عليه والمتبرعين من أهل الخير ، يخدم بقدر المستطاع فهو ليس للبيع ولا للشراء .
فارس عزام طفل يتيم متشرد ، فمن يمسح على شعره ويكون له في كل شعرة أصابت يده حسنة ؟ ، ومن يتكفله فيكون مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الجنة ؟ ، عملا بقوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ) وأشار بالسبابة والوسطى .
أناشد أصحاب القرار في حكومتي غزة ورام الله ، ومؤسسات العمل المدني وحقوق الإنسان بدراسة حالته ... ومع حالة أخرى بين أيدينا سنعرضها قريبا بإذن الله .
التجمع المدني للحرية والعدالة في فلسطين
للمراجعة والاستفسار
أ . تحسين يحيى أبو عاصي