السلام عليكم وتحية كبيرة للجميع وبعد:
ألا تدرون أننا مقصرون في رصد مواهب اطفالنا؟حقيقة هناك تقصير كبير ويكفينا ان نتهم المؤسسات من حولنا إبيكم بعض قطاف المنقول على أمل النقاش الإيجابي:
***********
مصادرة الهواية.. ضرورة أم ظلم ؟؟؟
كانت طفلة صغيرة التقطها والدها عن الأرض وأجلسها على ركبتيه ملوحاً بقطعة السكاكر، لكنها مدت يدها إلى شيء آخر... راحت أصابعها تعبث بالقلم الغافي في جيبه وصارت تلك عادتها كلما حملها والدها، تمد يدها إلى القلم، تحركه بين أصابعها دون أن تدرك لأي غرض وُجد هذا الشيء، لكن الأب كان يراقب ذلك باهتمام، وعندما صارت طفلة أكبر قليلاً أحضر لها دفاتر وأقلام تلوين، وعلّمها تقليد صور بعض الأشياء حولها، لكنها كانت تفضل رصف الخطوط قرب بعضها، وكأنها تقلد خط والدها حين يكتب بعض الملاحظات في مفكرته، أدرك الوالد أن هواية صغيرته ليست الرسم، وراح يعلمها الحروف الأولى... الكلمات الأولى ..بابا ، ماما. وصار يحضر لها القصص المنوعة والأقلام والورق لتملأ وقت فراغها بالمطالعة ومحاولات الكتابة، وهي لم تنس يوماً فضل والدها ودوره برعاية موهبتها تلك. والموهبة هبة من الله، وبذرة مودعة في أعماق النفس البشرية، فإما أن تكبر البذرة وتصبح شجرة عطاء أو قد تذبل وتموت لأسباب كثيرة لها علاقة بالبيئة والوسط الاجتماعي. وتعد الأسرة المسؤول الأول عن اكتشاف المواهب الإبداعية عند الطفل، وذلك من خلال الملاحظة والمتابعة. والجدير بالذكر أن الطفل قد يتمتع بهوايات مؤقتة، واهتمامات عابرة، لكن على الأهل معرفة الهوايات الحقيقية، وتشجيعها بتهيئة الأجواء المناسبة لممارستها من مكان ووقت وأدوات. ومن الضروري منح الطفل الحرية في ممارسة هوايته مع عدم التواني عن زرع الثقة، وجعله يؤمن أنه قادر على النجاح، وأنه سيكون أفضل بكثير في المرة المقبلة إن استمر بالعمل والمتابعة، كما أن الإشادة بمهارة الطفل أمام الآخرين يزيد من العطاء، ويرفع معنوياته ويشجعه على الاستمرار، وقد يكون اللعب هواية وهو ضروري جداً للطفل ، لكن وبكل أسف هناك من يعتقد من الأهالي أن ممارسة الطفل لهوايته هو مضيعة للوقت، والأفضل استثمار وقت الفراغ بما هو مفيد كالدراسة مثلاً، متناسين أن الدراسة أيضاً موهبة، وعلى الطفل أن يدرس ما هو موهوب فيه، لكننا نجد بعض الأسر ترهق أبناءها بالدراسة صيفاً وشتاءً، فما إن تنتهي السنة الدراسية حتى يلتحق الابن بالدورات الصيفية تحضيراً للعام القادم، أنا طبعاً لست ضد التفوق الدراسي، لكن الطفل يحتاج فرصة ليعبر عن نفسه، كما يريد هو وليس كما هو مفروض عليه، فقد يميل الطفل مثلاً إلى الموسيقى أو الأدب، لكنه يعاني من تلك العبارات التي تشبه «الفرع العلمي هو مصيرك» «نريد علامات تدخلك كلية الطب» إلى آخره من هذه العبارات التي غالباً ما تقود إلى فشل لا يلام الطالب عليه. علينا الأخد بعين الاعتبار أن الطفل أيضاً يعاني من الظروف والأوضاع حوله ، وهو بحاجة للتخفيف من ضغوطات الحياة تماماً كالكبار، والهواية هي منفذ لروح الطفل يظهر من خلالها ملامح شخصيته ورغباته، ومن الظلم حرمان الطفل من ممارسة هواية تحت أي اعتبار . بشرى المصري
http://www.albaath.news.sy/user/?id=1195&a=106922