قد هامَ قلبي في رُبا اليمنِ سكرانُ حُبّاً في هوى عدنِ
في حجةٍ يشكو صبابته يا شوقهُ والشوقُ أسقمني
وحنينه يسري إلى صنعا وكلّ ما فيها من المُدنِ
شاميةُ إن قيلَ مولدكِ يمنيةٌ حتى الهوى يمني
ياياسمينُ الشامِ ياأرَجاً وهواهُ ممزوجٌ مع المُزنِ
غنّي لها لحني على وترٍ أنشودةً للحبِّ تُطربني
محبوبتي دونَ البلادِ غدت غازلتها بالسرِّ والعلَنِ
ووهبتها قلبي فما بَرِحتْ روحي ثراها إنها وطني
بل إنها للعقلِّ جُنَتهُ حوريةً بجمالها الحَسنِ
يشدوا فؤادي بسحر آسرتي والحرفُ مني لا يُطاوعني
فاحَ البخور بمدحها ولِهاً لرياضها حمّلتهُ شجني
وحمامةُ الفيحاءِ قد صَدَحتْ ناحت بشوقٍ كي تُذكرني
عن حبِّ من في الروحِ أُسكنها ربي وقاها ثورةَ الفتَنِ
يا بلبلاً شادٍ على غصني بمدامعي غنّي لها غنّي
واملأ بصوتك واحتي نغماً بالفجرِ إن غردتَ واذكرني
فالقلبُ هامَ بحبها وشدا ليتَ الزمانُ إليها أعتقني
يا لائمي في حبّ غاليتي كفَّ الملامَ فلن تُغيرني
هيَ أصلُ كلّ العُرْبِ يا علما قد رفَّ خفّاقاً مدى الزمنِ
تاريخها القرآنُ يذكرهُ سبأ وفيها الهدهد الفَطِنِ
أرضٌ بها بلقيسُ قد سجدت للهِ واستغنت عن الوثنِ
ودعا لها المحمودُ يمدحها باركِ إلهي الشام كاليمنِ
صلّوا عليهِ وسلّموا أبداً ما شعَّ نورٌ في مدى الكونِ
بقلم/فاتن علي حلاق ياسمين الشام