إلى صديقِ الصِّبا

ذِكراكَ تعبقُ يا شَرِيفُ ، يا أيُّها الْبَرُّ الْعَفِيفُ
تَنْأى وَ تَحْفَظُكَ القُلُوبُ وَ يُرْفَعُ الْقَدْرُ الْمُنِيفُ
حَتَّامَ نَسْألُكَ اللقاءَ بِنا و تَمْنَعُكَ الظُّرُوفُ ؟
بُورِكتَ تَشْغلُكَ التُّقى وَ الذِّكْرُ وَ الْهَدْيُ الشَّرِيفُ
الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ فَبُورِكَ الأَرَبُ الْحَصِيفُ
رَاجَعْتُ أيَّامَ الصِّبا ، فَتَهَلَّلَ الْبَالُ الْكَسِيفُ
أيَّامَ يَجْمَعُنا النَّقاءُ وَ ظِلُّ حارَتِنا الْوَرِيفُ
كانتْ كَرَوْضٍ مُؤْنِقٍ رَقَّ النَّسِيمُ بِهِ اللَّطِيفُ
آهَاتُ "حمدي" أينَهُنَّ وَ ذلكَ السَّمَرُ الْخَفِيفُ ؟
وَ الشَّدْوُ مِنْ "عَوَّادِهِ" يَشْكُو الْحَنِينَ وَ مَا يَحِيفُ
بَاحَ الشَّجِيُّ بِسِرِّهِ وَ الليْلُ يَسْمَعُ وَ الرَّصِيفُ
أيَّامَ تَكْفِينا الْحَصِيرَةُ وَ النَّوَاشِفُ وَ الرَّغِيْفُ
أَ ذَكَرْتَ مَشْهَدَنا الْجَمِيلَ وَ الِابْتِداعَ وَ مَا يُضِيفُ ؟
ذاكَ التُّرَابيَّ الأنِيقَ وَ حَوْلَنَا الْجَمْعُ اللفِيفُ
غِبْنا فَغَابَ الْمُلْهَمَانِ وَ حِسُّ مَلْعَبِنَا الرَّهِيْفُ
نَتَنَاقَلُ الْكُرَةَ الْجَمِيلَةَ كَالْخَيَالِ إذا يَطِيفُ
وَ نُحَبِّذُ اللِعْبَ النَّظِيفَ فحبَّذا اللِعْبُ النَّظِيفُ
أيَّامَ تَقْدُمُ أوَّلاً أبَداً فَيَأتَلِقُ الْوَصِيفُ
لَمْ أنْسَ عَهْدَ بَراءَةٍ حَتَّى أتى الْعهدُ الْمُخِيفُ
عَصْرٌ يَمُورُ بِأهْلِهِ وَ أذىً يُغَمَّ بِهِ الشَّفِيفُ
فَهَوى النُّفُوسِ مُقَدَّمٌ وَ الدَّمْعُ مِنْ رَشَدٍ ذَرِيفُ
يَتَهَافَتُونَ إلى مَنَابرِهِمْ فَكُلُّهُمُو عَرِيفُ
مَا الآنَ يُشْهَرُ كَالهُرَاءِ وَ فِي كِنَانَتِهِ الثَّقِيفُ
يا مَجْدُ أيْنَ طَريقَةٌ لِلْمَجْدِ تَالِدُها طَرِيفُ ؟
لَوْلا الْجُنوحُ لِغَيْرِهِ لَأعَزَّنا الدِّينُ الْحَنِيفُ

شعر
زياد بنجر