الحيزبون
استيقظ أهل القرية على إشراقة شمس ساطعة لصباح يوم غير اعتيادي,النسيم يحمل رائحة نقية على غير المعتاد.رقص قلب الجميع ... وفتحت أبواب القرية كلها ,وخرج أهل القرية بإتجاه واحد . كلما ازدادت أعدادهم كلما ازداد الهمس ماتت الحيزبون )اتجه الموكب نحو القصر الكبير . كانت الابواب مشرعة , ويقف على الباب الداخلي للقصر بعض من اقرباء الحيزبون مرسوم على وجوههم حزنا مصطنعا بينما تنطق اعينهم بالراحة والسعادة.تدافع الموكب نحو الداخل مرددين اكرام الميت دفنه )و تسارعت النساء تبحث عن الحيزبون المرمية على ارض المطبخ جثة هامدة تحمل بيدها قطعة لحم من اخر جثة بشرية كانت تنهشها , وقد ارتسم على وجهها الخوف والرعب الشديد.حاولت النساء حمل جثة الحيزبون من على الارض , ولكنهن عجزن عن رفعها... حاولن وحاولن لكن دون جدوى , إلى ان انتبهت احداهن الى قطعة اللحم التي كانت تمسكها بيدها. فتحت يد الحيزبون الملطخة بدماء بشرية مازالت حارة , واخرجت أخرى قطعت اللحم من يدها ووضعتها جانبا .ثم قامت النسوة بمحاولة أخيرة لحمل الحيزبون .رفعت الجثة بسهولة ووضعت على طاولة المطبخ وشرعت النساء بالغسل والتكفين .ارتأت احدى عجائز القرية بدفن قطعة اللحم مع الحيزبون فوضعت القطعة معهاعلى جانب النعش .حمل الموكب النعش متجهين نحو المدفن . كان النعش ثقيلا جدا خفف ثقله فرحة الجميع بموت الحيزبون . في المقبرة كان قبر الحيزبون محفورا. الجميع يعرف من حفر القبر ومن اعده .انزلت الحيزبون في القبر ثم لحقت بها قطعة اللحم البشرية , واستعد الرجال ليهيلوا التراب على الجثة .الا ان شيئا ما اوقف الجميع عن فعل هذا.جثة الحيزبون تنزلق في اعماق القبر . الارض كانت تبتلعا بهدوء شديد , الى ان اختفت جثتها . اما قطعة اللحم البشرية فقد كانت تتضاءل تدريجيا حتى اختفت تماما .هتف الجميع حسبنا الله ونعم الوكيل . وغادروا وتركوا قبرالحيزبون مفتوحا.