‫لِلحكاياتِ بَقيَّة
في تلكَ اللَيلَةِ
كانَت "غَزَّةُ" طِفلَةَ "غَزّةَ"، تَغزِلُ من صَدفِ الشاطئِ عِقداً
يُشبهُ قَمراً
يَسكُنُ مَهزوماً في عَينَيها..
حَدَّثّت الجَدّةُ، قالَت:
"يُحكى أنَّ الحورياتِ يَجئنَ متى غابَ القَمرُ،
لِيغزِلنَ عُقوداً مِن صَدفِ الشاطِئِ
يَسطَعُ نوراً قُدسيّاً في أعماقِ البَحر
يَكشِفُ عن أيِّ طعامٍ مَخبوءٍ فيه"
يا "غَزّةُ": إنَّ الصَدفَ الأبيضَ يَختَرِقُ حِصاراتِ الجوع..
الشاطِئُ مَرصودٌ
مَوبوءٌ بـ "مَناظيرَ" تُفتّشُ عَن أطفالٍ يَلتقطونَ الصَدَفَ عَن الشاطئِ
لا تَعبُر، من بين أظافِرِها، غَير الحُورياتِ المَسكوناتِ بِأصدافِ الشاطئ..
"غّزَّةُ" تبحَثُ عمَّن ينجدها.!
"غَزَّةُ" تَغزِلُ أيقونَةَ نَجدَتِها
تَنتَظِرُ الآتي مِن شَفَقِ البَحر
شَيخاً، يُشبِهُ والِدَها
يَأتي مُنتَصِراً..
ها قَد كَسرَ حِصارَ الجُوع
وَأتخَمَ بِالأسماكِ الشَبَكة..
يا "غَزَّةُ":
لو يَنفَلِقُ البحرُ بِمعجِزةٍ أُخرى كَي يَعبُرَ مِن فَجوَتِهِ المَظلومون.!
لو تَرجِعُ هذي الأرضُ لِتتّصِلَ، كَما كانت، مَع تِلك الأرض.!
كانَت هَذي الأرضُ مَلاذاً
وَمَقاماً
وَطعاماً
وَأماناً لِلآتينِ مِنَ البَحرِ حَديثاَ
وَالآتين مِنَ البَرِّ الغَربيّ قَديماً
جاءَ الحافِرُ يَختَطُّ قَناةً تَفصِلُ بينَ الأرضِ.. وَبينَ الأرض
صارَت، تِلكَ الأرضُ المَشطورَةُ "يومَ تَبوأتِ "النُخبَةُ" حُكمَ الأمصار"
في الخارٍطَةِ حُدوداً
وَغِلاظاً أقفالاً
أبواباً
وَرِجالاً بـِ "مَناظير"
تُفتِشُ "أيضاً" عَن أطفالٍ يَلتقِطونَ الصَدفَ عَن الشاطئ..
يا "غَزَّةُ":
كَنّا نَنتَظِرُ بُزوغَ النورِ مِن القَمرِ الساكِنِ سَقفَ الكَون
كَي نُبحِرَ لَلصَيد
كانَ أبوكِ الرُبّان..
صَيّاداً، لَم يَتَعلّم غَيرَ فُنونِ الصيد
لا يعرفُ كَيفَ يُداهِنُ ساداتِ الإِفك
لمْ يَجنح يَوماً لِولائِمِهم
لمْ يَكذِب
لَمْ يَظلم
لَمْ يَتسَوّل.
كانَ فَقيراً
لا يملك يَختاً أو بارِجةً
أو حتى لُعبةَ قُطنٍ،
أو كُرةً،
أو قِطعة حَلوى يُهديها لِلطفلَةِ "غزَّة"
هذا البَحرُ لَنا...
يَوماً يَملِكُنا
يَوماً نَملِكُهُ..
هذا القَمرُ لَنا..!
لكنَّ القَمرَ تَمرّّدَ أن يَبقى مِرآةً لِلشَمس
غَادرَ بُرجَ وَطَنهِ
غادَرَنا..
وَانصَبَّ على الكُثبانِ الصَفراء
يَبحثُ عَن شَمسٍ يَملِكُها
يا "غَزَّةُ:
يُحكى أنَّ الصَدَفَ كانَ يُحاكي لَونَ الأرض.
في لَيلَة قَمر،ٍ
جاءَت حورِياتُ البَحرِ
لَوَّنت الصَدفَ كَما لَونُ رَغيفٍ يَخرُجُ مِن قَلبِ التنّور
في تِلكَ اللَيلَةِ....
"عادَ القارِبُ يَحمِلُ أقفاصَ عِظامٍ
نَهَشت لَحمَتَها أسماكُ القِرش"
أمّا "غَزَّة".. طِفلَةُ "غَزَّةَ"
ما زالَت عِندَ الشاطِئ
تُشبِهُ حورِيَةَ بَحرٍ
تَغزِلُ "ما زالت" طَوقَاً مِن صَدفِ البَحر
تَنتَظِرُ أباها العالِق بينَ الـ مِنظارَين
يَنزِفُ قَهراً
جوعاً
صَبراَ
تَحمِلُ شَقوَتَهُ حورِياتُ البَحر
يَنتظِرُ، هُوَ الآخَرُ، أعمِدةً
أو قَمَراً يَأتي مِن أُفُقِ البَحر
والجَدّةُ، ما زالَت، تَروي لِلطِفلَةِ:
يُحكى أنَّ........ يُحكى أن..........
ع.ك
ـ