تحية لكل شاعر وشاعرة
عبد الرسول معله
إلى الذين صانوا شرف الكلمة ولم يبيعوها في
سوق التملق والاستجداء رغم الظروف القاسية
التي مروا بها ونأوا بأنفسهم عن منابر
الشهرة ووهج الأضواء .


أيا سابحاً في الشعر تـُزجي القوافيا
فنفثـُكَ سحّارٌ أما كنتَ داريا
تصوغُ من الألحانِ أعذبَ نغمةِ
وتفصحُ للأحبابِ ما كان خافيا
وتكتمُ همّـاً طالما بلهيبـِه
فرى كبداً حرّى ولم تلقَ شافيا
فكمْ ليلةٍ عانيتَ منها مضاضة ً
وكنتَ لنجم ِالليل ِفيها المناجيا
على رِسْلِها الأيامُ تمضي كئيبةً
وقلبُكَ بالأشعار ِيُحيي اللياليا
على بُعدِنا منا القلوبُ قريبةٌ
ومن حبِّنا الأيامُ عادتْ ثوانيا
نجودُ بما نمتارُ من حقل ِودِّنا
ونـُهدي من الإحساس ِما كان غاليا
أحبّاءُ صارَ الحبُّ فينا رسالةً
لننقذَ من بالحِقد قد ظلَّ غافيا

حنانيك يا ابنَ الشعر ِهلْ كُنتَ راضيا
بما ألقتِ الأيّامُ أو كنتَ شاكيا
ويا مُؤمناً بالشعر زِدْنا حَلاوةً
لِتجعلَ هذا القلبَ ريّانَ صافيا
فقلبُكَ مَسْرورٌ بكُلِّ جـِراحِهِ
وما زالَ نهرُ البَوْحِ بالحُبِّ جاريا
ترى بعذابِ النفس ِأجملَ راحةٍ
وليسَ بإنسان ٍإذا كانَ ساليا
تخطـّيْتَ قوماً قد أدالوا بمالِهم
وقلبُهم للآنَ ما زالَ صاديا
ونز ّهتَ قلباً كمْ عهدْنا بيانـَهُ
طريّاً يـُروّي الموجعاتِ البواكيا
سكنتَ قلوبَ الناسِ حُبّاً ورفعةً
وغيرُكَ يرجو نظرة ًخابَ راجيا

أيا قلبُ لا ألقاكَ إلا متيّماً
وعن دِيرة ِالمحبوبِ ما زلتَ نائيا
فكمْ رَجَفَتْ بالشكِّ فيَّ أضالـِعٌ
وكمْ غيرةٍ عَمْياءَ تفري فؤاديا
أسامِرُ وَحْدي الليلَ والشِعْرُ مُؤنسي
أهِمُّ وأسْتثني وأرجعُ خاليا
أخطُّ وأمحو ما اتخذتُ قرارَهُ
عسى ولعلَّ الشكَّ قد كان عاريا
وأملأ ُقلبي بالمَحبّةِ والوَفا
وإن كان غيري بالدَناءَة ِماشيا
فيا شعراءَ اليوم أحْيوا تراثـَنا
لعلَّ جميلَ الشعر يُحيي رجائيا
فلا يمتلي ذا القلبُ إلا محبةً
وعن كلِّ فحْشاءٍ أصونُ لسانيا

على رُغمِها تبقى النفوسُ كئيبةً
وإنْ أ ُرْضِعَتْ بالحُبِّ عادتْ غوانيا
وذقنا من الآلامِ ما لا نـطيقـُهُ
ولكنَّ نجمَ الصبر ِ قد ظلَّ عاليا
فكمْ فتَّ في الأحشاء نوحُ يتيمةٍ
وكم ثاكلٍ تبكي تزيدُ بكائيا
وكمْ هدَّ مني الظلمُ عوداً صليبة
ولكنني ما ازددْتُ إلا تفانيا
قلوبُهم بالحِقدِ تـُملى ضغائناً
وقلبي من الأحْقادِ قد عاد خاليا
على ضغطِ حاجاتٍ وشدّةِ حالةٍ
بقيتُ أذودُ النفسَ عن كشفِ حاليا
ولي قلمٌ لو شئتُ كان لعابُهُ
سيولاً من الدولار تمشي ورائيا
ولكنها نفسي رفضتُ أبيعُها
فما كنتُ مداحاً ولا كنتُ هاجيا
فكيف لحبَّ الناس تبغي وسيلةً
وقد عرفوا بالأمس كم كنت َقاسيا
وكم رفعتْ تلكَ المنابرُ شاعراً
وعادَ بهذا اليوم يجني المخازيا
فها أنا بين الناسِ أمشي مملـّكاً
رعايايَ طيبُ القلب والحبُّ ماليا