بسم الله الرحمن الرحيم
القصيدة ذات الشطرين في كل مخمسة هي لوالدي د.خالد الرميضي _ حفظه الله وأدامه _ وكان قد كتبها في آخر ليالي الغربة قبيل مناقشة رسالته
في جامعة مانشيستر (Manhester) في المملكة المتحدة بريطانيا..وكتبها عام 1999 ثم أتيت أنا لأخمسها بعام 2011 وأحببت أن أشرككم بقراءتها...


وسأختار مقطعا من قصيدة والدي بدايةً حيث يقول:_

أشْكو إِلَى اللهِ لا أَشْكُو إلَى النَّاسِ
هُمُومَ صَبٍّ أَشَابَتْ مَفـرِقَ الرَّاسِ
حَبَسْتُهَا فَإِذَا كَالنَّارِ فِي كَبِــدِي
لَفَظْتُهَا حِمَمَاً مِنْ حَرِّ أَنْـفـاســي
كَتَبْتُهَا مِنْ صَمِيمِ القَلْبِ يَعْزِفُـهـا
شَدْوِي وَشِعْرِي وَأَشْجَانِي وَإِحْسَاسِي
بِأَحْرُفٍ مِنْ مِدَادِ الحُزْنِ نَازِفَــةٍ
يَنُحْنَ فِي مَأْتَمٍ مِنْ فَوْقِ كُــرَّاسـي
شَرِبْتُ فِي غَايَتِي مُرَّ الحَيَاةِ وَمـا
شَكَوْتُ حَتَّى اشْتَكَى مِنْ مُرِّهَا كَاسـي

...

أما أنا فأقول:_



إِنِّي إِذا فَاضَ مِنْ فَرْطِ الجَوَى كَاسِي
وَإِنْ تَــجَــاوَزَ مَــابِــي كُــــلَّ مِـقْـيَـاسِـي
وَفِـي سَقَامِـيَ حَـارَ الـطِّـبُّ و الآسِــي
أشْكـو إِلَـى اللهِ لا أَشْكُـو إلَـى النَّـاسِهُـمُـومَ صَــبٍّ أَشَـابَـتْ مَـفـرِقَ الــرَّاسِ
تَزَاحَمَـتْ بِـي وَمَـا جَـاءَتْ عَلَـى وَعَــد
وَأَشْعَلَـتْـنِـيَ حَــتَّــى أَنْـحَـلَــتْ جَــسَــدِي
وَحَارَبَتْـنِـيَ وَاسْتَـشْـرَتْ فَـمَــا جَـلَــدَي!
حَبَسْـتُـهَـا فَـــإِذَا كَـالـنَّـارِ فِـــي كَــبِــدِيلَفَظْـتُـهَـا حِـمَـمَـاً مِـــنْ حَـــرِّ أَنْـفـاســي
كَـأَنَّـهَــا إِذْ أَتَـتْـنِــي لَــيْـــسَ يَـصْـرِفُـهَــا
إِلا مَــعِــيــنُ قَــــــوَافٍ بِــــــتُّ أَغْــرِفُــهَــا
مِـنْ مَنْـبَـعِ الـحُـزْنِ أَفْـكَـارِي تُصَفِّفُـهـا
كَتَبْتُـهَـا مِــنْ صَمِـيـمِ الـقَـلْـبِ يَعْـزِفُـهـاشَدْوِي وَشِعْرِي وَأَشْجَانِـي وَإِحْسَاسِـي
تَـلْـحِـيـنَ رُوحِ مِــــنَ الأَحْــــزَانِ تَـالِـفَــةٍ
عَـلَــى مَـقَــامِ الـصَّـبَــا بِــــالآهِ عَــازِفَــةٍ
قَــصِــيــدَةً كَــأَنِــيــنِ الـــنَّــــايِ ذَارِفَـــــــةٍ
بِـأَحْــرُفٍ مِـــنْ مِـــدَادِ الـحُــزْنِ نَــازِفَــةٍيَنُحْـنَ فِــي مَـأْتَـمٍ مِــنْ فَــوْقِ كُـرَّاسـي
كَـأَنَّــمَــا كُـــــلُّ سَــطْـــرٍ نَـــــوْحُ خَــائِـــرَةٍ
ثَـكْـلَـى تَـصِـيـحُ جَـــوَىً بِـــالآَهِ سَــائِــرَةٍ
بِـدَمْـعَـةٍ فَـــوْقَ تِـلْــكَ الــهُــدْبِ حَــائِــرَةٍ
مِــن وَحْــدَةٍ فِــي بِــلَادِ الـغَـرْبِ جَـائــرَةٍفَتَّتْ فُـؤَادِي وَمَـا أَبْقَـتْ عَلَـى ساسـي
فَخَلَّـفَـتْـنِـي وَنَـفْـسِــي جِـــــدُّ ضَـاحِــيَــةٍ
لِـــلَــــذَّةٍ بَـــعْــــدَ ذَاكَ الـــهَــــمِّ مَــاحِــيَـــةٍ
حُـزْنِــي لِـتُـخْـرِسَ عَـنِّــي كُـــلَّ لاحِـيَــةٍ
وَلَـــوْعَـــةٍ لَازَمَــتْــنِـــي كُـــــــلَّ نَــاحِــيَـــةٍلِغَـايَـتِـي صَـارَتــا صَـحْـبِـي وَجُـلَّاســي
وَدَأْب مِــثْــلِــيَ لـلـعَـلْـيَــاءِ إِنْ عَـــزَمَــــا
يُصَـيِّـرُ الـعَـزْمَ أَرْضــاً وَالمَسِـيِـرَ سَـمَـا
وَمِــنْ عُـلُـوِّي عَـلَـى الأَمْـجَـادِ مُتَّسِـمَـا
شَرِبْـتُ فِـي غَايَتِـي مُــرَّ الحَـيَـاةِ وَمــاشَكَوْتُ حَتَّى اشْتَكَى مِنْ مُرِّهَا كَاسي
مَـهْــمَــا تَـعَـاقَـبَــتِ الآَفَـــــاتُ نَـاصِــبَــةً
شِبَـاكَـهَـا فِـــي طَـرِيـقِـي أَوْ مُشَـاغِـبَـةً
فَلَيْسَـتِ النَّفْـسُ غَـيْـرَ المَـجْـدِ طَالـبَـةً
إِلَــى المَعَـالِـي تَـتُـوقُ النَّـفْـسُ رَاغِـبَـةًكَالَطَّـوْدِ دَوْمَــاً تَـرَانِـي شَامِـخـاً رَاســي
فَمِـنْ رَضَـاعِ العُـلَا قَلْبِـي قَــدِ انْفَطَـمَـا
وَالـمَـجْــدُ أَدَّبِــــه حَــتَّــى عَـلَــيْــهِ نَــمَـــا
وَبِـالـشُّـمُـوخِ أَتَــــمَّ الـنُّـضْــجَ وَالـحُـلُـمَـا
لله دَرِّي قَـضَـيْـتُ الـعُـمْـرَ أَحْــمِــلُ مَــــاقَاسَـى الرِّجَـالُ مِـن التَّبْـرِيـحِ وَالـبـاسِ
فَكَـمْ جَلَبْـتُ إِلَـى وَجْــهِ المَـسَـاءِ سَـنَـا
وَمَــا جَنَـيْـتُ وَ لـكــنَّ الـسُّـهَـادَ جَـنَــى
وََلا أَنِـيــسٌ يُسَـلِّـيـنِـي سِــــوَايَ أَنَــــا
سَبْـعُـونَ شَـهْـراً تَـتَـالَـتْ كُـلُّـهَـا حَـزَنــالَا وَصْــلَ فِيـهَـا وَلَا أَهْـلِـي وَلَا نَـاسِـي
وَكَمْ يُهَيِّـضُ نَـوْحُ الـوُرْقِ لِـي شَجَنـا
مَتَـى يُرَجِّعْـنَ فِـي جُنْـحِ المَـسَـا لَحَـنَـا
يُـذْكِـرْنَ قَلْـبِـيَ لَحْـظَـاتٍ مَـضَـيْـن لَـنَــا
بِالأَمْـسِ كُنَّـا وَشَمْـلُ الـدَّهْـرِ يَجْمَعُـنـاوَالـيَــوْمَ أَضْـــرِبُ أَخْـمَـاسـاً بِــأَسْــدَاس
يَــــا نَــفْــسُ أَرْزَاقُــنَــا رَبِّــــي يُقَـسِّـمـهـا
وَقَد دَنَى مِن هُمُومِـي مَـا سَيَحْسِمُهَـا
ونَشْـوَةُ المَـجْـدِ شَــعَّ الـنُّـورَ مَبْسَمُـهَـا
وَاليَـوْمَ مَالِـي سِـوَى الأَحْـزَانِ أَرْسُمُهُـاشِعْـرِاً وَيَبْقَـى العَنَـا فِـي دَرْبِ نِبْرَاسـي
وَدَمْعَـةُ الشِّعْـرِ لَيْـسَ السَّـعْـدُ يُهْرِقُـهَـا
تَبْقَـى مَـدَى الدَّهْـرِ لَا يُمْحَـى تَرَقْرُقُهَـا
إِذَا تَـــأَبَّـــى عَـــلَـــى قَــلْــبِــي تَـرَفُّــقُــهَــا
أَعَــلِّــلُ الـنَّـفْــسَ بِـالـذِّكْــرَى وَيُـحْـرِقُـهـاشَـوْقُ الأَحِـبَّـةِ فِــي تَلْهيِـبِـهِ القَـاسِـي
يَا لَيْتَ شِعْـرِيَ هَـلْ نَفْسِـي سَيُطْرِبُهَـا
مَــا كَــانَ ذِكْــرَاهُ فِــي أَمـسِـي يُعَـذِّبُـهَـا
وَنَلْتَـقِـي وَكُـــؤُوسُ الـوَصْــلِ نَشْـرَبُـهَـا
لَـيْـتَ اللَّيَـالِـي الَّـتِــي مَـازِلْــتُ أَرْقُـبُـهـاتَمْضِي سَرِيعَـاً وَتُنْهِـي كُـلَّ مَـا آسِـي
لَئِـنْ سَعُـدْتُ وَرُوحِــي لِلْهَـنَـا عَـرَجَـتْ
وَمَـن تَوَارِيـخِ عُمْـرِي غُصَّتِـي خَرَجَـتْ
وَأَقْـبَـلَـتْ فَـرْحَـتِــي وَالأَزْمَــــةُ انْـفَـرَجَــتْ
فَلَسْتُ لَـو يَنْقَضِـي هَمِّـي وَإِنْ دَرَجَـتْنَفْسِي عَلَـى بَسْمَـةٍ مِـنْ بَعْـدِهِ نَاسِـي


</B></I>

توقيع سالم الرميضي