حكاية التخيلات عن صاحب قيامة الأموات 1-

عن على بن حسن أحد رجال حاشية محمد بن برزكك أميد قال : أمرنى مولانا محمد أن أذهب بولده الأكبر الحسن الثانى لمكتب تحفيظ القرآن وهو فى سن الرابعة وعهد إلى أن أتابع الحسن فى تحصيله للعلم حسبما ورثناه عن علمائنا وسادتنا رضى الله عنهم وكان الحسن رغم صغر سنه نبيها لماحا يحسن الإجابة إذا سأله شيخ المكتب ومن ذلك أن الشيخ سأله :من هو إلهنا الذى نعبده ونطيعه ؟فأجاب إلهنا هو إله محمد(ص)فسأله ماذا تقول فى الله واحد أم كثير ؟فأجاب إلهى الله هو إله محمد(ص)فسأله ماذا تقول فى الله عالم أم لا ؟فرد إلهى هو إله محمد(ص)فسأله ماذا تقول فى الله قادر أم لا؟فرد إلهى إله محمد"هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "وبعد أن أجاب قال للشيخ هذا هو ما علمتمونا إياه حسبما أمركم الحسن بن الصباح ولكنى لا أجيب عليك بنفس الإجابات ولو سألتنى عما أقول من عند نفسى فهز الشيخ رأسه يمينا ويسارا :أتريد أن تقع فى أخطاء فى ذات الله؟لا يا ولدى لقد أمرنا الحسن بهذا حتى يبعدنا عن الوقوع فى أخطاء فى ذات الله سبحانه وتعالى فقال له الحسن كلام الحسن غير ملزم لى وإنما الملزم لى هو كلام الله فإذا قلت لى الله واحد أم كثير أقول الله واحد لأنه قال "قل هو الله أحد "وإذا قلت لى الله عالم أم لا ؟قلت الله عالم لأنه قال "وكان الله عليما حكيما "وإذا قلت الله قادر أم لا أقول إنه قادر لأنه قال "إنه على كل شىء قدير "والسبب فى إلتزامى بقول الله هو أننى لو لم ألتزم به لكنت مكذبا به وأما الحسن فرجل وكل منا رجل ولكل واحد منا أسلوب وطريق فى العمل فقال الشيخ مبتسما ذلك تقدير العزيز العليم

. 2- عن عمير أحد فتيان الحسن قال حدثنى الحسن فقال : وأنا فى بداية سن البلوغ اصطحبنى صديقى على السلامى لبيتهم ذات مرة وعندما استقر بنا المجلس دخلت علينا فتاة بيضاء البشرة متوردة الوجه وقد كانت سافرة الوجه تحمل صينية عليها الطعام فخفق قلبى بشدة واضطربت ثم تمالكت نفسى بعد انصراف الفتاة وقلت لعلى من هذه ؟قال على هذه أختى الصغرى فاطمة فقلت وكيف تسمح لها أن تدخل علينا وهى سافرة الوجه؟فضحك على وقال كما سمح سيدنا إبراهيم(ص)لزوجته أن تصك وجهها أمام الضيوف وفى هذا قال تعالى "وأقبلت امرأته فى صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم "وسمح لها أيضا أن تضحك أمامهم وفى هذا قال تعالى "وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب "وعند هذا دخلت فاطمة تحمل بقية الطعام فقالت يا صديق أخى إن الله قال لنبيه(ص)"لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن "ولو كانت المرأة مغطاة الوجه أيضا فهذا معناه أنها مجهولة والحسن لا يعرف إلا بالكشف فلو أنك غطيت نفسك تماما فكيف أعرف أنك جميل ؟فقال على لو فكرت جيدا فى أحكام الشريعة لعرفت أنها تقيم المعاملات جميعا على كشف الأطراف المسلمة لبعضها وذلك حتى لا تحدث احتيالات والأمثلة كثيرة فى معاملة المرأة والمرأة المغطاة قد يزوجك أبوها أختها وأنت لا تدرى لأنك لا تعرف وجهها والمرأة المغطاة قد تسبك فى الشارع وتشتمك فإذا ذهبت للقاضى فسيحكم ببراءتها لأنك لم تعرف وجهها مع إدعاءها بوجود نساء أخريات يلبسن نفس اللباس وقالت فاطمة وانظر لقوله تعالى "وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "عند هذا قاطعتها وماذا فى هذه الآية ؟فأجابت قائلة انظر لقوله "أو لامستم النساء"ستجد أن تلامس جلد الرجل بجلد المرأة يوجب الوضوء مما يعنى أن جزء من جلد أجسامهم مكشوف فقلت ولكن المس هنا بمعنى الجماع فضحكت وقالت لو كان بمعنى الجماع لكان الواجب هو الغسل وقد ذكر الله الجماع فقال "وإن كنتم جنبا فاطهروا "فى الأول وأما قوله "أو لامستم النساء"فذكر أخرا مع أسباب الوضوء قلت وأنا أمعن النظر فيها كلام صحيح فقال على وهو ينظر لى بصوت خفيض غض بصرك فابتسمت وقلت لقد ذهبت نفسى خلفها وعند هذا قال على لفاطمة انصرفى فأطاعت الأمر وانصرفت وظللت أتابعها بنظرى حتى غابت عن عينى .

3-قال بهمان أحد قادة جيوش الحسن : قال لى الحسن :منذ أن أحببت فاطمة أصبحت أحرص على زيارة على السلامى كلما أمكننى ذلك ولم يكن سبب الزيارة هو مقابلة على للحديث معه وإنما السبب هو شوقى لرؤية فاطمة الذى كان يلح على باستمرار وفى مرة كتبت رقعة وأعطيتها لها ولم يكن على بالبيت قلت فيها : السمع ينتظر فى شغف سلامك ،والعين تهفو إلى رؤياك ،والقلب يتمنى لو أننا تواصلنا فحادثت بالحب عيناى عيناك ،وذاقت أسماعنا حلو الحديث وجمع الله بيننا يوم الإمتلاك يوم أن نعقد العرى الوثيق حيث نسهو عن كل الآلام التى قابلتنا فى يم الحياة ونلقيها خلفنا بقلة حراك ،وكتبت لها مرة فقلت : ما لذكرك يلح على فى الخطاب إذا جلست أو رقدت أو وقفت بالباب ،ألهفة إليك تلح فى الذهاب والإياب ،تلهفت لرؤياك تسيرين بالحجاب ،تلهفت لعينيك وليس لتحت الجلباب فما فكرت فى جسمك ولا وسوس لى بالالتهاب ولا فكرت فى حمرة شفتيك بالإقتراب ولا تورد خديك ولا شغفت بالرضاب إنما هو الخلق ذكرت فذكرنى بالغياب وكتبت لها مرة ثالثة فكان مما قلت فى رسالتى لها : حبيبى أنقذنى من البعاد سبب الإحراق ،اشتقت لك فأبرد فى قلبى نار الأشواق ،فسر لى كيف تبرد نار حبك فى الأعماق قل لى كيف تشفينى من نار الفراق قل لى كيف الوصال بيننا بتأنى وإرفاق هل بلقاك أم برقعة أم بهاتف أم بالسباق كلا لا هذا ولا ذاك يشفينى فهم ليسوا بترياق الترياق أن نكون قرينان معا فى كل الآفاق وكان ردها فى كل مرة واحدا يحكم الله بينى وبينك ولا تعد إلى الكتابة لى مرة أخرى وكلما ازدادت بعدا كلما ازددت أنا إليها قربا وكأنما ليس فى الدنيا غيرها.

4-عن محمود المروزى عن على السلامى قال : خرجت أنا والحسن مرة إلى حديقة من الحدائق على ظهور الخيل وعندما تعبنا جلسنا تحت ظل شجرة وارفة فبدرنى الحسن قائلا :سمعت فاطمة تقول لك مرة أن معاوية بن أبى سفيان أسطورة من الأساطير فهل وضحت لى الأمر بجلاء ؟فابتسمت وقلت لا تخف لسنا من آل أمية فنظر الحسن لى بغضب وقال أتظن أنى أجهل ذلك؟فقلت ضاحكا له إنها أسطورة وخرافة فقال متعجبا وهل أصبح الناس منذ عهدهم يكذبون فى نقل ما حدث هذا لا يعقل أبدا فابتسمت وقلت وهل أصبح الناس منذ عهد المسيح(ص)يصدقون فى أن المسيح(ص)هو الله أو ابن الله ؟إن التواتر لا يفيد الصدق فقد يتفق الكفار على تأليف حكايات لإضلال المسلمين وهو ما حدث بالضبط فقال هل تعنى أن التواتر لا يفيد الصدق دوما ؟قلت لا ولكن التواتر يفيد الصدق كما يفيد الكذب والذى يدلنا على صدقه هو تطابقه مع القرآن فقال الحسن وهو جاد فسر لى الأمر فأجبت إن الدولة الإسلامية لا تتحول لكافرة فى عهد صحابة أى رسول وإنما تتحول فى عهد خلف الصحابة وهم من بعدهم بقليل أو بكثير وهذا يعنى أن المذكور فى الحكايات وهو أن معاوية حول الدولة الإسلامية لكافرة فى عهد الصحابة أنفسهم كذب وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "فقال هذا كلام معقول فقلت الصحابة لو تركوا معاوية يتولى الخلافة دون حربه لكانوا كلهم كفرة ولو سلمنا أن بعضهم كفر فإننا لا نسلم أن الباقين تركوه لمعرفتهم أن نصيب من يركن للظالم هو النار وفى هذا قال الله بسورة هود"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار "فقال الحسن وماذا أيضا ؟فقلت نسى المؤلفون للحكايات أن هناك نص يمنع تولى معاوية الخلافة وغيرها وهو قوله بسورة الحديد "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا "فهذا النص يثبت أن المهاجرين والأنصار ومن أسلم وجاهد قبل فتح مكة هم أولى الناس بما يسمى المناصب لأن الله ساوى بين المجاهدين وهم المقاتلين فى الجزاء الأخروى فقال بسورة النساء "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى "فهم هنا كلهم فى درجة واحدة فى الجنة وهى الحسنى بينما القاعدون فى الدرجة الثانية بينما معاوية أسلم بعد الفتح ولا يمكن أن يتولى من هو أقل درجة عند الله على من هو أعظم فقال الحسن صدقت فالأعظم هو الأحق بالخلافة .

5-عن زيد بن عثمان زوج فاطمة عن فاطمة قالت : فى إحدى زيارات الحسن لنا حدث أن انصرف الحسن للحديث عن معاوية ولم يكن غرضه أن يعرف شىء عن معاوية وإنما كان يريد سماع صوتى أطول فترة ممكنة وتجاهل الحسن وجود أخى على وقال لى سمعتك تتحدثين عن معاوية وتقولين أن حكايته خرافة فنظرت لعلى فأشار بعينيه أن تكلمى فقلت :ابتدت الحكاية بإدعاء معاوية أنه ولى دم عثمان ومعاوية لم يدع هذا لأن عثمان له أولياء دم هم أولاده ومنهم أبان ومن المعلوم أن ولى الدم هو أقرب الأقارب للمقتول مصداق لقوله تعالى "ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا "ووجود الإبن يمنع الأخرين من ولاية الدم وكذلك وجود أقارب أقرب لعثمان من معاوية وبعد هذا قال على أن ولى الدم فى الإسلام هو الوارث أى من يرث المقتول وفى الخرافة معاوية ليس وريثا بأى حال لعثمان ولم يكن الحسن مهتما بما نقول أبدا وإنما كان نظره موجها إلى وأنا جالسة على مبعدة منه حتى أن على قال له انتبه إلى ولكنه لإستغراقه فى التفكير فى لم يستجب لعلى حتى هزه فقال ماذا حدث فضحكت أنا وعلى وقال على كنا نتكلم عن معاوية فهز الحسن رأسه وقال وماذا قلتم عنه ؟فسكت فقال على أنت لم تكن معنا مع أنك أنت الذى طلبت الحديث عن معاوية برغبة فقال الحسن لقد انشغلت عنكم فى موضوع أخر.

6- قالت ورد شاه أخبرتنى ياسمين جارية الحسن فقالت : عهدوا إلى فى القصر أن أقوم بخدمة ولى العهد الحسن مع مجموعة من الجوارى اخترتهن بنفسى وحرصت على أن يكن من بنات قومى وفى بداية الأمر لم أكن أفكر فى الإستيلاء على قلب الحسن وإنما كان همى أن أرضيه بكل الوسائل المتاحة أمامى ولكن بمرور الأيام اتضح لى أنه يحب فتاة لا أدرى من هى كما اتضح لى أن الفتاة لا ترغبه كزوج ومن ثم كان مهموما مغموما بسبب هذا حتى أنه كان يهمل الأكل والقراءة ويكثر من الرقود على السرير مطلقا لخياله العنان فى هذا الحب وعند هذا فكرت فقلت لنفسى إن الحسن ضعيف بدليل انشغاله بفتاة أنسته مكانته كولى للعهد وإذا كان هكذا فإن امرأة أخرى لابد أن تحل مكانها فلما لا أكون أنا ولو نجحت فى مسعاى لانتقمت لقومى انتقاما لا تنتقمه الجيوش ومن أجل هذا بدأت العمل بالدخول المتكرر على الحسن وأنا فى قمة زينتى كاشفة بعض مفاتنى ولكنه ظل مدة تعد بالشهور معرض عنى لا ينظر إلى ومع ذلك لم أيأس منه وغيرت من خطتى للإكثار من الكلام معه حتى أصرف قلبه عن التفكير فى الفتاة وبالفعل بدأ تدريجيا ينصرف عن ذلك ولم أشأ أن أقدم نفسى بنفسى له ولكنى بدأت أتفنن لكى يطلب منى ذلك فكنت أطعمه بيدى وأسقيه بيدى وحتى إنتقاء الملابس كنت أفعله وألبسه الحذاء أو الخف وكنت أحرص على توديعه كلما خرج وأنا أكون فى مقدمة مستقبليه عندما يعود وكنت أحرص على أن يكون أخر وجه يراه عند النوم وأول وجه يراه عند الصحو وكنت أحرص عند دخولى عليه عند نومه أن أكون متزينة متعطرة كاشفة لصدرى وشعرى وقد أثمر ذلك ثمرته فكانت أول مرة مسكه لشعرى وتمريره يده عليه وقد تركته وجريت لأزيد شوقه إلى وفى المرة الثانية وضع يديه على كتفى وقال هل ستهربين كالبارحة ؟فقلت إذا كنت تريد حبى فسأعطيك إياه وأما إذا كنت تريد المتعة فستأخذها بلا حب فقال وهو يحتضننى وما الحب إلا إمتاع الحبيب ثم قبلنى وبتنا أول ليلة لنا.

7-قال على السلامى : ذهب الحسن معى لصديق لى يدعى عمر بن عبد الحق الهندى ولما استقر بنا المجلس ابتدر عمر الحديث قائلا :إن دولتكم قائمة على الخرافات يا ولى العهد فنظر له الحسن بتعجب وقال هل اتفقت معه فى الرأى ؟فقلت إنه ليس رأيا بشريا وإنما هو ما تدل عليه نصوص الوحى فهز رأسه وقال هيا اسمعونى ما عندكم فقال عمر خذ مثلا خرافة قتل الحسين بن على سنه 61 فتساءل الحسن وماذا جعلها خرافة ؟فأجاب عمر كما تقول الروايات أن فى عهد المزعوم يزيد عاش بعض الصحابة كعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير وابن عباس وسليمان بن صرد وطالما كان الصحابة موجودون فإن الدولة الإسلامية لا تتحول للكفر لأن التحول يحدث فى عهد خلفهم وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية أدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "والمهتدين والمجتبين هم الصحابة وفيهم قال تعالى بسورة المجادلة "رضى الله عنهم "وقلت أنا وبفرض حدوث وراثة يزيد للخلافة فإن الصحابة لابد أن يحاربوه ولابد أن ينتصروا مهما كانت قوة عدوهم لأنهم يحاربون بصفتهم جنود الله وفيهم قال تعالى بسورة الصافات "وإن جندنا لهم الغالبون "ولكن الحكايات تبين لنا عكس ذلك وهو انهزام جند الله وانتصار جند الشيطان وقال عمر إن الصحابة لا يمكن أن يقروا يزيد خليفة بسبب أنه ليس فقيها أى عالما بأحكام الإسلام زد أنه لا يجوز أن يتولى تابعى على صحابى مع وجود الصحابة العلماء المجاهدين وقلت والحسين نفسه- لو كان له وجود-لا يستحق الخلافة فى وجود الصحابة لأنه ليس مهاجرا ولا أنصاريا والخلافة هى حق المهاجرين والأنصار طالما كانوا علماء ومجاهدين لأنهم أعظم درجة ممن أمن بعد فتح مكة مصداق لقوله بسورة الحديد "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا "وضحك عمر وقال إن خروج الحسين للكوفة بالطريقة المروية فى الحكايات وهى أخذ النساء والأطفال والأقارب إنما هى طريقة إنسان مخبول لا يصلح لقيادة حرب فضلا عن قيادة المسلمين ومن ثم فالرواية كاذبة لأن أقل القواد يعرف أن أول قاعدة فى البحث عن قيادة الناس إنما هى الحذر والإحتياط وليس هناك أى نوع من الحذر فقد خرج أمام الناس وأعلن ذلك حتى أن هناك من نصحه بعدم الذهاب وتظهر لنا الحكايات أن الحسين قائد متهور فعندما بلغه نبأ تخاذل أهل الكوفة بمقتل مسلم بن عقيل لم يعد من حيث أتى أو يغير من وجهته وإنما ذهب للهلاك فقال الحسن وهل يغير الحال أن تكون الدولة قائمة على الخرافات أو لا تكون فقال عمر مجيبا لو قامت على الحقائق فهى دولة الحق ولو قامت على الخرافات فهى دولة باطل فاستشاط الحسن غضبا وقال لو لم تكونوا أصدقاء لى لأمرت بقتلكم فضحك عمر وقال على رسلك يا فتى فأنت هنا بين أيدينا وليس هناك من تأمره ولو كنت قائدا ناجحا لم تقل هذا أمامنا وإنما قلت زيدونى علما وخففوا من شدة قولكم وبعد هذا تأتى بجندك وتقتلنا فقلت مبتسما يا حسن نحن نقول ما علمنا من الحق ولو علمناه كله لحاربناكم حتى نقيمه ولكن الإسلام الحالى ليس سوى حق خلط بباطل فقال الحسن ماذا تعنون بذلك؟فقلت مجيبا هناك حقيقة واحدة هى أن الإسلام دين واحد لا يوجد لنص فيه سوى تفسير واحد صحيح ولكن الحادث الآن هو وجود تفسيرات عدة لكل نص وهذا ما جعل فى الدنيا إسلام أموى وإسلام عباسى وإسلام علوى وإسلام خارجى وإسلام معتزلى وغير ذلك فقال عمر نحن نبحث عن الحق فتساءل الحسن وكيف نصل للحق ؟فقلت نحن نحاول ولكننا نجهل الطريق فقال عمر اعتقد أن الطريق هو إنسانا ما فى مكان ما فى زمان ما سيعتزل الكل ليدرس النصوص ليعرف النصوص الإلهية من الشيطانية ثم يفسر النصوص الإلهية كما أراد الله وهذا الإنسان سيتأكد من سلامة عمله عن طريق رؤيا يرى فيها رسول الله (ص)حيث يقول له إنه وارث علم النبوة فقلت هذا احتمال راجح فقال الحسن هذه أضغاث أحلام فنحن نتخيل ونتصور وصول المنقذ المخلص لكى ينتشلنا ولكن لا وجود له .

8- قالت فاطمة السلامية : حضر الحسن ذات يوم لبيتنا وكنت أعمل على تقليم شجر الحديقة فألقى السلام فرددته بأحسن منه ثم وقف ينظر لى فترة من الزمن لا أدرى طالت أم قصرت وهو صامت فقلت له :على ليس هنا فقال أعلم هذا اسمعى يا فاطمة أريد أن أقول لك شيئا فنظرت للأرض وقد احمر وجهى من إحراجه وقلت له اسمع أنت رجل أعطاه الله الكثير ولكن كما يعطى يمنع وأنا مما منعك الله من العطايا فقال بتذلل أنا أحبك وأريد زواجك فلماذا تمانعين ؟فقلت لو كنت أتيت قبل مجيئك لبيتنا بسنة لكان قلبى لك ولكن أتى قبلك من شغل قلبى وتمكن منه ولا أستطيع إخلاف وعدى له فقال وهو يقترب منى ولكنك تستطيعين النسيان فقلت هذه الحقيقة ولكن أخبرنى ماذا يكون موقفك منى إذا علمت أنى أخلف الوعد هل ستقبل زوجة تحنث بوعودها ؟فقال مرة واحدة فى العمر لا تضر فابتسمت وقلت سبب إنهيار الدولة الإسلامية فى كل مرة هى ترك المسلمين عقاب إنسان على ذنبه مرة فصار ديدنهم ترك العقاب على عصيان أحكام الله وهكذا أنا إذا خالفت وعدى الأول فستكون هذه طبيعتى وأنا لا أقبل هذا فقال أنا كالأعشى الذى قال : علقتها عرضا وعلقت رجلا غيرى وعلق أخرى غيرها الرجل وعلقته فتاة ما يحاولهـــا من أهلها ميت يهذى به وهـل وعلقتنى أخيرى ما تلائمنى فاجتمع الحب حبا كله تبــل فكلنا مغرم يهذى بصاحبه دان وناء ومحبول ومحتبـــل فقلت أنت أخ لى فى الإسلام وهذا يكفى كل منا فقال لا يكفينى فقلت هل تظن أنى سعيدة لأنى خيبت ظنك فى ؟كلا فأنا حزينة ولكن فى الحب لا يستطيع الإنسان أن يرضى كل الناس ،المرأة تستطيع أن ترضى واحد فقط من الرجال وأما الرجل فالشرع أعطاه أن يرضى مثنى وثلاث ورباع فقال يحكم الله بيننا

9-عن سلامة بن محمود الأهوازى عن عمر بن عبد الحق قال : كنت أسير فى إحدى طرقات البلدة ليلا فسمعت خلفى وقع حوافر خيل تدب على الأرض ولما اقتربت الخيل رأيت الحسن تحيط به كوكبة من الفرسان فحييته فرد التحية وقال لى أنا الليلة فارغ القلب فهل لك أن تؤنس وحدتى ؟تساءلت كيف ولديك الكثيرون ممن يؤنسون وحدتك؟فقال أريد سماع شىء جديد فقد مللت من تكرار الكلام لتسمعنى كلامك عن الأساطير ثم أردفنى خلفه على الحصان إلى قصر له فى ناحية من البلدة ولما استقر بنا المجلس قدمت الجوارى أصناف كثيرة من الطعام فى أوانى وأوعية فاخرة ولما نلنا مأربنا من الطعام قلت له أحدثك عن أسطورة حدثت مرتين مرة فى عهد المزعوم يزيد بن معاوية ومرة فى عهد المزعوم مروان بن الحكم فضحك وقال هدم الكعبة فأجبت نعم فالأساطير تقول أن من هدموا الكعبة فى المرتين عاشوا دهرا طويلا بعد تدميرهم الكعبة ولم يتعرضوا للعقاب الإلهى فقال وماذا يكذب هذه الحكايات ؟فقلت يكذبها أن الله يعاقب كل من يحاول تدمير الكعبة أو يريد إرتكاب جريمة فيها فمثلا أصحاب الفيل أرادوا تدميرها فكان عقابهم أن رماهم الله بحجارة من سجيل تحملها الطير فهلكوا كلهم كما قال "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول "دليلنا ومثلا قريش لما طردت المهاجرين وأخرجتهم من ديارهم كان العقاب هو إتيان دخان من السماء عذبهم حتى دعوا الله أن يكشفه عنهم وفى هذا قال تعالى "فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون "فضحك الحسن وقال والسؤال الآن كيف نجت جيوش بنى أمية من أى عقاب فقلت لو زعمنا أن ابن الزبير كان على الباطل وكذا بنى أمية فإن ذلك لا يعنى أن الله يترك المجرم فى الحرم دون عقاب بدليل أن قريش كانوا على الباطل عندما جاء أصحاب الفيل الذين كانوا على الباطل أيضا فقال الحسن أصبت كبد الحقيقة فقلت إن منطق المنتصر هو كما قالت ملكة سبأ "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة "وهذا يعنى أن يسلب بنو أمية بنو هاشم كل ما يتعلق بالبيت الحرام بعد هذه المعركة ولكن الذى حدث هو أنهم تركوا مهام البيت لهم رغم قدرتهم على إبادتهم لكونهم الأقوى حسب الحكايات فضحك الحسن وقال أليس هذا جنونا ؟فقلت لقد توعد الله من يريد أى يقرر وليس من يعمل فقط الإلحاد وهو الظلم أيا كان نوعه بالعذاب الأليم فقال "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "فأين العذاب الذى حاق بكل من اشترك فى حرب الكعبة فى الحكايات ؟ لا يوجد فهل القرآن هو الكاذب؟كلا هو الصدق المبين وإن زعم المؤرخون والرواة غير هذا .

10-عن قبيحة إحدى صديقات ياسمين جارية الحسن قالت أخبرتنى ياسمين قالت : بعد أول ليلة قضيتها مع الحسن فى الفراش أصبحت عادتنا أن نجتمع فى الفراش ثلاث مرات فى اليوم الأولى وقت القيلولة والثانية وقت النوم بعد العشاء والثالثة قبل شروق الشمس ولما تيقنت أنه لا يقدر على البعد عن جماعى فى الفراش بدأت أدس الخمر فى الطعام حتى يتقبلها إذا عرضتها عليه فيما بعد وقد بدأت بكميات قليلة حرصت على أن تكون من الأصناف ذات الطعم الحلو ثم جعلت أزيد له فى الكمية يوميا يوما بعد يوم وكنت أخفى زجاجات الخمر فى مكان لا يعلم به أحد غيرى فى القصر كما كنت أحرص على ألا يرانى أحد وأنا آخذ منها أو أخفيها وبعد ذلك قدمت الخمر له على أنها عصير وصدق قولى وشرب وقد حرصت على ألا أزيد الكمية عن كأس يوميا فى الشهر الأول وبعد ذلك بدأت أزيد كأس أخرى ثم ثالثة ثم رابعة ورغم ذلك كنت أحرص على ألا أشربها حتى أتمكن من منعه من الخروج من الحجرة وهو سكران وذلك حتى لا يشم أقاربه خبرا بذلك ولقد عرف فيما بعد من نفسه أن ما أقدمه له هو الخمر فعاتبنى قائلا لو قلت لى أنها خمر لن أرفضها فلماذا كذبت على ؟قلت كنت أريد أن تنسى تلك الفتاة بأسرع وقت ممكن ولأنى لا أحب أن أراك حزينا مهموما لأنك كل شىء فى حياتى ،اقتنع بكلامى فقد كان شابا غضا فى الخامسة عشر من عمره لا يدرى ما أدبره له

11- عن حكيم مولى الحسن قال : كان مولاى الحسن رجلا جسيما تهابه العيون أبيض البشرة مستدير الوجه نجل العينين أقنى الأنف ضيق الفم بارز الوجنات لحيته كثيفة شعره طويل ناعم شعر حاجبيه كثيف بارز عضلات الصدر ضيق الخصر والبطن أطرافه متسقة العضلات طويلة الأصابع.

12- عن ميمون أحد حاشية الحسن قال : كان سيدى الحسن فى بدايته يمشى سريعا وهو غض البصر لا ينظر يمينا ولا يسارا ولا خلفا ثم غير مشيته فأصبح يمشى رافعا رأسه نافخا صدره مقيما عوده فلما ولى الأمر أصبح يمشى متخايلا متبخترا .

13- عن فهد الشيرازى أحد معلمى الحسن قال : كان الحسن وهو طفل تلميذ مجتهد يحب جدال معلميه فى كل صغيرة وكبيرة وكان كثير القراءة كثير الحضور لمجالس العلم مع أبيه وأقاربه فلما دخل فى سن البلوغ ازداد اهتماما بالعلم فكان يحفظ القرآن ويحفظ الكثير من نصوص الكتب المختلفة فى أصناف العلم وكان يشترك فى الحوار العلمى فى المساجد والمدارس ثم بعد هذا أصابه فتور فلم يعد يهتم بالقراءة ولم يعد يحضر مجالس العلم إلا إرضاء لوالده ثم أصابه بعد ذلك يأس من العلم فانقطع انقطاعا تاما عن الجدال والحوار والمجالس

14- قال قتادة بن محمد الدمشقى أحد حاشية الحسن : ذات يوم طلب الحسن منى إحضار الدواة والرقاع واليراع فأحضرتهم فأمرنى بالجلوس ثم قال لى اكتب ما أمليه عليك فقلت سمعا وطاعة وقال وهو يتكىء على الأريكة : إنه من الحسن بن محمد بن برزكك أميد وإنه بسم الله الرحمن الرحيم إلى أبو بكر بن محمود الواسطى سلام الله عليك وبعد :بلغنى من صديقى على السلامى أنك ألفت كتابا عن التحكيم بين على بن أبى طالب عليه السلام ومعاوية بن أبى سفيان وهو كتاب فريد فى بابه تظهر فيه الحق فى المسألة وأرجو أن ترسل لى نسخة من الكتاب وسيأتيك ثمنها مع الرسالة وأما إذا لم يكن لديك نسخة فخذ الثمن دون مقابل ولكن أرسل إلى ملخصا لما جاء فى كتابك فى المسألة والسلام

15- قال محمود بن عبد الله البخارى أحد رجال حاشية الحسن : أتت رسالة من شخص يدعى أبو بكر الواسطى إلى سيدى الحسن فدخلت إليه بها وقلت له يا مولاى جاءتك رسالة من شخص يسمى أبو بكر الواسطى وكان متكئا وقال فضها واقرأ لى ففتحت الرسالة وقلت :من أبى بكر الواسطى إلى ولى العهد الحسن بن محمد بن برزكك أميد سلام أما بعد :وصلنى خطابك ففرحت به وقدرت فيك الملك العالم ولكن للأسف لم أجد لك نسخة من الكتاب ولذا فسأعطيك ملخص له وهو :قيل إن على ومعاوية اتفقا على مبدأ التحكيم فاختار على أبا موسى الأشعرى حكما واختار معاوية عمرو بن العاص حكما وبالطبع اتفق الحكمان على رأى واحد وعند التنفيذ حدثت الخدعة المعروفة حيث خلع أبو موسى عليا ومعاوية معا بينما رفض عمرو خلع معاوية وهى حكاية مضحكة وكذبة كبرى لا أعرف كيف خالت على المسلمين كل هذه العصور وأسباب كونها كذبه هى : -أنها تخالف قوله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "فى أنها جعلت الحكام وهم المصلحين من الفريقين اللذين حدث بينهما القتال بينما المصلحين حسب قول الله هم الذين لم يشتركوا فى القتال وقطعا لم يكن الصحابة جهلة بالنص بهذه الطريقة المضحكة التى تجعل عليا الموصوف بأنه أقضى الناس من الصحابة لا يعرف كيفية التحكيم بين المتقاتلين من المسلمين -أننا لو سلمنا بصحة الوقائع- وهى لم تقع- فيما حدث بين على ومعاوية لعلمنا أنه لا يمكن لعلى أن يتفق مع معاوية على التحكيم إطلاقا لأن معاوية حسب الوقائع كافر وقتال الكافر واجب حتى قتله أو توبته عن الكفر مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فخلوا سبيلهم "وقوله أيضا "وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " أن الحكمين اتفقا على حكم واحد بعيد عن لب القضية والإصلاح بين الطائفتين لا يستلزم هذا الحكم وإنما يستلزم التالى : إصدار حكم فى قضية قتل عثمان –فيما لو كانت حدثت-وحكم على الطرف المدان البادىء بالعدوان بأن يتكفل بكل الديات وإصلاح ما أتلفته الحرب من أمواله الخاصة وحكم على الطرف المدان بالقتل إن ثبتت إدانته وإصدار قرار بإصلاح ما تلف من المبانى والمرافق العامة وبالطبع كل ذلك لم يصدر وإنما صدر قرار يعلم الصحابة أنه مخالف لقوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم "أى وحكمهم مشترك بينهم وهذا يعنى أن لكى يعزل على لابد من إشتراك كل المسلمين فى اتخاذ القرار سواء بالموافقة أو بالرفض ولكن الحكايات تبين لنا أن واحد أو اثنين يعزلان من وافقت عليه أكثرية الأمة وقطعا هذا يبين مدى جهل الصحابة بالشريعة وهم لم يكونوا جهلة وإنما الكاذبين من جعلوهم هكذا -أن من المضحكات فى الحكاية أن الفريق الثالث المفترض أن يقوم بعملية الإصلاح اعتزل الفريقين وتركهم يحاربون بعضهم البعض دون أن ينفذ قوله تعالى بسورة الحجرات "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "وأيضا قوله "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم "وبذلك كفرت الطائفة الثالثة لأنها لم تنفذ حكم الله بالإصلاح بين الطائفتين -أن من المضحكات التى ترتبت على هذه الحكاية حكاية أتحكمون الرجال كتاب الله أى حكاية الخوارج وقطعا لم تحدث هى الأخرى لأن المسلمين يعرفون أن الحكم هو الرجال فقد كان محمد(ص)رجلا والدليل قوله بسورة الأنبياء "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم "وكان ولاة الأمر الذين يحكمون رجالا مصداق لقوله بسورة النساء "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "ثم كيف يقول القوم هذا القول وهم يعلمون أن الوحى الذى يأتى عن طريق الوحى قد انقطع نهائيا بموت النبى(ص)أليس هذا جنونا ؟قطعا هذا لم يحدث فلم يكن هناك خوارج ، هذا ملخص ما جاء بكتابى وآمل إن شاء الله إن وجدت نسخة منه أن أرسلها إليك ولا أدرى كيف أشكرك على عطاءك المرسل ولكن حال لسانى العاجز يغنيك عن كلماتى والسلام ختام

16-قالت نرجس صديقة ياسمين أخبرتنى ياسمين فقالت : ذات ليلة وبعد أن نال الحسن منى حاجته ونلت تصنعت الصمت حتى يسألنى عما بى وبالفعل سأل ماذا هنالك ؟أجبت إنى خائفة من أن أصبح ذات يوم فلا أجد نفسى معك فتساءل كيف؟فقلت إنى جارية وقد تبيعنى سيدتى التى هى أمك فابتسم وقال سأطلب منها ألا تفعل أبدا فتصنعت الحزن بالنظر لأسفل وقلت له هذا لا يكفى فسألنى ولماذا لا يكفى ؟فأجبت لأن ما زال هناك خطرا أخر غير البيع فتساءل وما هو ؟فقلت الخطر هو أن يطلب أحد من سيدتى أن تزوجنى إياه فتوافق وبالتالى أبتعد عنك فاحتضننى بقوة من الخلف وقبلنى قبلات متتالية ثم قال اطمئنى هذا الجمال سيظل لى وحدى حتى يفرقنا الموت فاستدرت وأنا أرمى نفسى على صدره ثم قلت أعطنى الضمان على هذا فأبعدنى عن صدره وقال أتشكين فى قولى ؟فقلت معاذ الله ولكن حبى لك يدفعنى إلى أن أعبر عن مخاوفى وظنونى فى المستقبل المجهول عندى فقال فى الغد سأذهب لأمى وأطلب منها هبتك لى وسوف آخذ منها صك بالهبة فى حضور الشهود فابتسمت وقربت شفتى من شفتيه وقلت وسأكون لك الخادم المطيع كما كنت دوما ثم لصقت شفتى فى شفتيه وسقيته من الرضاب ما اشتهى وبعد أن حصل كل منا على المتعة قمنا فاغتسلنا وأفطرنا وبعد هذا قال لى الآن أنا ذاهب لجناح والدتى حتى أطلب منها هبتك فاسكنى وقرى عينى فاقتربت منه وقبلته فى شفتيه قبلة طويلة ثم قلت وفقك الله وحفظك يا حبيبى يا مولاى

17-أخبرنى يحيى الكابلى قال حدثنى الفضل العباسى قال حدثنى صباح أمين قصر الملك محمد بن برزكك أميد قال : ذهبت مع الملك ذات يوم لمسجد القصر وبعد أن صلينا العصر فيه استدعى الملك إمام المسجد وقال له من لا يأتى للصلاة من سكان القصر فى المسجد؟فقال الإمام الحمد لله كل السكان يصلون فى المسجد حسبما تسمح الظروف ولكن بعضهم يصلى خيفة ونفاقا فقال الملك من تقصد بالمنافقين ؟فقال الإمام يا مولاى إنهم بعض الجوارى والعبيد ممن قالوا أسلمنا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم فتنهد الملك وقال ليس لنا إلا الظاهر فظهرت على الإمام علامات الإضطراب والقلق فسأله الملك ماذا تريد أن تقول كأنى بك تقدم رجلا وتؤخر رجلا وتتحرج من أن تقول لى ما يقلقك فأغمض الإمام عينيه وقال ولى عهدك يا مولاى فتساءل الملك ماله؟فقال إنه لا يأتى المسجد إلا لماما فهو يأتى فى الأسبوع مرة أو اثنين ولا يزيد فقال الملك هذا لا يقلق ما دام يصلى خارج القصر أو فى حجرته فقال الإمام وهو يتكلم بصوت خفيض لقد جالست الشيوخ الذين يدرسون له وقالوا لى أنه لم يعد يحضر الدروس إلا نادرا فغضب الملك وقال ولماذا لم تخبرونى من قبل ؟فقال الإمام بهدوء ربما يكون اكتفى بقراءاته ومطالعاته فى المكتبة وربما فقاطعه الملك وربما ماذا فأجاب أخشى أن يكون قد انشغل بفتاة ما وكما تعلم فإن الصبى فى سنه عندما يتعلق بفتاة يشغف بها وينشغل عما سواها فقال الملك لو كان الأمر كذلك لطلب منى أن أخطبها له فهو لا يخجل من طلب شىء فقال الإمام ربما كانت الفتاة تحب إنسانا أخر ولهذا لم يتكلم


18-قالت دنانير الأصفهانية حدثتنى علية القمية أخبرتنى ياسمين فقالت : لما بلغنى حديث الملك مع إمام المسجد عن طريق عيونى فكرت فيما حدث وانتهيت لفكرة زواج الحسن بسرعة حتى نتخلص من رقابة والديه لذا عندما وصل بدرته قائلة بعد أن تناولنا الطعام معا :لابد أن تتزوج بأسرع ما يمكن فتعجب من قولى وقال المحب دوما يريد الإنفراد بحبيبه ولكنك تقولين الآن ما يضاد هذا فقلت عليك أن تختار عروسا وبسرعة على أن تكون ضعيفة الرأى مستكينة لا تقوى على رد حكمك فقال وهو ينظر لى أنا أحبك ولا أحب الآن أحد سواك فقلت ضاحكة أنا لك ما حييت ولكنى جارية هل تظن أن أبيك سيوافق على زواجك من جارية ؟قال النبى (ص)تزوج من الجوارى فلما لا أفعل مثله؟فهززت رأسى وقلت لأن أبيك ملك وسلطان والملك لا يحب أن يصاهر إلا الأكابر ملك وإن نزل فوزير أو قائد جيش وأما النبى (ص)فقد جاء ليساوى بين الناس ولم يكن يهمه رأى الناس فيما يفعل وأما الملوك فيهمهم ألا يسخر العامة منهم فقال وهو عابس الوجه أليس هناك مخرج لنا من هذا المأزق ؟قلت المخرج هو زواجك من فتاة بتلك المواصفات بشرط فتساءل وما الشرط ؟قلت الشرط هو أن تطلب من أبيك أن تسكن فى قصر مع عروسك وتنقلنى أنا والجوارى معى معك لهذا القصر بعيد عن رقابة والديك والحاشية حتى تستطيع أن تكون معنا على حريتك فابتسم وقال نعم الرأى رأيك فقلت إذا استدعاك الملك وسألك عما يشغلك عن الصلاة فى المسجد وعن حضور الدروس فقل له لقد أحببت فتاة أحبت فتى أخر ولم أعلم بهذا إلا قريبا والآن قد انصرفت عنها فإذا قال لك ما رأيك فى الزواج فقل له ما تأمرنى به سيطاع وعند الإختيار اختر أنت وعند ذلك احتضننى وقبلنى ولم يتركنى إلا بعد أن نال متعته

19- عن جعفر التبريزى عن دحمان مولى الملك محمد قال : استدعى السلطان محمد ولده الحسن فلما مثل بين يديه أجلسه فى مجلس أسفل من مجلسه ثم قال :يا حسن فرد :لبيك يا أبى فقال الملك بلغنى عنك أخبارا فاصدقنى أو كذبها فقال الحسن سأجيبك بصدق يا مولاى فسأله لقد انقطعت عن الصلاة إلا نادرا فتظاهر الحسن بالغضب وقال لم أنقطع عن الصلاة أبدا فى أى فرض فتساءل الملك هل هذا قول واضح ؟وضح فقال الحسن إنى أصلى أحيانا فى المسجد الملحق بالقصر وأحيانا فى حجرتى وأحيانا فى مساجد البلدة وكيف انقطع عن الصلاة وقد قيل فى مأثوراتنا بين المسلم وبين الكفر ترك الصلاة ؟فقال الملك مبتسما هذه واحدة فما قولك فى امتناعك عن حضور الدروس ؟فرد صدق من قال هذا فتساءل الملك ما شغلك عنها ؟فأجاب لقد أحببت فتاة وأردت زواجها فلما عبرت لها عن هذا رفضت العرض مبررة رفضها إياه بأنها أحبت قبلى إنسان ووعدته بالزواج منه وأنها لا تستطيع إخلاف الوعد وقالت أننى لو قبلتها كزوجة بعد إخلافها الوعد سأكون مغفلا لأن من يخون مرة يخون إلى الأبد ولا يبالى بذلك فابتسم الملك وقال فتاة عاقلة فقال الأب ما رأيك فى الزواج؟ عند هذا قال الحسن أنا الآن طوع أمرك فقام الوالد من المجلس واحتضنه وقال له نبحث لك عن عروس فقال الحسن سمعا وطاعة وأريد قصرا لى وللعروس نسكن فيه معا فضحك الملك وقال أنت ولى عهدى ووارث مجدى ولا أستطيع أن أرفض لك طلبا 20-أخبرنى أحمد بن الحسن الخفاف حدثنى حرب بن الوليد قال ابن أبى أسد حدثنا على السلامى قال : ماشيت الحسن يوما قبل زواجه فبدرنى بالحديث فقال : -أريد أن أطلب منك طلبا وأريد أن تحققه لى -عهدتنى أحقق لك ما ترضى وتحب عندما أقدر فما تريد -أنا أحب أختك وأريد الزواج منها -لقد سبق أن عرضت عليها ذلك ورفضت -حاول الضغط عليها حاول إقناعها حاول أن تبين لها أنها ستكون أميرة ستكون ملكة وأم ملوك -لقد مرت سنوات على ذلك ثلاث سنوات لقد اعتقدت كما اعتقدت أختى أنك قد نسيت ذلك -وهل أنا إلا كما قال القائل : يقولون فى الحلم أنى نسيتها وما نسيتها ولا أنساها ما بقيت ،أينسى المرء قطعة من قلبه وهو يريدها للحياة كل وقيت وكيف أنساها وأنا أناجى خيالها كل ليلة ما حييت على بعدها مع أنى أتمنى قربها لأنسى بعدها المقيت أرأيت يا صاح حبيبا ينسى عشقه على كثرة ما لقيت ؟ -وياسمين ؟ -لو لم ترفض فاطمة ما أحببت ياسمين وقلب الرجل يسع من النساء أكثر من واحدة -وقد وسع قلب فاطمة رجل واحد لا ترضى به بديلا حتى لو كان البديل ملك المستقبل -إنهم يريدون تزويجى فهل ترضى أن أتزوج بفتاة لا أريدها ؟ -لو أنك اخترت لأردت وكما لا أرضى لك ذلك فلا أرضى لأختى ما لا تريد -إنك تدفعنى لهوة سحيقة -فكر جيدا هناك اختلاف بينك وبين أختى فى المعتقد وهذا الإختلاف لو فكرت فيه لوجدت أن من الأفضل لك أن تبتعد عنها نهائيا -كيف ؟ -خذ مثلا مسألة وراثة الملك فأنت تؤمن بها وستطبقها وأما هى فلا تؤمن بذلك وإنما تؤمن أن الملك أن الحكم شركة أى شورى بين المسلمين كما قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم "وأنت تؤمن مثلا بأن لك الحق فى وطء الجوارى مهما كان العدد ولكنها لا تؤمن بذلك وتؤمن بأن الجارية لا يتم وطئها بالملك ولكن بالزواج لقوله تعالى بسورة النساء"ومن لم يستطع منكم أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف "فهنا للجارية أجر أى مهر ويجب إذن أهلها للزواج بها -لن يؤثر ذلك على علاقتنا -ستطلب منك أن ترد الملك لإختيار الناس وستطلب منك ترك القصر وبيعه وانفاق ماله على الخير وستطلب منك أن تحرر العبيد والإماء وستطلب منك صرف الخدم وستطلب منك أن تلبس ملابس من عملك خلاصة الأمر أنك لن تستطيع معها صبرا -هل كان الحلم هباء وماء تبدد فى الهواء هل كان الحلم هراء وصور رسمت على الماء هل كان الهوى فناء ولم يكن هو فى دماء هل كان هناك لقاء أم صعد خيالى للعلاء ؟ -لا تحسب نفسك الوحيد الذى منى بالفشل فى حبه فأنا مثلك فشلت عدة مرات وأقول بعدها ستنجح المرة القادمة -لا تعزينى فى حالى -أنا لا أعزيك وأنما أقول لك الدرس الذى قاله القائل : هى أو غيرها فالكل سيان فى الجمال عند بــارىء الإنسان لا اختلاف بينهن فى الأنفس والأجساد فكلهن مـن الحسان هذا أساس الخلق عند الرحمان ويجب كذلك فى عقول الأقران ولكن نفوسنا تمايز بينهن وتفاضل فى الأنفس والأبـــدان فهذا يريد ذات شكل ولون وهذا يريد متخلقة بالإحســان وهذا يهوى ويفضل أعضاء وهذا يهوى أصوات كــالألحان ولا اختلاف سوى فى الأخلاق بعد الكبر وبلوغ الأسنــان وبذات الدين الحسن أمرنا أن نختار عند إرادة القـــــران والبحث قد يطول وقد يقصر حسبما يوفق بين الـــطرفان -صدقت وصدق القائل