دفين البحر
كفى أنا نقاتلهم فرادى
ونسرج من منايانا الجيادا
ونركب للشهادة كلّ هول
تبلّغنا مخاطره المرادا
كفانا أن يخيف الحشد فرد
أعدّ طلائع الإيمان زادا
كفى بالسيف حين يُسلُّ
صلتا فتحتشد الأساطيل احتشادا
فتى لما تمادى الليل أهدى
لنا صبحا يحذرنا الرقادا
أزال بوقعة {البرجين}1 وهْما
وشدّ ركائب الثأر اجتهادا
وأذكى في ضمائرنا انتسابا
هدمنا من ركائزه العمادا
وأنذر أمة ترنو لحق
لها اغتصبوه أن تدع الزنادا
ثريٌّ أقبلت دنياه طوعا
فآثر عن مفاتنها ابتعادا
ثلاثا بتّها وأبى جوارا
لمن فرشوا لزخرفها مهادا
حدا بركائب الغرباء لمّا
رأى الإلحاد مسعورا تمادى
وسيّر في ربى الأفغان جيشا
بظل لوائه رفع الجهادا
وما استثنى من الأعداء صنفا
بذات الله قد والى وعادى
فلما اهتز للكفار عرش تداعى
الشرق والغرب اتحادا
طريدٌُ يملأ الدنيا دويّا
ويزرع أرضهم كربا شدادا
أخاف بكهف عزلته جيوشا
وارّق من مخابئه بلادا
كفى بجحافل الكفار ذلا
بأن أتعبتها عشرا جلادا
ملئْتَ قلوبهم رعبا فراحوا
يعدّون الكتائب والعتادا
أغاظهم فأفرَحَنا نكالا أحلت
به مرابعهم رمادا
وأفرحهم بأن أردوك غدرا
فأدمينا لمأتمك الفؤادا
لقد منحوك ما قد كنت ترجو
وظنوا أنهم بلغوا مرادا
وما علموا بان الموت أغلى
أماني من توسده وسادا
وما علموا بان الموت ينهي
سباتا خدروا فيه العبادا
ترجل عن جوادك حان يوم
لنيل مناه أتعبت الجوادا
وخضب لحية شابت لتمحو
بنور دماء قتلانا سوادا
سيذكي وجهك المخضوب نارا
على الأعداء تتقد اتقادا
ولا تأبه لجثمان محال بأن يبلى
بمكر أويبادا
دفين البحر إن الأرض ملأى
بمن نشر الرذيلة والفسادا
فشنّف مثل يونس جوف
حوت بتسبيح به المولى أشادا
نظنك أمة في البعث تدعى
فتغبطك الخلائق إذ تنادى 1

*********************
:وقعة البرجين :ضرب مبنى التجارة العالمي والبنتاغون عام 2001وماعرف فيما بعد بأحداث سبتمبر