هل يعقل ويصدق هذا؟؟؟؟؟؟!!!!!!!


الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

في احدى، محافظات الاردنْ الشقيق، اعتاد ابْ، أن يغتصبَ بناته الثلاثة باستمرار، وبالتعاونْ مع زوجته، الأبْ يعملٌ نجارا، اضافة لمهنته الرسمية، كخطيب مسجد، وعندما سٌئل رجالات القرية عنه، حيث يقيم، اشاد الكل برفعة اخلاقه وسموها، واعتبروه، قدوة حسنة للجميع، والكل يشهد باخلاقه العالية، هذا ما جاء في برنامج (نواعم) الأسبوعي، والذي تقدمه قناة الفضائية اللبنانية، (lbc).
اعتاد الأب، ان يغتصب بناته الثلاث القصر، تحت التهديد وبالتنسيق مع زوجته، ثم اصبح الأمر مألوفا لهم جميعا، دون تهديد او وعيد، وكانت الأم تهيأ المكان المناسب لزوجها، كي يقوم بجريمته النكراء، بحق بناته القصر، وهو غرفة نومها الخاصة بها وبزوجها، ومن ثم، تدخل احدى بناتها الى الغرفة، مع زوجها، وتغلق الباب خلفه، واستغرب الأب، بعد عدة اشهر من ممارساته الجنسية مع بناته، ان احدى بناته حملت منه، حيث ظهرت عليها علامات الحمل، بعد عدة اشهر، فعمل على اجهاضها، بالتعاون مع زوجته، بطريقة بدائية، فكان له ذلك، ومر الأمر بكل يسر وسهولة وسلام.
تكرر حمل ابنته هذه، مرة أخرى، وحاول اجهاضها بنفس الطريقة الاولى التي اتبعها معه، ولكنه فشل هذه المرة، لكون الحمل كان متقدم نسبيا، وانزعج كثيرا، حيث كانت ابنته حاملا في الشهر الرابع، وراح يبحث على الشبكة العنكبوتية، عن الطريقة العلمية التي يتبعها الاطباء في حالات الاجهاض، والأدوات التي يستعملونها، فارسل زوجته الى صيدلة مجاورة في المنطقة، بورقة مكتوب بها بعض الأدوات، واسماء بعض الأدوية المساعدة، كي تحضرها له، فاحضرت زوجته له، كل ما أراد، وطلبه منها، كالمشرط ومواد تخدير، ومقص وخلافه، وعمل على تخدير ابنته، باجبارها على تناول عدد غير محدود من الحبوب المخدرة والمنومة، ثم عمل على شق بطنها، واخراج الجنين منه، ثم وضع الجنين في كيس من النايلون، وذهب به الى حاوية القمامة، حيث القى به هناك، ومن ثم عاد الى منزله، ليجد وجه ابنته قد اصفر تماما، كحبة الليمون، والدماء تسيل منها بغزارة، الى ان فارقت الحياة، علمت الأم، وشاهدت بام عينيها، لترى ما حدث لابنتها، فيعلو صوتها صراخا وعويلا، لما شاهدته، بحق ابنتها، التي فارقت الحياة، فيندفع الجيران مسرعين، الى المنزل الذي انبعث منه الصراخ والعويل، كي يعرفوا حقيقة ما حدث، ويحضر رجال الأمن، على اثر اتصال هاتفي من أحد الجيران، ويعتقلوا الجاني رب الأسرة، والزوجة، ويتم التحقيق معهم، ويعترفوا بتفاصيل جريمتهم النكراء، ووضعهم في السجن، انتظارا لاجراءات المحاكمة المعتادة، كي يحكموا ويعاقبوا على جريمتهم البشعة، بحق بناتهن القاصرات.
موقف آخر مؤلم حقا ومقزز، ومؤثر جدا، ومثير للعواطف الانسانية بحق فتاة فلسطينية، تدعى آية برادعية، من بلدة صوريف، التي تقع في جنوب الضفة الغربية، عرضته القناة الفضائية الفلسطينية في برنامج يدعى (على المكشوف)، حيث يعمد عم الشابة آية، الى قتل ابنة اخيه، بالتعاون مع اثنان من اصدقائه، من خلال خطفها وهي في طريقها الى الجامعة، حيث تدرس اللغة الأنجليزية في جامعة الخليل، وهي في سنتها الدراسية الثالثة، ويضعها في سيارته الخاصة، ويذهبوا بها الى منطقة وعرة ونائية، ويعمل مع اصدقائه على تربيطها بالحبال، ويرشوا على وجهها غازا منوما، ومن ثم، يلقوا بها في بئر عميق للمياه، يبعد بضع كيلومترات عن البلدة.
يعود السبب في قتل هذه الشابة، كون شابا من ابناء بلدتها، وقع في حبها، ووقعت هي في حبه أيضا، واتفقا على الزواج من بعضهما بعضا، وأراد الشاب الزواج منها بشكل رسمي وشرعي، حيث ارسل الى اهلها، والدته واخته بداية، كي يتعرفوا عليها، ويطلبوها من اهلها، حسب الأصول والعادات المتبعة في مثل هذه الحالات المعتادة، فرفض اهلها طلبهم، كون الشاب يبلغ السابعة والثلاثين من عمره، والشابة، تبلغ الواحد والعشرون من عمرها، أي لفرق العمر بينهما، كما يقول اهل المغدورة، وهناك سبب آخر كما يدعون، وهو كون الشاب يحمل فكرا يساريا تقدميا، يتناقض مع أهل الأسرة المتزمتة دينيا، نوعا ما، كما قيل عنهم، مع أن والد الشابة، وعد ابنته خيرا، بعد ان تكمل دراستها الجامعية وتتخرج. ومع هذا، فان الشاب لم ييأس من تحقيق طموحه بالزواج من محبوبته، ولم يتوقف عن المحاولات الحثيثة، بطلب يد من يحب، وواصل محاولاته كثيرا، وكانا على اتصال دائم كل يوم مع بعضهما البعض، وكانت الشابة، تعلمه بكل تنقلاتها يوميا عبر الهاتف النقال، في ذهابها وايابها من والى الجامعة، وحتى عند ذهابها وايابها الى اي مكان كانت تخرج اليه.
عملت الشابة، بعد جهد جهيد، على اقناع اهلها بالزواج منه، بطريقة موضوعية وودية، بعد رفضهم الشديد له، فوافقوا على ذلك ولكن حتى تستكمل دراستها الجامعية، ولكن عم الشابة، والذي يبلغ من العمر سبع وثلاثون عاما، اشتاظ غضبا، ورفض أمر مثل هذا الزواج، كونه تم عن طريق الحب المتبادل، وان مثل هذا الحب، لوث شرف العائلة والحمولة كما يدعي، فعمد مع سبق الاصرار والترصد، على قتلها، دون اشعارها بهذا الأمر مطلقا، فخطط من اجل ذلك، بالتعاون مع اثنان من اصدقائه المجرمون، بعد ان اقنعها على انه سيعمد على مساعدتها وتزويجها ممن تحب، على الرغم من رفض اهلها لهذا الزواج، وتمكن من وضع خطة محكمة، وبحذر شديد، لكيفة الأيقاع والتغرير بها وقتلها، وبهذا، أمنت آية له، ووثقت بكلامه المعسول، ولكنه كان ثعلبا خبيثا، وماكرا كبيرا، ووحشا كاسرا، حيث أظهر لها، خلاف ما يبطن، من الحقد والكراهية والوحشية، وتمكن من جرها بداية، بالحيلة والكلام المعسول الى حتفها، كما هو مذكور سابقا، حيث عمد بالتعاون مع اصدقائه المجرمون، على تربيط يديها وقدميها بالحبال، والقوا بها في البئر، وهي حية، وهي تصرخ بأعلى صوتها، وترجوه ان يرحمها وينجيها من القتل، وتسأله ماذا فعلت له، حتى يعمل على وأدها وقتلها بهذه الطريقة الوحشية، ولكن، لقد اسمعت لو ناديت حيا، ولكن، لا حياة لمن تنادي، وفي لحظة انعدم فيه ضميره، وفقد بصيرته، وتجرد من انسانيته، وضاع فكره وغاب عقله ووعيه، وانعدم حسه الانساني، وظهرت وحشيته المجردة على حقيقتها تماما، القى بالشابة آية، بمعاونة اصدقائه المجرمون، وهي حية وتصرخ وتستغيث، داخل الجب (البئر).
في ذلك اليوم، لم تتصل الشابة كعادتها بحبيبها، عندما خرجت مع عمها خارج البيت، وهي الحريصة جدا، على ان تتصل به كل يوم، مهما كانت الظروف والعراقيل، وانتظر الشاب كثيرا، طوال ذلك اليوم، وهو يتوقع اتصالا منها، يريح اعصابه ويهدأ من قلقه وروعه واضطرابه، دون جدوى، مما حدى به الأمر، أن يشك بأن أمرا ما مزعجا، قد حدث لها، حال دون اتصالها به، فقرر ان يعمل على الاتصال بها هو شخصيا، على جهازها المحمول، بعد ان طال انتظاره، ومهما كانت العواقب والنتائج المتوقعة وخيمة، لأن شكوكا سيئة جدا راودته في نفسه، وأزعجته كثيرا، مع انه كان يعتبر مثل هذا الاتصال، مغامرة صعبة من جانبه، قد تكلفه كثيرا، وتضع حبيبته في موقف صعب وحرج ومحرج جدا لها، لا تحمد عقباه، لكنه كان مضطرا لذلك، بعد ان زاد قلقه وطال انتظاره، وجازف، واتصل بها على رقمها المعروف لديه، وتفاجأ ان لا احد يرد على اتصاله، ولكنه سمع فيما بعد، وبعد محاولات عدة، عبارة تقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيان الجهاز الذي تحاول الاتصال به لا يعمل، وهو مقفل حاليا بشكل مؤقت)، فساوره الشك كثيرا، فلم يصدف ان مر به مثل هذا الموقف معها مطلقا، فالاتصال بينهما كان اساسيا في علاقاتهما، ولا يمكن ان يمر يوما بدون اتصال منها به، وتحت كل الظروف القاسية جدا، وانتظر عدة ايام، وكانت الدقائق والساعات تمر امامه طويلة جدا، كأنها اشهرا وسنين، فلم يتحمل غيابها، ولم يتحمل سكوته على عدم اتصالها به، فعمد على الاتصال مع اهلها، واعلمهم ما حدث معه، عند اتصاله بها، وتساءل عن مكان وجودها، فاعلموه اهلها، بعدم علمهم بوجودها، وهم قلقون عليها مثله هو ايضا، وعلى اختفائها، وهم كذلك بصدد البحث عنها منذ غيابها عن البيت، وقد ابلغوا الأمن والشرطة، منذ لحظة غيابها، وتخوفوا من ان احدا ما، قد اختطفها او حدث لها مكروها ما، وقامت قوى الأمن والمباحث والشرطة في المنطقة، وعلى اثر اتصال الأهل بهم، وكل حسب اختصاصه ومجاله، بالتحري والبحث عنها في كل مكان، دون اية جدوى تذكر، بالعثور حتى على خيط رفيع، أو مؤشر ما، يوصلهم لها، وقد شكوا في بداية الأمر، على ضوء المعلومات المقدمة من اهل الفقيدة، ان يكون حبيبها هو، من قام باختطافها والاستحواز عليها، فقاموا باعتقاله والتحقيق معه، لمدة تزيد على الشهر، ثم ما لبثوا ان افرجوا عنه، حيث ثبت لهم بالدليل القاطع، أن هذا الشاب، الذي يحبها وتحبه، لا علاقة له باختفائها، لا من قريب، ولا من بعيد. ومع هذا، واصل رجال الأمن والمباحث، تحرياتهم وبحثهم بشكل متواصل، ودون انقطاع، ولم يهدأ لهم بال.
شاءت الظروف، ان صاحب الجب (البئر) بالمنطقة الريفية المهجورة، في يوم من الأيام، اراد الحصول على بعض الماء من البئر، الذي القيت به الشابة (آية البرادعية)، فشعر واشتم بوجود رائحة كريهة، تنبعث من داخله، فشك على أثر ذلك، بوجود جثة ما في البئر، فأسرع على ضوء ملاحظته، لابلاغ قوى الأمن الداخلي، في المنطقة، والذين هرعوا الى الموقع، مع رجال الدفاع المدني، وقاموا بالاجراءات والتحريات اللازمة، وتمكنوا من انتشال اجزاء الجثة المتعفنة، وهيكل عظمي، وما كان بحوزتها من اغراض مختلفة، كالشنطة والاوراق الخاصة وخلافه، ومن ضمنها هوية الضحية، وهويات أخرى، لأخوين لها، وملابسها التي كانت تضعها على جسمها، ومن خلال تحريات الأمن والشرطة، واعتقال بعض من اهلها، والتحقيق معهم، اعترف عمها بالجريمة المنكرة، وابلغ عن زملائه الذين اشتركوا معه في هذا العمل الجبان والخسيس، ويخضع الآن لتحقيق مركز، بانتظار ان يصدر ضده اقسى الأحكام على جريمته النكراء.
واضح من كلا الجريمتين السابقتين، والعديد من الجرائم المشابهة، والتي نسمع بها، ونقرا عنها في الكثير من الصحف والمجلات والمواقع اللألكترونية، كم ان المرأة العربية بشكل عام، ومن المحيط الى الخليج، مهضومة الحقوق والوجود، ومحرومة، حتى من ادنى حقوقها الانسانية، ولا يوجد اي قوانين رادعة، تحفظ حريتها وكرامتها ووجودها، وحقها الانساني والاجتماعي، وحقها بالمساواة مع الرجل، حتى السيدة البالغة والعاقلة، لا تملك حريتها الخاصة، بالتصرف او اتخاذ القرار، فالرجل الشرقي (مع الأسف) يقف لها بالمرصاد، فيما اذا حاولت الانحراف عن التقاليد والعادات البالية التي تسود المجتمع العربي من المحيط الى الخليج، وان اختلفت مثل هذه المجتمعات نسبيا، في موقفها من حقوق المرأة، وحريتها وكرامتها وخلافه، فما احوجنا الى سن قوانين رادعة ونافذة، يحاسب عليها الرجل، فيما اذا تصرف بشكل مشين، نحو احد من اسرته، خاصة الاناث من الأسرة، كالزوجة او الابنة او الأخت، حيث يعتبر قتل الأنثى في المجتمعات العربية، كمن يدخن سيجارة، قد يعاقب على فعلته بالتأنيب او خلافه، وما هي الا اجراءات روتينية عادية، حتى يخرج آمنا مطمئنا، من عواقب فعلته الدنيئة. وهذا بحد ذاته، ما يشجع الكثير من الرجال، على الانتقام من المرأة، سواء كان على حق او على باطل، دون التأكد مما يشاع في حقها من معلومات زائفة، واشاعات مغرضة، فأرى لزاما، وجود قانون للأسرة العربية، يعتمد على ارقى القوانين العالمية، التي تحمي حقوق المرأة، ويحفظ شخصيتها وكرامتها، وحقوقها بالحرية والتصرف، واتخاذ القرارات المناسبة في حقها.